تلبية لأجندة أمريكية

القادة العرب يتهربون من حضور قمة دمشق والرئيس صالح يستجيب لضغوط سعودية ويوفد نائبه بديلا عنه

  • الوحدوي نت - خاص
  • منذ 16 سنة - Saturday 29 March 2008
القادة العرب يتهربون من حضور قمة دمشق والرئيس صالح يستجيب لضغوط سعودية ويوفد نائبه بديلا عنه

ربط مراقبون بين تخلف الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن حضور القمة العربية التي تلتئم صباح الغد بدمشق وزيارته الأخيرة للسعودية.
وقال مراقبون لـ"الوحدوي نت" أن إعلان اليمن ترأس نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي وفدها المشارك في القمة العربية , جاء بعد زيارة صالح المختصرة الثلاثاء للرياض تشاور خلالها مع الملك عبد الله حول مستوى التمثيل للقمة.
 وتحدثوا عن ضغوط  مورست على الرئيس صالح لمنعه من المشاركة من قبل المملكة السعودية التي تسعى مع مصر إلى إفشال قمة دمشق .
ولاقى هذا التراجع من قبل القيادة اليمنية استياء شعبي وسياسي واسعين خصوصا بعد إعلان صنعاء في وقت سابق مشاركة اليمن في القمة بوفد يرأسه صالح لعرض المبادرة اليمنية وإيجاد مساندة واسعة لإعلان صنعاء بين فتح وحماس الذي وقع الأسبوع الحالي.
وتأتي هذه الخطوات في محاولة للتقليل من قمة دمشق وفق أجندة البيت الأبيض الذي يستخدم أذياله من الحكام العرب لتمزيق الأمة وإفشال إي عمل عربي موحد وتوجيه ضربات سياسية واقتصادية لأعداء واشنطن.
واستجابة لهذه الأجندة انضم المزيد من الملوك والرؤساء العرب اليوم الجمعة إلى قائمة طويلة من الزعماء الذين قرروا عدم حضور القمة العربية التي ألقت بظلالها عليها حملة لمعاقبة الدولة المضيفة سوريا لتأييدها المعارضة اللبنانية.
وسيمثل نائب الرئيس اليمني بلاده في حين قرر الأردن إيفاد مندوبه الدائم لدى الجامعة العربية للقمة السنوية التي تستمر يومين وتبدأ أعمالها يوم السبت في مزيد من التجاهل للحدث الذي كانت سوريا تأمل بأن يبدد الانطباع بأنها تعاني من عزلة في المنطقة.
وقررت حكومة لبنان مقاطعة القمة تماما وأعلنت السعودية ومصر وهما من أوثق حلفائها في وقت سابق هذا الأسبوع أنهما سترسلان وفدين منخفضي المستوى.
وأرسلت البحرين وهي حليفة للسعوديين وفدا برئاسة نائب رئيس الوزراء.
ويقول دبلوماسيون ومعلقون أن الولايات المتحدة هي القوة الدافعة وراء الحملة لإثناء القادة العرب عن الذهاب إلى سوريا التي تفتخر بمقاومتها للسياسات الأمريكية والإسرائيلية.
ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسي في العاصمة السورية قوله: "الأمريكيون عملوا على ضمان وجود تمثيل منخفض المستوى في الفترة السابقة للقمة. ما نشهده الآن هو تأثير تضاعفي."
وأشار دبلوماسي آخر إلى أن السعودية اتخذت قرارها بعد فترة قصيرة من زيارة ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي للمملكة الاسبوع الماضي.
وقال الصحفي السوري المخضرم ثابت سالم ان سوريا لاتزال عازمة على إظهار أنها ليست دولة "خانعة" وان سياساتها تتماشى مع المشاعر الشعبية العربية.
وقال لرويترز أن الولايات المتحدة ظلت تعمل بلا كلل لإضعاف القمة الأمر الذي يؤكد ظهور محورين في العالم العربي تقف سوريا وحدها على أحدهما.
وهيمن النزاع السياسي المستمر منذ فترة طويلة في لبنان على تحضيرات القمة التي كان من الطبيعي ان تركز على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ومبادرة السلام العربية التي اعلنت عام 2002 ومشاكل العراق واقليم دارفور بغرب السودان.
لكن دبلوماسيين قالوا ان الزعماء العرب المحافظين حاولوا هذا العام استغلال التهديد بضعف المشاركة في القمة للضغط على السوريا لتعطي الضوء الأخضر من أجل انتخاب رئيس لبناني جديد بشروط مقبولة للحكومة اللبنانية والأغلبية النيابية.
وعندما أجل البرلمان اللبناني جلسة لانتخاب رئيس قبل القمة هذا الاسبوع أصبح الطريق مفتوحا أمام المحافظين للتحرك.
وأوفدت السعودية التي تؤيد مع فرنسا والولايات المتحدة حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية. أما مصر فسيمثلها وزير دولة.
والصراع في لبنان هو جزء من صراع دولي بين الولايات المتحدة وإيران اللتين لكل منهما حلفاء داخل العالم العربي.
وحول تخلف الرئيس صالح عن حضور القمة قال مسؤول يمني لرويترز ان عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس سيمثل اليمن في القمة. وأضاف دون الخوض في تفاصيل أن الرئيس اليمني على عبد الله صالح لن يحضر القمة بسبب "ظروف خاصة".
وكان دبلوماسيون يتوقعون أن يحضر صالح القمة ولاسيما بعد نجاحه كوسيط في اتفاق مصالحة هذا الاسبوع بين حماس وحركة فتح.
وأرسل العراق عادل عبد المهدي النائب الشيعي للرئيس العراقي بدلا من رئيس الوزراء نوري المالكي المشغول حاليا بالمعارك بين قوات الحكومة ومقاتلي ميليشيا جيش المهدي الموالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.
وقال مسؤولون سوريون ان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي توجه لحضور القمة كضيف لكن الأمين العام للامم المتحدة الذي كثيرا ما يحضر اجتماعات القمة العربية كضيف شرف لن يشارك هذا العام.