الرئيسية المقالات مدارات جمعة الوفاء للرئيس الحمدي
جمعة الوفاء للرئيس الحمدي
محمد ناجي آغا
محمد ناجي آغا

مثلت جمعة الوفاء للرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي – رحمه الله- نقطة هامة في مسار الثورة اليمنية، هذه التسمية منحت الثورة رصيداً كبيراً من الزخم الشعبي بل أنها مثلت انتصاراً كبيراً للثورة ومبادئها وأهدافها وقيمها في بناء الدولة المدنية الحديثة، دولة المؤسسات والنظام والقانون والعدالة الاجتماعية والتنمية والتي مثلت مرحلة الرئيس الحمدي النموذج المشرق لهذه الدولة المنشودة.

وعلى الرغم أن هذه الجمعة كانت عبارة عن تكريم ووفاء للحمدي من قبل الثورة، فإن الثورة قد جنت ثمرة هذه التسمية ومنها مشاركة حشود جماهيرية من الفئة الصامتة تقديراً للحمدي وقد لمسنا ردود وأفعال ما أحدثته هذه التسمية من تأثير في نفسية الصامتين وبعض المؤيدين، وكلها ردود أفعال إيجابية تصب في مصلحة الثورة.

الملايين التي هتفت باسم الرئيس الحمدي وحملت صوره بعد أكثر من ثلاثين عاماً على رحيله رسالة واضحة عبرت عن أصالة وعظمة هذا الشعب في وفاءه وتكريمه للقادة الشرفاء الذين قدموا وضحوا لأجل هذا الوطن العزيز، وقد أنعشت هذه التسمية ذاكرة من عايشوا تلك المرحلة الذهبية للرئيس الحمدي؛ ليتسنى لهم المقارنة بين فترة الحمدي وفترة علي صالح، ليدركوا أهمية قيام ونجاح هذه الثورة، ويدرك الجميع أن هذه الجمعة وجهت ضربة موجعة لعلي صالح، الذي عمل على مدى ثلاثين عاماً من حكمه على طي صفحة الحمدي، وتدمير ما بناه، وهي رسالة للملكة العربية السعودية بأن الثورة ترفض الوصاية كما رفضها الرئيس الحمدي، وفي هذا العام ونحن نمر بذكرى اغتيال الشهيد الحمدي في 11 أكتوبر 1977م، لن نحزن كالأعوام السابقة، إننا نعتبر هذا التاريخ ميلاد جديد للحمدي مادام وأن الملايين تهتف باسمه وتحمل صوره وتتعهد باستعادة مشروعه، ومحاكمة القتلة والمتآمرين، الذين نفذوا جريمتهم ضد أعظم وأشرف وأنزه رئيس عرفته اليمن، على الرغم من أن فترة حكمة لم تتجاوز الثلاث السنوات، إلا أنها كانت فترة كبيرة بإنجازاتها وقيمها، انتعش فيها الاقتصاد واستتب الأمن وهو قائد حركة 13 يونيو التصحيحية 1974م، الذي قال عنها البردوني: (تؤكد كل البراهين أن حركة 13 يونيو أعادت الدورة الدموية إلى عروق ثورة 26 سبتمبر، وأن الحماس الجماهيري الذي اتقد صبيحة سبتمبر تأجج أعنف صبيحة يونيو) بل أنه الزعيم الذي حظي بإجماع وحب شعبي وهو ما لم يحظى به أي زعيم، وفي الأخير نقول كما قال الشاعر:

علواً في الحياة وفي المماتِ لحق أنت إحدى المعجزاتِ.

إقراء أيضا