تضارب التصريحات الأمنية حول حادثة إحراق مسجد بعمران

بــيـوت الـلـه حـيـن تـكـون مسـرحــاً‮ ‬للـجـريـمـة (تقرير)

  • الوحدوي نت - خاص
  • منذ 17 سنة - Tuesday 10 April 2007
بــيـوت الـلـه حـيـن تـكـون مسـرحــاً‮ ‬للـجـريـمـة (تقرير)

في‮ ‬بادرة خطيرة وباعثة للقلق،‮ ‬تعرض أحد مساجد محافظة عمران،‮ ‬الجمعة الماضية،‮ ‬لإضرام النار من قبل مجهولين أثناء أداء مجاميع من المواطنين شعائر صلاة الجمعة‮.‬الحادثة التي‮ ‬أثارت الهلع والاستنكار الشديدين من قبل المواطنين الذين سمعوا بها في‮ ‬كل محافظات الجمهورية،‮ ‬لايمكن اعتبارها حدثاً‮ ‬جنائياً‮ ‬أو جريمة كغيرها من الجرائم التي‮ ‬ترتكب هنا أو هناك‮.‬ إذ أن الامر‮ ‬يختلف هنا كون موقع الجريمة أحد بيوت الله،‮ ‬ومستهدفيها أحبابه وعباده‮.‬وإن كانت الحادثة تعيد للأذهان ما‮ ‬يرتكب من مجازر بشعة وشنيعة داخل بيوت الله في‮ ‬عدد من المدن العراقية،‮ ‬جراء الفتنة الطائفية التي‮ ‬يحاول الاحتلال الإنجلوأمريكي‮ ‬إشعالها،‮ ‬إلا أننا لايمكننا عقد مقارنة بين ما حصل في‮ ‬عمران وما‮ ‬يحصل في‮ ‬العراق،‮ ‬لاختلاف الأسباب والدوافع في‮ ‬حادثة عمران التي‮ ‬نسأل الله أن تكون ناتجة حقاً‮ ‬عن اختلال عقلي‮ ‬لا أكثر‮.‬
لكن ذلك بالطبع لايعني‮ ‬أن تمر مثل هذه الحادثة مرور الكرام،‮ ‬إذ لابد من وقفة جادة من قبل الأجهزة المعنية في‮ ‬السلطة،‮ ‬وكل مواطني‮ ‬هذا البلد الذي‮ ‬يهمنا جميعاً‮ ‬أمنه واستقراره ووحدته‮.‬

محمود طه وفائز هاني

وذكرت مصادر أمنية بمحافظة عمران أنها ألقت القبض على ثلاثة أشخاص‮ ‬يشتبه بتورطهم في‮ ‬إشعال حريق بأحد مساجد المحافظة أثناء صلاة الجمعة،‮ ‬مما أدى الى إصابة ‮٣٣ ‬مصلياً‮ ‬بحروق متعددة،‮ ‬ثمانية منهم وصفت إصابتهم بالخطيرة‮.‬
وحسب المصادر،‮ ‬فإن ثلاثة أشخاص أوقفوا للاشتباه بتورطهم بالقضية،‮ ‬وهو ما‮ ‬يتنافى مع تصريحات مصادر أمنية سابقة وكذا محافظ عمران بإلقاء القبض على شخص واحد متورط في‮ ‬حادث الحريق ويدعى حميد الشومي‮.‬
ومازالت الأجهزة الأمنية تحقق في‮ ‬الحادث مع المتهم لمعرفة دوافع الجريمة‮.‬
وكانت الحكومة شكلت لجنة مكونة من مدير أمن محافظة عمران وعضو المجلس المحلي‮ ‬بالمحافظة عن مديرية السودة،‮ ‬للتحقيق في‮ ‬الحادث‮.‬
وكان مجهولون قاموا،‮ ‬الجمعة الماضية،‮ ‬بإشعال النيران بمسجد منطقة‮ »‬بيت العماري‮« ‬بمديرية السودة التابعة لمحافظة عمران،‮ ‬بعد صب مادة البنزين على المصلين أثناء أدائهم الصلاة،‮ ‬ومن ثم إشعال النار وإغلاق باب المسجد من الخارج،‮ ‬ما أدى الى إصابة ‮٣٣ ‬شخصاًَ،‮ ‬حروق ثمانية منهم بالغة،‮ ‬الى جانب مصلين آخرين‮ ‬يعانون من تأثير تنشق الدخان‮.‬
وفيما لم‮ ‬يتضح حتى اللحظة أسباب ودوافع الحادث،‮ ‬تضاربت التصريحات الأمنية حول الدافع،‮ ‬ليؤكد البعض أنها جنائية،‮ ‬فيما ذهبت تصريحات أخرى للقول بأن الجاني‮ ‬يعاني‮ ‬من حالة نفسية‮.‬
وقال شهود عيان تمكنوا من الفرار دون أن‮ ‬يصابوا بأذى،‮ ‬إنهم كانوا في‮ ‬مرحلة التشهد من صلاة الجمعة عندما اندلع الحريق بسرعة هائلة‮. ‬موضحين أن شخصاً‮ ‬ما‮ (‬أو أكثر‮) ‬رش المصلين بالبنزين وأشعل النار فيهم قبل أن‮ ‬يفر دون أن‮ ‬يتعرف عليه أحد‮.‬
وذكر مسعفون أن معظم المصابين نقلوا الى مستشفى محافظة عمران العام،‮ ‬ونقل ستة منهم الى المستشفى الجمهوري‮ ‬بأمانة العاصمة لخطورة حالتهم،‮ ‬مشيرين الى أن معظم المصابين‮ ‬يعانون من حروق في‮ ‬أكثر من ‮٠٥‬٪‮ ‬من أجسادهم‮.‬

