بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة والأخوات اعضاء اللجنة المركزية.. السلام عليكم ورحمة الله
اسمحوا لي ان اعبر لكم باسمي واخواني اعضاء الامانة العامة عن الحزن الشديد في مفتتح هذه الدورة لرحيل الاخ العزيز والمناضل ياسين عبدالله غانم عضو الأمانة العامة واللجنة المركزية وأمين الدائرة التنظيمية والذي انتقل الى رحمة الله في هذا الشهر وشكل رحيله فاجعة لنا ولأسرته وخسارة لتنظيمنا وفقدان في هذا الدورة لقائد تحمل عناء في الدورات السابقة لإنجاز العديد من المهام واننا غير قادرون في هذه اللحظة عن تعويض حضوره ولا نملك الا أن نسلم بقضاء الله وقدره ونلتزم بتوجيهاته في مصاب كهذا..
وهو الحزن ذاته الذي يعتصرنا لرحيل قائد ناصري اخر ومناضل افنى عمره في خدمة قضايا وطنه وأمته وهو الاخ العزيز والمناضل الكبير الفقيد عبدالجليل قائد الذي انتقل الى جوار ربه هذا الشهر أيضا
(ان لله ان اليه راجعون ) صدق الله العظيم
وادعوكم للوقوف دقيقة حداد وقراءة الفاتحه الى روح الفقيدين..
الاخوة والأخوات
تنعقد دروتكم هذه وسط ظروف وأحداث بالغة التعقيد تشهدها بلادنا وأمتنا ستلقي بلا شك بظلالها وما تثيره من مخاوف وأخطار على مداولاتكم ونقاشاتكم وملاحظاتكم وقراراتكم وتوصياتكم الختامية لهذه الدورة والتي ستكسب أهمية خاصة لأنها تنعقد في لحظة وطنية وقومية فارقة الاحداث والتطورات السياسية والامنية والاقتصادية الداخلية منها والخارجية
وليس من باب المبالغة أو المفاخرة القول أن انعقاد دورتكم هذه وان تأخرت قليلا عن موعدها المحدد في الشهر الماضي تعد من النواحي التنظيمية والسياسية والوطنية علامة مميزة في انشطة وسجل تنظيمنا والتزام مؤسساته القيادية بعقد اجتماعاتها وتكريس قواعد الديمقراطية الداخلية والمؤسسية في اتخاذ القرارات في وطن تتعطل فيه هذه القواعد وتتراجع يوما بعد اخر لأسباب كثيرة منها الموضوعي والذاتي.. وتعد هذه الميزة التي نعتز بها دليلا على حيوية تنظيمنا ومؤسساته المجسدة لأعلى درجات الالتزام رغم الظروف الوطنية المشار اليها .
الاخوة والأخوات
ان بلادنا تشهد تحولات وتطورات ثورية وسياسية هامة وايجابية كان لتنظيمنا شرف الريادة والمشاركة في صناعتها مع كل القوى الوطنية الحية وجماهير شعبنا، الا أن وطننا وامتنا في مرحلة انتقالية خطرة تحمل معها كل انواع التحديات والمسارات التي تهدد مكاسب الثورة وتهدر تضحيات شعبنا وامتنا، وكنتيجة ملحوظة لسلوك قوى معادية للثورة والتغيير وبناء الدولة المدنية الحديثة دولة الحق والقانون والمواطنة المتساوية
وفي هذا السياق نود التأكيد أن شعبنا وقواه الوطنية المخلصة استطاعت مطلع هذا العام الانتصار لخيار الحوار الوطني الشامل ومؤتمره الذي تجاوز كل التحديات، ولقد كان هو الخيار الوحيد لرفض العنف والاقصاء والتهميش في وضع الحلول الجذرية للمشكلات والازمات الوطنية وقد انتهى مؤتمر الحوار الوطني الشامل بعد عشرة أشهر من التفاوض الوطني السلمي غير المسبوق الى خارطة الطريق الوطنية التفصيلية للخروج باليمن من حالة الفوضى الى حالة الاستقرار ومنن حالة اللا دولة الى دولة الشراكة الوطنية.
وإننا إذ نبارك كل الجهود التي قام بها رئيس الجمهورية والخطوات الوطنية الصحيحة التي اتخذت حتى الآن باتجاه تنفيذ مخرجات الحوار نرحب ايضاً بالجهود والمواقف والقرارات الإقليمية والدولية الداعمة للتنفيذ الأمين والصادق لمخرجات مؤتمر الحوار وخصوصاً ما جاء في قرار مجلس الأمن الدولي 2140 المؤكد على مسؤولية اليمنيين الأولى في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار وقراراته.
