الرئيسية المقالات مدارات هل تكون نهاية الحرب؟
هل تكون نهاية الحرب؟
صادق ناشر
صادق ناشر

ربما يتم اليوم كتابة فصل جديد في تاريخ اليمن واليمنيين، إذا ما صدقت نوايا الجميع وتم تطبيق وقف إطلاق النار في مختلف جبهات القتال المشتعلة منذ أن سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء في سبتمبر من العام 2014 وما لحق ذلك من مغامرات عسكرية طائشة باجتياح المناطق الجنوبية من البلاد ومن ثم فتح جبهات قتال في كل مكان.

التفاؤل يبدو قائماً، وإن كان حذراً، من خلال التصريحات المعلنة من قبل الأطراف السياسية كافة، سواء الشرعية أو خصومها ممن أرادوا السوء بهذا البلد، ما يعني أنها المرة الأولى التي يتحدث فيها الجميع بنسبة تفاؤل كبيرة عن إمكانية وقف الحرب، على خلاف كل المرات السابقة، التي لم تكن الهدن سوى عبارة عن فرص لالتقاط الأنفاس واستمرار الحرب بشكل أكثر دموية.

ما الذي تغير إذاً؟

يمكن القول إن الأطراف السياسية والعسكرية أنهكت من القتل والتدمير، وجرى تدمير البنية التحتية للبلاد، التي كانت ضعيفة في الأصل، وتشرد ملايين الناس وفقدوا وظائفهم وممتلكاتهم، وارتفعت حالة المعاناة عما كانت عليه قبل سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، خلافاً للشعارات البراقة التي رفعوها.

من المقرر أن تبدأ اليوم سريان هدنة اتفق عليها برعاية من الأمم المتحدة، تسبق جولة مفاوضات تحتضنها دولة الكويت بعد أسبوع، وتشكلت لجان ميدانية لمراقبة سريانها على أرض الواقع، من المقرر أن تنتشر في مختلف جبهات القتال، بخاصة تلك التي تشهد اشتباكات مستمرة.

هل يمكن القول إن الحرب في اليمن انتهت أو تكاد؟

لا أحد يستطيع التنبؤ بتطورات المرحلة المقبلة، فلربما كانت هناك حسابات لبعض الأطراف من وراء استمرار الحرب، فقد أفرزت الحرب المستمرة منذ نحو عامين أمراء حرب، شكلوا خلالها ثروات كبيرة من وراء اندلاعها واستمرارها، ومن غير مصلحتهم وقفها، إضافة إلى ذلك أن بعض الأطراف الدينية المتطرفة سترى وقف الحرب نهاية لمشروعها الداعي للسيطرة على مزيد من الأرض، مستغلة غياب الدولة ورخاوتها، وربما نهايتها، وهي تنتظر مثل هذه اللحظة لفرض مشروعها، منها «القاعدة»، صاحب حضور لا ينكر في بعض المناطق الجنوبية.

أمام اليمنيين فرصة للعودة إلى الصواب وفتح صفحة جديدة فيما بينهم، فقد أكدت الأحداث أن الحروب لا تحل أزماتهم، والذي ينتصر اليوم قد يخسر غداً، بمعنى ستتبدل مواقع الأطراف وتموضعاتها في المشهد، وسترضخ في نهاية المطاف إلى الحل السياسي الذي يوقف الخراب الذي نشاهده اليوم في اليمن

إقراء أيضا