تحية للوحدوي
محمد ناجي آغا
محمد ناجي آغا

قصتي مع الوحدوي ,تطول ,وحبي وهيامي وعشقي وشغفي بها فاق حد الهوس والجنون ,هي جزأ من حياتي وخصوصيتي واهتمامي ,صحيفة فتحت أمامنا  أفاق رحبة  في الإطلاع والمعرفة وكانت  ولا تزال الحصن المنيع  الذي يحمينا من الوقوع ضحية للمشاريع  الطائفية والمذهبية والسلاليه والمناطقية والقبلية ,ومن خلالها تكون الوجدان القومي والوطني والوحدوي لأجيال متعاقبة من الشباب المتميز بالوعي والنضوج .,لست أهلاً للكتابة عن صحيفة الوحدوي بل هي جامعة الوحدوي التي تخرج من صرحها طابور طويل من كتاب وصحفيين وأدباء  متميزين  لمعت نجومهم في سماء الصحافة والأعلام فذلك مهمة الباحثين والسياسيين والمثقفين والإعلاميين ولست منهم ,ولكن ذلك لا يمنع قارئ مبتدئ ومحب (للوحدوي ) من التعبير عن مشاعره بمناسبة صدور ألفيتها الأولى ولو بصياغة بسيطة قد لا تكون  صالحة للنشر

أتاني هواها قبل أن اعرف الهوى .......فصادف قلباً خالياً فتمكنا

كانت بداية معرفتي بصحيفة (الوحدوي )في العام 1999م وآنا بالصف التاسع أساسي حيث حصلت على عدد قديم من صحيفة (الوحدوي )هو العدد الرابع الصادر بتاريخ 29 أكتوبر 1990م, ذلك الوقت لم أكن اعلم عن الصحف وأسمائها أي شيء كوني أسكن في قرية تقع في منطقة نائية وجبلية معزولة عن الحياة والخدمات في مخلاف العود بمحافظة الضالع, فكانت الوحدوي في عددها الرابع هي الصحيفة الأولى التي لامستها يداي ,حصلت عليها في المكتبة الخاصة بالمناضل والسياسي المخضرم مصلح أحمد أغا أطال الله في عمره ,مناضل أقترن اسمه بالناصرية ( فلا يذكر اسمه إلا وذكرت الناصرية ولا تذكر الناصرية إلا وذكر اسمه )عند كل من عرفه ,لا زلت أحتفظ بهذا العدد حتى اللحظة . كان صاحب الامتياز هادي محمد عامر ورئيس التحرير عبد الملك المخلافي ومدير التحرير عبدالعزيز مقبل.

(فارس ترجل قبل فوات الأوان ) كان عنوان لعمود الخالدون في هذا العدد يتناول فيه كاتب العمود سيرة الشهيد عيسى ,فيما هاشم علي عابد يكتب عن الديمقراطية ,وفاطمة محمد بن محمد تكتب عن التنظيم الناصري تحت عنوان( تنظيم ...كهذا .)

سافرت من القرية بعد اختبار الصف التاسع إلى مدينة إب لدراسة دورة في مادة اللغة الانجليزية وذلك عام 2000م لأجد نفسي أمام فرصة اقتناء صحيفة الوحدوي كحلم انتظرته طويلاً وآنا في القرية المعزولة ,ومن ذلك التاريخ وخلال مرحلة الثانوية والجامعة لم يفوتني أي عدد من أعدادها إلا ما ندر ,كنت أقتني العديد من الصحف دون الأحتفاض بها , إلا صحيفة الوحدوي التي أحرص على الأحتفاض بأعدادها في مكان لا يعرضها للتلف , أشد من حرص والدي على حفظ وثائق الأرض التي يزرعها .

كنت أتساءل مع نفسي متى سيأتي اليوم الذي يقرأ فيه اسمي بصحيفة الوحدوي ولو بمساحة التهاني والتعازي ,كانت الصفحة قبل الأخيرة من الوحدوي تسمى (الملتقى ) مخصصه لمشاركات وأراء القراء وكان يشرف عليها الأخ محمد شمسان قبل أن يتم اختياره سكرتير للتحرير ,حاولت الكتابة في صفحة ملتقى القراء عام 2007 م ,أرسلت مشاركة بعنوان (تحية للوحدوي ) وكنت متردد عن الكتابة وعن الإرسال ,وعندما أرسلتها وتكرم الأخوة في الوحدوي بنشرها, تنامي لدى دافعية الكتابة وإرسال المشاركات والأخبار أسبوعياً وبانتظام .,على العموم لا أريد الدخول بتفاصيل حكايتي مع الوحدوي قد لا يسمح المقام لذلك ولكن ما أود طرحة هو ارتباطي الروحي مع صحيفة الوحدوي الرائدة التي عشقتها كعشق الصوفي لمسبحته , وهمت فيها كهيام الراهب في صومعته , لم تترك لسواها , مكان في فكري ,ووجداني .وعندما اشتعلت الثورة الشبابية السلمية وتوجهنا من مناطقنا نحو  ساحة التغيير بصنعاء ,كانت قلوبنا تنزف شوقاً لزيارة مقر صحيفة الوحدوي , فتوجهت ذات يوم من أيام الثورة صوب مقرها الكائن في شارع مجاهد أمام محلات المنصوب ,حرارة الاستقبال و الترحيب والتقدير التي قوبلت به من قبل الأخوة أشرف الريفي, وعادل عبدالمغني ,ومحمد شمسان ,موضوع لا يطاله النسيان من ذاكرتي, ليزداد حبي وإعجابي وتقديري لهذه الصحيفة وطاقمها وللتنظيم الناطقة باسمه .

 أنتقل مقر الصحيفة إلى شارع الستين أمام منزل رئيس الجمهورية ورغم بعدها من مكان اعتصامنا بساحة التغيير إلا أن ذلك لم يحول بيني وبين زيارتها مرات عديدة بمعية الصديق الرائع هاني طربوش .

توقفت الصحيفة لأسباب لا نعلمها كقراء فكان الحزن عميق والجرح كبير  ,وعندما أقرة اللجنة المركزية تعيين هيئة تحرير جديدة كانت الفرحة كبيرة بصدور أول عدد بعد غيابها الأليم .وقد طرأ عليها تحسن لافت بالشكل والمضمون.إضافة إلى الحلة الجديدة التي فاجئنا بها موقع (الوحدوي نت ) فنتمنى للوحدوي المزيد من التقدم والتألق والحضور وكل عام والجميع بخير .

إقراء أيضا