ذكرى الاستقلال‮..‬دعوة لإسقاط نظام فاسد

  • الوحدوي نت - أشرف الريفي
  • منذ 17 سنة - Wednesday 29 November 2006
ذكرى الاستقلال‮..‬دعوة لإسقاط نظام فاسد

مرت الذكرى الـ‮٩٣ ‬لعيد الاستقلال واجلاء اخر جندي‮ ‬بريطاني‮ ‬مستعمر من ارض الجنوب اليمني‮ ‬في‮ ٠٣‬نوفمبر ‮٧٦٩١‬م وسط خيبات آمل وانكسارات مريرة في‮ ‬الواقع احدثتها فوضوية حكم قضاء على كل عظيم ضحى من اجله شرفاء الوطن بدمائهم رخيصة‮.‬
‮٩٣‬عاماً‮ ‬على ملاحم بطولية طردت فلول الاستعمار البريطاني‮ ‬من تراب الوطن وانتصرت لثورتي‮ ‬سبتمبر واكتوبر المجيدتين ما‮ ‬يقارب من اربعة عقود مضت اغتيلت فيها اهداف الثورة اليمنية،‮ ‬وتوجهات البناء وتأسيس دولة النظام والقانون‮.

 ‬وبين نوفمبر ‮٧٦ ‬ونوفمبر ‮٦٠٠٢‬م مسافة حزن عميقة تراجعت فيها القيم والمبادئ‮ ‬،‮ ‬واغتيلت توجهات الاصلاح واختنق الوطن بكماشة كبيرة بفعل تركات الفساد السياسي،‮ ‬ومعارك حماية الكرسي‮ ‬على حساب مشروع الدولة،‮ ‬وحقوق الشعب،‮ ‬المناسبات الوطنية واعياد الثورة بدت لا تحضى بالاحتفاء المعتاد في‮ ‬حياة المواطن المنهك بالوضع المعيشي‮ ‬المتردي‮.‬
في‮ ‬الامس البعيد كانت معارك المواطنين الاحرار ضد الاستعمار والانظمة الغاصبة للسلطة وضحى العديد من ابناء هذا الوطن بأنفسهم واموالهم حتى تحققت الثورة واجلي‮ ‬المستعمر الغاصب واليوم‮ ‬ينهمك المواطنون لمحاربة الفقر ومواجهة افات النظام المتمثلة في‮ ‬الامية والامراض،‮ ‬الجوع .

