الرئيسية المقالات مدارات رمضان نفحة قدسية وبركة ربانية
رمضان نفحة قدسية وبركة ربانية
محمد ناجي آغا
محمد ناجي آغا

شهر رمضان نفحة قدسية وبركة ربانية يتعــهد الله عـز وجـل بهــا عباده كل سنة مرة , فتجدد القلوب عهدها مع الله عزوجل ,وتجلــو فيها النفوس عن طبيعتها ما علق بها من صدأ المعاصي والابتـــعاد عن الله عزوجل في أحد عشر شهراً , وتتهيأ الأرواح لتتخلص من علوقها الأرضي متجهة إلى عالم أقرب وأطهر وأسمى , متخذة من صفائها ولطافتها معراجاً تعرج به نحو السـماء ؛ وحيثما ذهبت تبحث في معاني ذلك الشهر العظيم ؛فإنك واجد للقول سعة وللأسرار مدداً وللإعجاز أبواباً ... 

ناهيك عن كلام المعصوم صلى الله عليه وسلم في فضائل هذا الشهر العظيم ، ومكانته وثواب العمل فيه والتقرب إلى الله عزوجل، فكلامه صلى الله عليه وسلم هو المحجة البيضاء الأقوم والصراط المستقيم.

وقد تكلم العلماء قديماً وحديثاً في أسرار الصيام وفوائده الحسية والمعنوية ، ولكن الفهم لم يحط بكل أسرار تلك الفريضة بعد . فالمعاني ربما تحجب عن الناس في زمن لتظهر في آخر،وربما يظهرها السابق مجملة ، فيفصلها اللاحق تفصيلاً أشبه بإيجاد المعنى المستحدث الجديد ، فمعاني الصوم ذات رونق يأخذ باللب .وذلك مايعرفه أولئك الذين سمت روحهم في شهر الصوم وفتح لهم باب العروج مع معاني قوله تعالى { ياأيها الذين آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصيام كَمَا كُتِبَ عَلَى الذين مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [ البقرة : 183 ]

ومن الذين تلمَّسوا تلك المعاني وعرضوها ، إمام العربية وشيخ أدبائها مصطفى صادق الرافعي (رحمه الله).الذي لم يقرأ لأحدهم قولاًًًًًًًًًً شافياً في فلسفة الصوم وحكمته ،يقول رحمه الله في الجزء الثاني من كتابه القيّم (وحي القلم) بعنوان : فـلسفة الصيام).

"لم أقرأ لأحدهم قولاً شافياً في فلسفة الصـوم وحكمته ، أما منفعته للجسم ، وأنه نوع من الطب له وباب من السياسة في تدبيره ، فقد فرغ الأطباء من تحقيق القول في ذلك .

وكأن أيام هذا الشهر المبارك إن هي إلا ثلاثون حبّة تؤخذ في كل سنة مرة لتقوية المعدة،وتصفية الدم وحياطة أنسجة الجسم "،

ما ألطف معاني الصوم وما أرق عبارات الرافعي ، الذي يريد معنىً أشمل وأعم وإن شئت قل أسمى من تلك المعاني التي تكلموا فيها،إنه يريد أن "يستوحي تلك الحقيقة الإسلامية الكبرى التي شرعت الـصــوم" ، والذي أداه إلى هذا الاستحياء

إقراء أيضا