هفـــوة الشـيـــخ الـــزنــــدانـــي

  • الوحدوي نت - محمود شرف الدين
  • منذ 16 سنة - Wednesday 30 January 2008
هفـــوة  الشـيـــخ الـــزنــــدانـــي

أمر مثير للغرابة، ويدعو للأسف، ألا يجد الشيخ عبدالمجيد الزنداني باباً يشيد من خلاله بالشيخ عبدالله الأحمر، رحمه الله، إلا باب الإساءة للرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، طيب الله ثراه.
فالزميلة «الصحوة» بعددها الصادر في17 يناير الحالي نشرت باحتفاء مبالغ وغير متوقع، بالنظر الى قيمته التاريخية والمنطقية والأخلاقية، اكتشافاً خطيراً وعلى درجة كبيرة من الأهمية للشيخ الزنداني، مضمونه أن الحمدي حاول استمالته ضد الشيخ الأحمر، بعرضه على الزنداني إنشاء مكتب للتوجيه والإرشاد لخدمة الإسلام بالأفعال لا بالأقوال، حسب شرط الحمدي الذي رصد له الميزانية اللازمة، ويتولى الزنداني رئاسته بدرجة وزير، وكان الزنداني -حسب قوله- بدرجة نائب وزير، لكنه -حسب زعمه- أدرك أن الحمدي كان يريد استمالته ضد الشيخ عبدالله الأحمر، وقصم ظهر الحركة الإسلامية باستهداف الشيخ.
فهذه الواقعة التي اختارها الزنداني للحديث، واعتبرها شاهداً على سعي الحمدي الى استمالته ضد الأحمر، تناولت ثلاثة أشخاص، هو الحي الوحيد بينهم، فيما رحل الاثنان الى جوار ربهما، وشكلت كما أرادها إساءة للشهيد المرحوم إبراهيم الحمدي، في حين أنها لاتتضمن إشادة بالمرحوم الأحمر، بقدر ما هي لصالح المتحدث الذي بدا كمن يبحث عن دور له في فترة كان غائباً فيها تماماً أمام أحداثها.
كما أنها تمثل شهادة لصالح الحمدي لا عليه، فالمنطق والعقل يقولان إن إنشاء الحمدي مكتباً للتوجيه والإرشاد، ووضع الزنداني على رأسه، ليس فيه أي استهداف للشيخ الأحمر، ولا للتأليب ضده.
وليس هناك واقعة من حديث الزنداني تحتمل تأويلها في هذا الاتجاه، أو أية واقعة أخرى تثبت استهداف الحمدي للحركة الإسلامية، إلا اذا كان الزنداني يرى أن إنشاء الحمدي المعاهد العلمية التي خدمت الحركة قرابة ثلاثة عقود، بشكل لاينكره أحد، استهداف للحركة، من باب منهجه في التفسير القائم على سوء النية، والبحث عن البواطن.
والحقيقة أن هنالك كثيرين رأوا في الواقعة إدانة للشيخ الزنداني بالابتزاز، بحرصه على أن يكون بدرجة وزير. وإن كنت لا أتفق مع من ذهب الى ذلك، إلا أنني كنت أتمنى على الشيخ الجليل أن يسرد دلائل واضحة ومنطقية، تؤكد مزاعمه عن محاولة الحمدي استمالته وتحريضه ضد الشيخ الأحمر، لا أن يبحث له عن دور غير موجود في فترة كان غائباً تماماً أمام الأحداث، بنفس الصورة التي هو عليها اليوم من الجمود والصمت المثير للسؤال بعد حراكه ونشاطه المشهود والمعروف خلال السنوات الأولى من عمر الوحدة.
وكم كنت أتمنى أن يفسر لنا قصده من «الغبش» الذي ساد فترة حكم الحمدي، هل هو نجاحه في القضاء على الفساد، وصيانة المال العام، أو نجاحه في التنمية والتعاونيات، وإعادة هيبة القانون، أم التصحيح والخطة الخمسية، أم الرخاء الذي شهده الشعب اليمني ولايزال يبكيه الى اليوم؟ فأين الغبش فيها؟
وعلى افتراض صحة مزاعم فشل الحمدي في استمالته ضد الأحمر، فماذا عسانا نسمي أو نفسر الصمت المطبق للشيخ الجليل حيال قضايا الوطن والشعب، وما يجري من فساد ونهب وعبث بخيراته ومقدراته، وتجاه الظلم وسياسة التجويع التي يئن تحتها معظم الشعب اليمني؟ هل يعتبر ذلك نجاحاً للرئيس صالح في استمالته؟
وما سر غياب نجم الشيخ أثناء الانتخابات الرئاسية الى جانب المهندس فيصل بن شملان مرشح أحزاب اللقاء المشترك التي كان على رأسها حزب الإصلاح، الذي كان يرأس الزنداني حينها مجلس الشورى فيه؟
وماذا عن المضايقات التي تمارس ضد اتحاد الطلاب في جامعة الإيمان، وصحيفته «البشائر»؟
وأين الخطب الرنانة والحماسية ضد التجويع والإفقار والفساد وتردي الأوضاع، التي كان يصدح بها الشيخ، انتهت تماماً رغم أن الأوضاع هذه الأيام في اليمن أصبحت من السوء بدرجة تصل لأضعاف مضاعفة عن ما كانت عليه في عقد التسعينيات؟!
فما الذي طرأ..؟!
تساؤلات واستفسارات عديدة نطرحها على الشيخ الزنداني، بغية معرفة من الذي استماله وألزمه الصمت حيال القضايا الوطنية التي هي من صميم واجبه الديني والأخلاقي كعالم جليل وشخصية قيادية معارضة.