فشل سلطوي في احتواء الغليان الشعبي

المقاعدون قسراً يصعدون فعالياتهم الاحتجاجية ويوسعون مطالبهم (تقرير)

  • الوحدوي نت - خاص
  • منذ 16 سنة - Wednesday 01 August 2007
المقاعدون قسراً يصعدون فعالياتهم الاحتجاجية ويوسعون مطالبهم (تقرير)

 نزول ميداني مكثف لقيادات في السلطة من وزراء ومسؤولين وتجار وشخصيات اجتماعية وسياسية وأعضاء مجلس الشورى والنواب، الى المحافظات الجنوبية والشرقية..ناهيك عن الاستنفار الشامل لقيادات السلطة المحلية في المحافظات والمديريات، والتحرك الواسع لقيادات فروع المؤتمر الشعبي العام، بالإضافة الى الأجهزة الأمنية المختلفة. حالة طوارئ غير معلنة تعيشها البلاد جراء السياسات الخاطئة التي ينتهجها نظام الحكم والظلم والجور الذي ألحق أضراراً فادحة بالمجتمع وأوصل الناس الى مرحلة لم يعودوا قادرين على تحمل أعبائها القاتلة. حملة النزول الميداني الواسعة دشنها عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية، وماتزال مستمرة حتى اليوم، لم تحقق نتائج تذكر في ظل غياب الثقة بنظام الحكم وانتزاعها لمعرفة المواطنين أن هؤلاء المسؤولين والتجار والشخصيات الاجتماعية المنظوية تحت مظلته، لايأتون الى حين يكونون بحاجة لحشد أصواتهم، أو تعبئتهم وتجييشهم للخروج في مسيرات واحتفالات تهتف للزعيم الملهم، وتحافظ على مصالحهم فقط. واليوم، في ظل الغليان غير المسبوق والاحتقان الكبير والأوضاع المعيشية المتدهورة، يأتي هؤلاء لإقناع الناس بأن الأمور على ما يرام، وأن جميع القضايا محلولة، وأن من يطالبون بحقوقهم وتسوية أوضاعهم ليسوا سوى مجموعة من الخونة المتآمرين على الوطن، يعملون لصالح أطراف خارجية تهدف لضرب استقرار الوطن، وقلب نظام الحكم فيه. مثل هذه الأساليب المفلسة والوسائل الهمجية لم تعد تنطلي على أحد، ولم تحصد سوى الفشل الذريع. مقابل التحرك الميداني السلطوي، صعدت جمعيات المقاعدين قسراً من منتسبي القوات المسلحة والأمن، والمقاعدين والمبعدين المدنيين، فعالياتها الاحتجاجية، ورفضت قيادات الجمعيات مقابلة اللجان الوزارية التي نزلت لبحث مطالبها، ورفضت كذلك المعالجات المجتزأة التي استهدفت ذر الرماد في العيون، وشملت عدداً محدوداً جداً لايمثل 2% من إجمالي الذين حرموا من أعمالهم وصودرت حقوقهم ووجدوا أنفسهم مجبرين على البقاء في منازلهم. الثلاثاء الماضي، شهدت مدينة الضالع اعتصاماً ومهرجاناًَ حاشداً شارك فيها الآلاف من المقاعدين قسراً والمواطنين وقيادات منظمات المجتمع المدني.. جدد فيه المشاركون عزمهم المضي في انتزاع حقوقهم ومطالبهم بالوسائل السلمية المشروعة، وتصعيد فعالياتهم بمختلف الوسائل، وطرح مطالبهم على المنظمات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة. واستطاعت جمعيات المتقاعدين حماية المهرجان من العناصر التي تدفع بها الأجهزة الأمنية لترديد شعارات مناطقية بهدف الإساءة الى المشاركين، وإعطاء مبرر لهجومها على مثل هذه الفعاليات السلمية. وشارك في الاعتصام مجاميع غفيرة من أبناء محافظات الضالع وأبين ولحج وعدن. فيما شهدت مديرية ردفان اعتصاماً مماثلاً شارك فيه المئات من المقاعدين قسراً والمواطنين، وألقيت فيه العديد من الكلمات والقصائد الشعرية المعبرة عن الواقع المرير والأوضاع الخطيرة التي تعيشها البلاد.
 وتعهدوا بمواصلة النضال السلمي حتى تتم الاستجابة لكافة المطالب العادلة، معبرين عن استنكارهم وإدانتهم لحملة التشويه والتشهير التي شنتها الأجهزة الإعلامية الممولة من أبناء الشعب، وتلك التابعة للحزب الحاكم، للنيل من نضالهم السلمي والإساءة اليهم. وأكدت بيانات صحافية صادرة عن جمعيات المتقاعدين في عدن ولحج وأبين وشبوة والضالع، أنها ستنظم العديد من الفعاليات السلمية خلال الأيام القادمة، وستوسع مطالبها لتشمل تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، والقضاء على الفساد، وتمكين الشباب من الحصول على الوظائف، وغيرها من المطالب العادلة، وفاء للجماهير التي ناصرتها ووقفت الى جانبها في نضالها السلمي المطلبي العادل.
 نظام الحكم يصر على أساليبه البالية ووسائله التي عفا عليها الزمن، فيما يشتد الغضب يوماً عن آخر، وتتسع حركة الاحتجاجات السلمية، ويبلغ الغليان ذروته، وسط التفاف شعبي واهتمام إقليمي ودولي بحركة احتجاجية رائعة يقود زمامها مجاميع من منتسبي القوات المسحلة والأمن، ويقف حولهم الشعب بمختلف فئاته وشرائحه الاجتماعية.