أكد الدكتور عبدالله فارع العزعزي عضو الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري أن القضية الجنوبية هي الحلقة الأعقد في المشهد السياسي اليمني والقضية الرئيسية والأولى أمام مؤتمر الحوار الوطني الشامل .
وقال في ندوة الخميس الماضي بمنطقة الحميراء بمديرية قعطبة في محافظة الضالع بمناسبة العيد الثالث والعشرين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية : أن الحفاظ على الوحدة اليمنية مسئولية وطنية أمام كل اليمنيين وعليهم البحث عن شكل جديد ومناسب يحقق الشراكة الفعلية في السلطة والثروة ويستعيد للوحدة ألقها ومضمونها الحقيقي القائم على سيادة القانون والعدالة الإجتماعية والمواطنة المتساوية .
وأوضح : أن ثقافة 7/7 التي حاول النظام السابق تكريسها والمتمثلة بثقافة المنتصر وقوة الأغلبية شوهت الوحدة من خلال ممارسة الإقصاء والتهميش والتسريح لأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية ونهب الأراضي والممتلكات العامة والخاصة . منوهاً إلى أن التنظيم الناصري وقف أمام تلك الثقافة العصبوية والممارسات الفاسدة محذراً من الوصول بالأوضاع إلى ما وصلت إلية اليوم .
ولفت الدكتور عبدالله العزعزي : إلى أن التنظيم الناصري كان في طليعة القوى السياسية التي واجهت النظام السابق وكشفت ممارساته وقدم في سبيل ذلك تضحيات جسيمة ، فهو أول تنظيم سياسي ثار ضد النظام السابق من خلال إنتفاضة 15 أكتوبر 1978م الباسلة التي هدفت لتصحيح مسار الثورة وأستعادة مشروع حركة 13 يونيو التصحيحية من أجل بناء الدولة المدنية الحديثة ولا تزال جثامين شهدائها مخفية حتى اليوم .
وشدد على أن سيادة القانون وكشف الحقيقة وتحقيق العدالة وجبر الضرر سيجنب البلاد الكثير من الويلات . مشيراً إلى أن المواطن اليمني لا يحلم بأكثر من تحقيق الأمن والإستقرار وإنفاذ القانون وإرجاع الممتلكات التي نهبها المسئولين وكذا معالجة كافة الأوضاع التي ترتبت على خوض النظام السابق للعديد من الحروب العبثية ضد أبناء الشعب في جنوب اليمن وشماله .
وفي سياق حديثة عن الحوار الوطني قال الدكتور العزعزي " أن كل المؤشرات في موفنبيك تدل على أن اليمن تسير نحو تسوية سياسية ثانية " مشيراً إلى أن التدخل الخارجي الكبير في بلادنا يهدف بدرجة أساسية إلى الحفاظ على مصالحه . ونبه اليمنيون أن لا يعولوا كثيراً على هذا التدخل داعياً إياهم بأن يستحضروا اللحظات الجميلة من تاريخهم والتفكير في حلول ومعالجات تساهم بالدفع بعجلة التغيير والإنتقال باليمن إلى بر الأمان نحو المستقبل الهادف لبناء الدولة المدنية الحديثة .
ونوه العزعزي إلى أن التركة كبيرة وثقيلة فلم يكُن هناك نظام بمعناه الحقيقي حين خرج الطلاب والشباب ومعهم الشعب يهتفون بإسقاطه ولكن كانت هناك عصابة تستولي على السلطة وتعبث بمقدرات البلاد ، تم إزاحة البعض منها إبان الثورة الشبابية الشعبية فيما لا يزال كثيرون يتحكمون في مفاصل رئيسية بالدولة والبعض الأخر تم ترقيتهم ليصبحوا في مناصب سيادية أعلى . وأعتبر العزعزي منح علي صالح ونظامه حصانة من الملاحقة القانونية أحد أكبر الإخطاء التي وقعت فيها القوى السياسية وأن الإنجاز الذي تحقق منذُ تشكيل حكومة الوفاق لم يكُن عند المستوى المطلوب والطموح المأمول .
