قالت مصادر دبلوماسية في القاهرة امس ان الرئيس حسني مبارك عرض علي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في 
لقائهما امس بالاسكندرية ان تتسلم مصر المقرات الامنية في غزة لتسلمها بدورها الي الاجهزة الامنية الفلسطينية، ضمن خطة لاستئناف الحوار بهدف تسوية الازمة بين فتح وحماس. واضافت المصادر ان مبارك اصر في محادثاته مع عباس علي اهمية استئناف الحوار بين الفصيلين كسبيل وحيد لاعادة التواصل بين الضفة وغزة تحت السلطة الشرعية مع ضمانات بعدم تكرار الانفلات والاقتتال من خلال توزيع واضح للصلاحيات الامنية بشكل خاص.
واشارت المصادر الي ان عباس الذي لم يلتق بالرئيس المصري منذ قمة شرم الشيخ التي اعقبت ما سمي بـ انقلاب حماس في شهر حزيران (يونيو) الماضي، طلب بعض الوقت للنظر في الاجراءات الكفيلة باعادة الامور الي نصابها في غزة، وهو ما لم يلق استحسانا من مضيفيه.
ويبدو ان العرض المصري جاء بعد اتصالات جرت بين القاهرة وحركة حماس مؤخرا، وافقت خلالها مبدئيا علي اعادة المقرات الي الاجهزة الامنية في اطار شروط تطبق باشراف طرف ضامن تفاديا لعودة اسباب المواجهات السابقة .
ونفي عباس في المؤتمر الصحافي الذي عقده منفردا بعد الاجتماع، وهو ما رآه البعض دليلا علي فتور علاقاته مع القيادة المصرية، وجود اتصالات مع حماس، الا ان المصادر اكدت وجود قناة غير مباشرة بينهما.
من جهة اخري قالت مصادر امنية وسياسية اسرائيلية متطابقة امس الاربعاء ان السلطة الوطنية الفلسطينية قدمت للحكومة الاسرائيلية طلبات للسماح لها بادخال كميات كبيرة من الاسلحة الي الضفة الغربية المحتلة عن طريق الاردن ومصر، بهدف عدم تكرار الهزيمة التي لحقت بالاجهزة الامنية الفلسطينية وبحركة فتح في قطاع غزة قبل حوالي شهرين، علي حد تعبير المصادر ذاتها. واشارت صحيفة هآرتس الاسرائيلية، التي اوردت النبأ امس الي ان الدولة العبرية ما زالت متحفظة علي الطلبات الفلسطينية، وانها حتي الان لم ترسل ردا علي هذه القضية الي الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن).
ومضت الصحيفة الاسرائيلية قائلة انه في الاشهر التي سبقت الانهيار الشامل في قطاع غزة قامت السلطة الوطنية الفلسطينية بتقديم طلبات مشابهة للدولة العبرية للسماح لها بادخال الاسلحة من الدولتين العربيتين المذكورتين، لافتة الي ان معظم الطلبات رفضت من قبل الاجهزة الامنية الاسرائيلية، ولكن وفق المصادر الاسرائيلية فان الاف البنادق التي تم ادخالها الي قطاع غزة عشية الانقلاب الذي قامت به حماس في الرابع عشر من شهر حزيران (يونيو) الماضي وقعت في ايدي الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب الشهيد عز الدين القسام، وتابعت المصادر انه في الفترة الاخيرة تسلمت السلطة الوطنية الفلسطينية 5000 بندقية من مصر والاردن من طراز كلاشنيكوف وام 16 لاستعمالها في الضفة الغربية.
واكدت المصادر الاسرائيلية ان الطلبات الجديدة التي تلقتها الحكومة الاسرائيلية من السلطة الفلسطينية تشمل مجنزرات، سيارات الجيب، الاف البنادق، عشرات الالاف من الرصاص علي مختلف انواعه، وقنابل صوتية وعتاد اضافي لم يفصح النقاب عنه. وزادت الصحيفة قائلة ان السلطة الفلسطينية اوضحت في الطلبات المقدمة لاسرائيل ان الاسلحة المطلوبة معدة لتثبيت الامن والنظام في الضفة الغربية المحتلة، ومنع عناصر حماس من محاولة السيطرة علي الضفة كما حصل في قطاع غزة، علي حد قول المصادر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن القدس العربي
