الرئيسية المقالات مدارات أعلام صنعوا تاريخ اليمن
أعلام صنعوا تاريخ اليمن
محمد ناجي آغا
محمد ناجي آغا

أعلام صنعوا تاريخ اليمن,برنامج رمضاني يبث على شاشة الفضائية اليمنية,الساعة 12,40دقيقة بعد منتصف الليل , مثل محطة فاصلة في تاريخ الإعلام الرسمي .ولأول مرة وأنا أشاهد هذه القناة أشعر أنها فضائية يمنية بعد أن كانت قناة عائلية لا تتناول سوى فخامته. ظهور الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي كأول وابرز الاعلام الذين صنعوا تاريخ اليمن في هذا البرنامج لاقى ارتياحاً شعبياً في الداخل وال

خارج ,وقد لمسنا تلك الفرحة في الشارع اليمني ,وفي المواقع الأخبارية ,وشبكة التواصل الاجتماعي ,حيث أشاد الجميع بالبرنامج وعبروا عن سعادتهم بذلك .

صحيح أن عرض فلم وثائقي بثلاث حلقات يتناول حياة الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي لم يزده في شيء مثلما لم ينقصه شيء الحضر الذي فرضته عليه السلطة البائدة خلال أكثر من ثلاثة عقود,ولكن البرنامج كان شاهداً على أن شيءً قد تغير وإن الثورة في طريقها للإنتصار الكامل .أما الحمدي صاحب التاريخ المجيد وقصة الحياة الاسطورية ,فقد تحدثت عنه القلوب قبل الألسن,وقصص من حياته قد رواها الأباء والأجداد ولا يوجد أصدق من رواية الأب لإبنه ورواية الجد لحفيده, والفلم الوثائقي لإنجازاته قد شاهدها الشعب على شاشة الواقع لا شاشة التلفاز ,ولكن أهمية البرنامج يكمن في جعل المواطن اليمني يشعر أن هذا الاعلام يعبر عنه وعن تاريخ وطنه ,وإن الثورة ودماء الشهداء التي سالت في الميادين لم تذهب هدراً ,هذه الثورة الشبابية الشعبية التي كان للرئيس الحمدي حضوره القوي فيها , فقد رفعت صوره في مختلف ساحات وميادين اليمن وفي جميع الفعاليات والمسيرات الثورية, وقد احتفلت الساحات الثورية بذكرى حركته التصحيحية وأحيت ذكرى إستشهاده ,ومثلما كان القائد الحاضر لثورة يونيو التصحيحية 1974م,فقد كان ولا يزال القائد الغائب للثورة الشبابية الشعبية 2011م. وقد كرمته هذه الثورة بذلك الطوفان البشري الذي اجتاح مختلف ساحات اليمن في جمعة الوفاء للرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي.ذلك الرئيس الذي منع تعليق صوره في المكاتب الحكومية ,رفعت صوره بعد ثلاثة عقود على رحيله,ومن أتى بعده وأمر بتعليق صوره وانفق الأموال لذلك أسقطت ومزقت صوره وهو لا يزال على قيد الحياة , مزقتها وداستها تحت اقدامها جماهير الشعب الثائرة,انها عدالة السماء التي أنتصرة للرئيس الحمدي والحقت العار والخزي للقتله والخونه والفاسدين والمتأمرين .

ورغم بعض الملاحظات على البرنامج الذي تناول الحمدي كونه لم يستظيف أي شخصية من الفكر والتنظيم الذي انتمى إليه الحمدي وحضر معاهم المؤتمرات والاجتماعات التنظيمية ,إلا انه مثل بادره طيبة والحمدي الذي اعطى الوطن حياته وروحه يستحق الشيء الكثير كما قال الشاعر: وحياته اعطى الشهيد لقومه........ارأيت ؟أجل أن الحياة عطاء.

إقراء أيضا