وقال بأن بعض قوى المعارضة كشفت عن وجهها القبيح عندما وصلت إلى السلطة وكان ينبغي عليها الإستمرار في السلطة كمعارضة تحقق تطلعات شريحة واسعة من ابناء الوطن الذين ألتفوا حولها ، ودعا العزعزي أحزاب اللقاء المشترك إلى إعادة ترتيب وضعها الداخلي بما يواكب الوضع الراهن وصياغة عقد تشاركي جديد يلبي تطلعات الجماهير ويعبر عن إرادتهم وإلا فأنه سيخرج من التاريخ ، وحذر العزعزي المشترك من الإستمرار في إنتهاج سياسية التقاسم والمحاصصة التي تقود البلاد إلى الكارثة .
من جهته أوضح الأخ / عبدالله إسماعيل عضو الأمانة العامة للتنظيم أمين الدائرة الإعلامية وعضو الهيئة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك أن أمام أحزاب اللقاء المشترك مسئولية تاريخية ومهام وطنية كبيرة . وأشار إلى أن المشترك عمل من أجل إسقاط النظام السابق لكنة لم يضع رؤيته لما بعد إسقاطه وأنه لا يزال يعمل بآلياته القديمة التي لا تواكب المرحلة ومتطلباتها والتغييرات التي أحدثتها الثورة الشبابية الشعبية .
وأوضح أن لدى اللقاء المشترك رؤية جديدة وبرنامج تنفيذي زمني لتنفيذها بما يعزز هذا التحالف ويقوي العلاقة بين أطرافه على المستوى المركزي وعلى صعيد المحافظات والمديريات ويطور آلياته ووسائل عمله بما يواكب المستجدات والتطورات الجديدة بعد الثورة .
وأشار أمين إعلامية التنظيم الناصري أن أمام قوى التغيير مسئوليات جسيمة في إزاحة الركام الكبير الذي خلفته سياسيات النظام السابق والأثار الكارثية للحروب التي خاضها ضد أبناء الشعب اليمني في جنوب الوطن وشمالة وفي مقدمتها تسريح الموظفين في المؤسستين العسكرية والمدنية وإحالة عدد كبير منهم إلى التقاعد قسراً وكذا الكثير من الممارسات التي أستمر النظام السابق بتجاهل مطالب الحركات الإحتجاجية والتي كانت تواجه بالقمع والتجاهل .
وأكد إسماعيل أن الثورة الشبابية الشعبية أحدثت تغيير كبير على كل المستويات وفي كل المجالات ورفعت سقف الحرية والوعي لدى المواطن اليمني . ونبه قوى الثورة وأنصار مشروع التغيير للتحلي باليقظة تجاه المساعي التي تحاول إجهاض ثورة الشعب وتحويلها إلى عمل فوضوي . محذراً من الخطوات التي يتخذها بقايا النظام لإعادة ترتيب أوضاعه مستغلاً إنشغال الجميع بمعالجة الأثار الكارثية التي خلفها على الوطن خلال فترة إغتصابه للسلطة .
ودعى إسماعيل السلطة الحالية إلى تجنب الممارسات التي كرسها النظام السابق والمتمثلة بمصادرة الحريات والقمع والإقصاء والتهميش وتسخير المصلحة الوطنية لمصالح جهات أو أحزاب أو أشخاص كي لا تواجه نفس مصير النظام السابق ..
من جهة أخرى ألتقى عضوا الأمانة العامة د / عبدالله فارع العزعزي والأستاذ / عبدالله أسماعيل بعدد من أعضاء قيادة فرع التنظيم بمحافظة الضالع وأعضاء لجان المناطق بمديريتي قعطبة ودمت وأطلع منهم على الأوضاع التنظيمية في المحافظة وناقشا الصعوبات والعراقيل التي تواجه تفعيل العمل التنظيمي والسياسي على مستوى الفرع والمناطق والحلول والمعالجات المناسبة لها . وعقدا لقاءات موسعة مع أعضاء وكوادر التنظيم استمعا خلالها إلى الهموهم والمشاكل التي تواجههم في سبيل النهوض بالعملية التنظيمية والإلتحام بقضايا الناس وتعزيز التحالفات السياسية مع القوى الفاعلة .
وشدد عضوي الأمانة العامة على أهمية مضاعفة الجهود والعمل من أجل تحقيق حضور تنظيمي فاعل يلبي التطلعات ويحقق الإستعداد للإستحقاقات الوطنية الحالية والقادمة .