الأميركيون أصروا على دفن صدام تحت جنح الليل

  • الوحدوي نت
  • منذ 17 سنة - Sunday 31 December 2006
الأميركيون أصروا على دفن صدام تحت جنح الليل

قال العديد من أبناء عشيرة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي أعدم شنقا صباح أمس السبت، إن القوات الأميركية أحضرت جثة صدام قرابة الساعة الثالثة صباحا إلى قريته العوجة في محافظة تكريت وأجبرت أبناء عشيرته على دفنه فورا.
وأوضح العديد من أبناء عشيرة البوناصر التي ينتمي إليها صدام حسين في اتصال هاتفي مع الجزيرة أن القوات الأميركية وقوات عراقية فرضت إجراءات أمنية مشددة على القرية، وأحكمت السيطرة على مداخلها قبل وأثناء عملية الدفن.
وحسب هذه المصادر فإن عائلة صدام اضطرت تحت تهديد سلاح الأميركيين لدفنه تحت جنح الليل، وذلك خشية أن ينفذ الأميركيين تهديدهم ويأخذوا الجثمان لتتولى حكومة نوري المالكي عملية الدفن.
وأشار هؤلاء إلى أن بضع مئات شاركوا في مراسم الدفن التي جرت في القرية حيث سبق أن دفن فيها ابنا صدام عدي وقصي وحفيده مصطفى الذين لقوا حتفهم جميعا في معركة مع القوات الأميركية في الرمادي عام 2003.
وأشار المتحدثون إلى أن القوات الأميركية كانت حريصة على عدم مشاركة الكثير من الناس في دفن صدام حسين، وأكدوا أنه كانت هناك أثار كدمات على وجهه وأسفل ذقنه ما يشير إلى تعرضه للتعذيب.

لا لليمن
من جهة أخرى حمل رئيس مجلس النواب اليمني عبد الله الأحمر الحكومة العراقية التي وصفها "بعملاء أميركا" مسؤولية فشل تحقيق رغبة ابنة صدام حسين رغد بدفن والدها في اليمن.
وأشار الأحمر في اتصال مع الجزيرة إلى أن الرئاسة اليمنية أجرت اتصالات بهذا الشأن مع الحكومة العراقية التي وصفها بـ"موظفين لدى الأميركيين" لكنها "لم تستجب بناء على أوامر من أميركا".
ووصف الأحمر إعدام صدام بهذه الطريقة بأنه "كارثة ووصمة عار في جبين العرب والمسلمين".

اللحظات الأخيرة
وظهر صدام في شريط مصور لعملية الإعدام وهو رابط الجأش وصامد ومتماسك، وحافظ على هدوئه وإتزانه رغم محاولة بعض الحضور استفزازه والإساءة إليه، وبقي يردد الشهادتين.
وقال مقربون من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حضروا الإعدام إن صدام بقي هادئا ولم يرتجف، وقد رفض تغطية وجهه وردد شعارات من بينها "عاشت الأمة وفلسطين عربية.." وقبل موته نطق بالشهادتين.

وقد أعدم صدام حسين في مقر المخابرات العسكرية ببغداد وسط حشد من المسؤولين والقضاة الذين أقروا برباطة جأشه كاشفين عن كلماته الأخيرة قبيل سقوطه في الحفرة.

وقال مستشار الأمن القومي موفق الربيعي إن صدام صعد إلى منصة الإعدام وكان "هادئا ومتماسكا وشجاعا"، وهو ما يتناقض مع تصريحات المستشار السابقة حول صدام التي كذبها شريط الإعدام المصور.

ومن جهته قال القاضي منير حداد الذي حضر تنفيذ الإعدام "لقد تحلى برباطة جأشه حتى النهاية. لم يبد أي شحوب على وجهه إلا في اللحظة الأخيرة".

دعوة للوحدة
وأضاف حداد أن صدام كان متحديا حتى اللحظة الأخيرة، "سأله أحد الحضور: هل أنت خائف؟ فأجاب: أنا لا أخشى أحدا. أنا طول عمري مجاهد ومناضل وأتوقع الموت في أي لحظة". وزاد "يسقط الأميركان ويسقط الفرس".

ومضى القاضي قائلا إنه سمع طقطقة عنق الرئيس العراقي وإن "المنظر كان بشعا ومات على الفور".

وأكد أيضا أن آخر كلمات نطق بها صدام حسين توجه بها إلى الشعب العراقي قائلا "كونوا موحدين وأحذركم من الوثوق بالإيرانيين والمحتلين".

الجزيرة نت