التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري يهنئ بالذكرى الخمسين للجمهورية العربية المتحدة

  • الموقف الوحدوي
  • منذ 16 سنة - Friday 22 February 2008
التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري يهنئ بالذكرى الخمسين للجمهورية العربية المتحدة

تهل علينا في نهاية هذا الأسبوع الذكرى الخمسون للوحدة بين إقليمي مصر وسوريا، في وقت تعيش فيه أمتنا العربية أسوأ مراحل الانحطاط والتشرذم، قادها اليها حكام عملاء للاستعمار والصهيونية، أضحوا يتباهون بعمالتهم وبارتباطاتهم المشبوهة في وضح النهار، بعد أن كانوا في فترة المد الثوري العروبي يمارسونها في جنح الليل ومن تحت الطاولة.
وبحلول مناسبة الوحدة بين مصر وسوريا تنتهز قيادة التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وهيئة تحرير صحيفة "الوحدوي " وموقع "الوحدوي نت " الفرصة للتقدم بالتهنئة الى القيادات والكوادر الناصرية في اقليم اليمن وفي كل اقليم عربي بل وحيث يتواجد الوحدويون، الذين يعيشون هموم امتهم العربية الجريحة.
إن حلول ذكرى تجربة الوحدة العربية في ظل التمزق العربي الراهن والتهتك القيمي والاخلاقي اللذين تنفذهما مفردات النظام الرسمي العربي، جدير باستنباط العبر واستلهام الدروس، التي رشحت عن التجربة، سواءً في جانبها المضيء الداعم للأمل الوحدوي الكبير، في تحقيق حلم كان يعده الاعداء والعملاء ضرباً من المستحيل، دون اعتبار لتوفر إرادة شعبية تقودها طليعة عربية ثورية في مقدمتها قائد عظيم مثل جمال عبدالناصر، أم في محيطها المظلم الذي تسللت من خلاله أيدي أعداء الوحدة وعملائهم لطعن التجربة الفتية بخناجر كان بعضها يدعي انتماءه للتيار العروبي الوحدوي.
بعض الانظمة العربية الخائنة، التي تحالفت مع الاستعمار والصهيونية ضد أنموذج الوحدة العربية وقاعدتها، أكلته نار الخيانة ذاتها، والبعض الآخر ينتظر دوره ببلادة وخنوع كما ينتظر الثور قدر حتفه، بسكين الجزار الذي يعلفه حتى يحين موعد ذبحه.
بل إن بعض الانظمة العربية، التي يصنع الاستعمار أقدارها، ويحدد مواقيت نهايتها تمهيداً لاعادة تشكيل المنطقة جيوسياسياً وحتى ديموغرافياً بل وعرقياً ومذهبياً وطائفيا،ً يقابل المخطط، بمزيد من الانحطاط والتآمر بغية تجاوز دوائر خطر المخطط أو على الأقل تأجيل نهايته التي يعتبرها عرابو الامبراطورية الصليبية الجديدة أمراً حتمياً، فاذا بهذا المزيد من الانحطاط والتآمر يعجل بموعد الذبح، دون أن يدرك ذلك المنحطون والمتآمرون.
اليوم على مرمى حجر من حدود إقليمي التجربة الوحدوية (مصر وسوريا) يرتب الأمريكيون والصهاينة بمباركة اوروبية الاوراق لانضاج ظروف وأدوات وأساليب تنفيذ مذابح جديدة في قلب الوطن العربي، قد يتولى بعض شواذ الأمة تنفيذها نيابة عن الاستعمار والصهيونية، وقد تبدأ في لبنان وفلسطين، على هيئة اقتتال أهلي، مع تدخل صهيوني- امريكي لمؤازرة من ينوبون عنهم في نحر الامة، وربما تتعدى ذلك الى أقاليم اخرى، سواءً الرافضة للمؤامرة أو الساكتة عنها بل وحتى الراضية عنها.
ترى لو أن عمر الوحدة بين مصر وسوريا كان قد امتد الى اليوم، هل كان أعداء الأمة قادرين على تنفيذ مخططهم؟ هل كانت دولة الوحدة ستسمح بتدمير العراق.. شعباً وثقافةً ومقدرات؟! أو هل كانت دولة الوحدة ستقف مكتوفة اليد إزاء المهزلة السياسية في لبنان وفي فلسطين؟!
حتماً ان الجواب على تلك التساؤلات هو «لا».
قد يقول قائل ان طرح تلك التساؤلات والجواب عليها لا يعدو ان يكون ضرباً من البكاء على الاطلال.
لكن الرد على هكذا تقوُّل، هو اننا نهدف الى قرع اجراس الخطر مراراً وتكراراً لعل من في آذانهم وقر ان يسمعوا، ويعودوا عن غيهم طالما ان نيران الاعداء عندما اشعلت رتب لها ان تلتهم كل ما حولها بدون استثناء حتى أولئك الذين يمدونها بالوقود.
ونود هنا أن ننبه الى أن من ستلتهمه النيران هو الانظمة ذاتها، لان الشعوب وإن لفحتها تلك النيران فانها لاشك ستصمد.. فليس في التاريخ دليل على فناء أُمة بفعل بشري.. فالشعب العربي وجد ليبقى من أجل حمل رسالة  السماء عبر الزمن حتى يرث الله الأرض وما عليها، ومن أجل بث روح هذه الرسالة ممثلاً بالعدل والمساواة. أما الهالكون فهم الحكام الخونة وزبانيتهم، ولن يخلدوا الا في مزبلة التاريخ.
وجدير بأمة تحمل رسالة السماء أن تنهض من كبوة، وأن الله قادر على أن يقوض لها طليعة مخلصة، تقودها الى العلا باتجاه تحقيق اهدافها السامية، كما سبق أن قيض لها تلك الطليعة عبر التاريخ، بقيادة محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام وخلفائه الراشدين، وصلاح الدين وجمال عبدالناصر.