مولد الرحمة
محمد ناجي آغا
محمد ناجي آغا

في مثل هذا الشهر المبارك قبل أكثر من 1400سنة ولد فخر المرسلين محمد بن عبدالله الصادق الأمين بمكة المكرمة، فاستنار الكون بنور طلعته صلى الله عليه وسلم، وأشرقت الأرض بهذا النور الوهاج حتى انقشعت الظلمات المتراكمة على هذا العالم، المتوارثة من القرون الهمجية المتوغلة في الجهل.
  

وكذلك كان مصير الجهالات التي غشيت العقول على تعاقب أدوار الجاهلية حيث أخذت تزول شيئاً فشيئاً بنور هديه صلوات الله عليه، إلى أن عم فيضه البسيطة واستنارت بصائر الذين أمنوا به استنارة تضيء لهم ما وراء الحجب الظلمانية لبيان الضار والنافع، فتركوا الضار وأخذوا النافع، حتى تمكنوا في أيسر مدة من القيام بأعمال عظمية عجزت عن عشر معشارها الأمم الأخرى طوال قرون في أقطار الأرض .

ومن استعرض ما كان عليه طوائف البشر من الجهل المطبق والتدهور المطلق في شئونهم كلها أوان البعثة النبوية، ثم فكر فيما تم للمسلمين بعد مبعثه – صلوات الله وسلامه عليه- من عز منيع ورقي باهر في جميع مرافق الحياة، واعتلاء شأن في العلوم والأعمال والأخلاق بما يرضي الله ورسوله اعتلاءً يوازن مقدار تمسكهم بأهداف هذا الدين الحنيف، ويجد معجزات فخر الرسل صلى الله عليه وسلم تتجدد على توالي القرون وهكذا إلى انتهاء الحياة البشرية في هذا العالم.

فبإشراق نور هديه صلوات الله عليه انجلت تلك الظلمات عن طريق دعوة سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، حتى تم للمسلمين ما يعلمه الجميع من المفاخر.

وما لهذا الرسول العظيم من نواحي العظمة جدً عظيم، وقد عجز كبار أهل العلم عن شرح بعض مزاياه العظيمة . وأنى لمثل هذا العاجز ان يتصدى لبيان ناحية من نواحي ما لهذا النبي الشفيع من الذكر الرفيع ؟ وفي مثل ذلك كـتب خاصة حافلة تطلع على شيء من نواحي عظمته صلوات الله وسلامه عليه .

وقد أيد الله سبحانه وتعالى أحب خلقه إليه بأكمل المعجزات وأتم البراهين، وبعثه الى الناس كافة يدعوهم الى الدين الأكمل والشرع الأتم، فبه ختمت الرسالة من الله.

والقرآن الكريم هو معجزته الخالدة وقد خص أحكم الحاكمين بخاتم كتبه المنزلة خاتم رسله، فبه الكمال والتمام، به الختام والاختتام، هذا الكتاب الذي سعدت هذه الأمة باعتصامها بأحكامه أيام مجد الإسلام، وإنما ذلك من ذل بإعراضه عن تعاليمه القويمة.

إقراء أيضا