فرج بن غاتم

  • محمود شرف الدين
  • منذ 16 سنة - Tuesday 07 August 2007
فرج بن غاتم

رحم الله الدكتور فرج بن غانم؛ الرجل الوطني الشريف الذي سيظل الملايين من الشرفاء وضحايا الفساد ونهب المال العام، يتغنون بموقفه التاريخي الذي قرر فيه الوفوف الى جانبهم ضد المتنفذين في الدولة وناهبي قوت الشعب، ورفض مغريات البقاء على كرسي رئاسة الحكومة بمغرياته وسلطاته على كل شيء إلا المساس بخط الفساد والمفسدين الأحمر.

ها هو بن غانم يرحل الى جوار ربه، وسط أسى وحسرة وحزن عميق لدى كافة أبناء شعبنا اليمني، وفي مقدمتهم قواه الحية والفاعلة ودعاة الإصلاح، فلماذا لايعلن الحداد وتنكس الأعلام وتفرد مساحة في الإعلام لرحيل هذا الرجل العظيم الذي لم تنقطع الإشادات به منذ مغادرته رأس الحكومة، وسيظل بعد رحيله مدى الأزمان، مثالاً للرجل الشريف والنظيف والوطني، تنهال عليه الرحمات كلما شكا الغلابى والضعفاء الفقراء من الغلاء وسطوة الفساد وعتاولته، نتذكره ونحن نبتاع قرص الخبز، نذكره ونحن فقراء ونسمع حكاوي وقصص الفساد وأرقام النهب من المال العام.

نذكره في كل اجتماع يعقد أو قرار يصدر أو إخفاق يظهر للحكومات اليمنية.

لقد كشف باستقالته من الحكومة، أن كل شيء في الدولة مختل، وأن الفساد يعشعش في كل مفاصلها، فنأى بنفسه أن تتلطخ به، أو تنال من كيره.

اليوم، يترجل من بسمعته وكفاءته، شطب الديون التي أثقلت كاهل اليمن، واستقرت قروضها في بطون المتنفذين.

سيبكيه شعب بأكمله، وأتوقع أن تتحول جنازته الى تظاهرة عارمة ضد الفساد وضد المغترين بجاه الكرسي وأرصدة الحرام.

سيحمله الملايين في صنعاء وفي حضرموت وعدن وكافة محافظات الجمهورية، حباً أودعه الله في قلوبهم لأنه أحبه.

هذا هو الفرق بين مراسم دفن رؤساء دول وحكومات، منهم من يموت وتتبعه عبارات الحمد والشكر على رحيله، ليكفي الشعب أذاه، ويظل بعد وفاته عرضة للمحاكمات اليومية من الأجيال على ما أحدثه في حياته القصيرة. وعلى النقيض منه يموت الشرفاء والوطنيون، أمثال فرج بن غانم. وشتان بين المصيرين أيها الرؤساء والمسؤولين.

ولكي تدركوا ذلك لانريد منكم سوى أن تسمحوا لنا بأن نشيعه حال وصول جثمانه