تكرار الحوادث

والحادث ليس الأول من نوعه في‮ ‬محافظة عمران،‮ ‬حيث لقي‮ ‬ستة أشخاص مصرعهم،‮ ‬وأصيب ‮٠١ ‬آخرون بجراح عندما هاجم مسلحان مسجدا بمديرية ذيبين،‮ ‬في‮ ٠١/١/١٠٠٢‬م‮.‬
وأرجعت المصادر‮ -‬آنذاك‮- ‬سبب الهجوم الى خلافات بين الضحايا والجناة حول الترشيح للانتخابات المحلية قبل الماضية‮.‬
وأضافت أن الشجار احتدم،‮ ‬وبعد ذلك ذهب‮ ‬غالبية الحضور إلى المسجد لأداء صلاة العشاء،‮ ‬لكن المسلحين لحقا بهم،‮ ‬وفتحا النار من أسلحة رشاشة على المصلين،‮ ‬فقُتل خمسة أشخاص على الفور،‮ ‬وجرح ‮١١ ‬آخرون توفي‮ ‬أحدهم لاحقاً‮ ‬متأثراً‮ ‬بجراحه‮.‬
كما شهدت المحافظة،‮ ‬بعد شهور عدة،‮ ‬حادثة مشابهة راح ضحيتها ما‮ ‬يزيد عن خمسة أشخاص وإصابة عشرات المصلين بمسجد منطقة‮ »‬القصر‮« ‬التابعة لمديرية خمر بمحافظة عمران،‮ ‬جراء إطلاق نيران مجهولة المصدر على المصلين أثناء صلاة الجمعة‮.‬

إحراق مساجد ومواجهات

وأحرقت ثلاثة مساجد،‮ ‬ليلاً،‮ ‬منتصف مارس من العام الماضي،‮ ‬من قبل مجهولين،‮ ‬في‮ ‬مناطق الغالة،‮ ‬الحمة،‮ ‬ودانة بمديرية حرف سفيان،‮ ‬حيث كان الجناة‮ ‬يعمدون الى تجميع الأثاث والمصاحف والكتب والمخطوطات إلى وسط المسجد،‮ ‬وإضرام النيران فيها‮.‬
ولم‮ ‬يجرِ‮ ‬أي‮ ‬تحقيق حول ذلك الحادث،‮ ‬الذي‮ ‬كان سبقته بعدة أيام مواجهات داخل الجامع الكبير بمركز المديرية ذاتها،‮ ‬سقط خلالها العديد من القتلى والجرحى،‮ ‬بسبب فرض خطيب سلفي،‮ ‬في‮ ‬ظل حملة فرض خطباء سلفيين على المساجد،‮ ‬وإقصاء خطباء‮ »‬الزيدية‮« ‬في‮ ‬عدد من المحافظات‮.‬
وكان أربعة أشخاص لقوا مصرعهم،‮ ‬وجرح سبعة آخرون،‮ ‬منتصف فبراير ‮١٠٠٢‬م،‮ ‬في‮ ‬هجوم مسلح على مسجد بمنطقة‮ »‬الشعيب‮« ‬بمحافظة لحج‮.‬
وأرجعت مصادر قبلية حينها أسباب الاشتباكات الى الانتخابات المحلية قبل الماضية في‮ ‬محافظة لحج‮.‬
ووقع الهجوم عندما فتح مسلح نيران مسدسه على عدد من المصلين كانوا في‮ ‬مسجد بقرية الشعيب‮.‬
وارجعت مصادر قبلية الهجوم الى خلافات بين القبائل،‮ ‬إذ جاء الهجوم إثر نزاع بين قبيلتين بشأن المرشحين للانتخابات المحلية قبل الماضية‮.‬
وهناك العديد من الحوادث المماثلة التي‮ ‬تكررت في‮ ‬أكثر من منطقة،‮ ‬ولأسباب متعددة ومختلفة‮.‬