لاجديد في‮ ‬الوضع قبل نوفمبر ‮٨٦ ‬والوضع اليوم بإستثناء تغير اشكال مسببات رداءت الوضع فاذا كنا في‮ ‬الماضي‮ ‬نرمي‮ ‬تهم التخلف والفقر والمرض التي‮ ‬حاصرت الشعب الي‮ ‬نظام الامامة،‮ ‬والاستعمار فإننا اليوم نواجه نظام الحكم بنفس‮ ‬التهم التي‮ ‬قامت من أجل التغلب عليها ثورات وسالت دماء‮.‬
لا‮ ‬يجب‮  ‬أن تمر هذه المناسبة العظيمة ونحن متنكرين لابطالها بالصمت على العبث والفساد والفوضى التي‮ ‬تعم البلاد اليوم،‮ ‬وسبق لهم تقديم الغالي‮ ‬والرخيص من اجل ايجاد دولة وطنية عادلة تنتصر للشعب وتقفز بالوطن نحو الغد المشرق‮.‬
وليس من العدل أن تمر هذه المناسبة دون رفض كل سياسات الخضوع التي‮ ‬عاد من خلالها المستعمر الخارجي‮ ‬عبر نوافذ التعاون الامني‮ ‬واتفاقيات مكافحة الارهاب‮.‬
ومن‮ ‬غير المنطقي‮ ‬الاحتفاء بإسقاط دولة المندوب السامي‮ ‬في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬تحول فيه السفير الامريكي‮ ‬بصنعاء الى مندوب سامي‮ ‬يأمر وينهي‮ ‬ويصول ويجول في‮ ‬مختلف أنحاء الوطن بدون قيد أو شرط‮.‬
أي‮ ‬استقلال نحتفي‮ ‬به اليوم ونظام الحكم سلم مقاليد البلاد والعباد للبيت الابيض‮. ‬وأصبح المواطن اليمني‮ ‬ارهابي‮ ‬في‮ ‬قاموس امريكا‮ ‬يتم ضربه وقتله بإشراف وتنفيذ امريكي‮ ‬كما حدث مع أبو علي‮ ‬الحارثي‮ ‬وغيره‮.‬
الحديث عن ذكرى الاستقلال ذات شجون خصوصاً‮ ‬في‮ ‬ظل الوضع العربي‮ ‬المتشظي‮ ‬والمنبطح وهو وضع مخزي‮ ‬صنعه الحكام المتواطئين ومروجي‮ ‬وهم السلام والاستسلام‮.‬
المشهد تغير،‮ ‬فحكام اليوم ليسوا كحكام الامس‮.. ‬ولنا أن نستشهد بموقف الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذي‮ ‬زئر كأسد ثائر في‮ ‬وجه‮  ‬الاستعمار قائلاً‮ ‬ما على العجوز الشمطاء الا ان تحمل عصاها وترحل من عدن‮.. ‬ما أخذ بالقوة لا‮ ‬يستعاد الا بالقوة‮..‬
كانت رسالة عبدالناصر التي‮ ‬اطلقها خلال كلمته التاريخية بميدان الشهداء بتعز في‮ ‬ستينات القرن الماضي‮ ‬والامر للاستعمار بالرحيل ذات معاني‮ ‬ودلالات قوية أدرك حجمها المستعمر الذي‮ ‬سحب خيباته وراءه ورحل من أرض اليمن في‮ ٠٣ ‬نوفمبر ‮٧٦٩١‬م‮.‬
الصورة اليوم تختلف‮.. ‬فاذا كان ابطال ملاحم الاستقلال خاضوا معارك طويلة ضد المستعمر لتطهير تربة‮  ‬الوطن من درن الاجنبي‮ ‬فان الطلب مازال قائم الان برفض كل الوصايا والاملاءات الخارجية واذا كان هدف الاستقلال هو التخلص من الاجنبي‮ ‬الغاصب والانطلاق نحو البناء فان مطالب توفير الامن والاستقلال من هيمنة الفقر والجوع وسلطة صانعي‮ ‬الفساد وحاميه أصبحت ملحة في‮ ‬ظل وضع اقتصادي‮ ‬واجتماعي‮ ‬بائس‮ ‬يعيشه الوطن‮.‬
واذا كانت مناسبة الاستقلال هي‮ ‬امتداد طبيعي‮ ‬لثورتي‮ ‬سبتمبر واكتوبر فإن تحقيق اهداف الثورة اليمنية ضرورة ملحة انتصاراً‮ ‬للثورة التي‮ ‬انحرفت عن مسارها منذ عام ‮٨٧٩١‬م،‮ ‬وحتى اليوم رغم محاولات اطراف المشترك لانقاذ الوطن وإخراجه من مآزقه الخانق من خلال مبادرة الاصلاح السياسي‮ ‬والوطني‮ ‬الشامل التي‮ ‬اطلقها في‮ ‬نوفمبر الماضي‮. ‬لمعالجة الاختلالات التي‮ ‬يعيشها الوطن‮.‬
اذاً‮ ‬لنحول احتفاءنا بذكرى الاستقلال الى دعوة لمحاربة الفساد،‮ ‬والانتفاضة على نظام سلخ البلد في‮ ‬نزواته السياسية المتلاحقة‮.. ‬لنعمل سوياً‮ ‬لاسقاط دولة الفرد وإعلى دولة الشعب‮.‬

[email protected]