الاخوات والاخوة: لقد راهن تنظيمنا دائماً على الحوار الوطني من اجل بناء الدولة الوطنية وبذل كل جهد مستطاع قبل وأثناء مؤتمر الحوار الوطني من اجل مخرجات وقرارات تجسد الارادة الوطنية الجامعة.. وفي هذا المقام اتوجه الى ممثلي التنظيم بمؤتمر الحوار بخالص التقدير لكل جهد بذلوه ولكل ممثلي القوى والاحزاب والشباب والنساء في المؤتمر الذين رسموا جيمعا لوحة ناصعة للإرادة الوطنية المتمسكة بالتغيير وبناء دولة الشراكة الوطنية واحترام حقوق الانسان والمواطنة المتساوية.
إننا متمسكون كتنظيم بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني كبرنامج نضالي لتنظيمنا وندعو كل القوى الوطنية إلى شراكة سياسية ووطنية ونضالية حول هذا البرنامج كونه يمثل في الظروف الوطنية والإقليمية والدولية الراهنة طوق النجاة الحقيقة لليمن والطريق الوحيد الآمن لمعالجة كل ازماته ومعضلاته وعلاقاته الخارجية.
اننا ندعو الى اصطفاف وطني من اجل التغيير الوطني وعلى قاعدة برنامج البناء الوطني الشامل للدولة المدنية الحديثة ونعتبر الخروج على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني من قبل أي جهة كانت والعودة إلى العنف أو الصراع المسلح او فرض اوضاع امنية او سياسية او اقتصادية او اجتماعية من قبل أي طرف او تحالف لتحقيق مكاسب سياسية وسلطوية عودة باليمن إلى المجهول وانتهاكاً صارخاً للإجماع الوطني أو نكثاً للعهود والمواثيق والاتفاقيات وتهديداً للاستقرار والامن في اليمن وقيم اليمنيين وتحدي سافر لإرادة الشعب والاجماع وإهدار لدماء وتضحيات اليمنيين وثورة الشعب السلمية.
الاخوة والاخوات: إن تفاقم الاوضاع الامنية والعسكرية واستمرار المواجهات المسلحة في عمران وحضرموت وأبين وغيرها من المحافظات واستمرار الاغتيالات والاختلالات الامنية والادارية والاقتصادية وانعدام الخدمات وانقطاع الكهرباء وانعدام المشتقات النفطية في بلادنا خلال الاشهر القليلة الماضية، كلها تهدد المكاسب الوطنية التي تحققت منذ قيام ثورة فبرار العظيمة، وتضع كل القوى والفعاليات الوطنية امام مسؤولية تاريخية واخلاقية وتضع حكومة الوفاق امام تحديات العمل الجاد من اجل صيانة حريات وكرامة المواطن اليمني وآمنة ولا يجب عليها ان تنتظر من الشعب دعماً أو تأييداً وهي في حالة من العجز المريب تجاه كل هذه المعاناة التي يتكبدها الشعب.
والتنظيم إذ يدعو إلى مسؤولية تضامنية في الحكومة والرئاسة وكل مؤسسات الدولة يدين بشدة كل محاولات التنصل التي تمارسها بعض الاطراف والاحزاب السياسية المشاركة في الحكومة من مسؤولياتها المباشرة وغير المباشرة في كل ما تعرض له الشعب والوطن من معاناة وتهديدات كما يدعو رئيس الجمهورية الى العمل السريع من أجل اتفاق وطني عاجل لوقف التدهور السريع في الاوضاع الوطنية وتحديد اولويات الاعمال والقرارات في هذه المرحلة وفي مقدمتها خطوات جادة لتحقيق عدالة انتقالية ومصالحة وطنية.
كما يدين التنظيم كل الاعمال المسلحة والعنف وعمليات القتل خارج القانون التي تقوم بها الطائرات الامريكية وانتهاكها السافر للقانون الدولية وقرارات مجلس الامن بشأن اليمن.
ونحذر كل الاطراف المسلحة من مغبة الاستمرار في انتهاك حقوق المواطن اليمني في الشمال والجنوب والشرق والغرب وندعو على وجه خاص القوى التي كانت شركية في مؤتمر الحوار إلى الالتزام الامين والصادق والنزيه بمخرجاته والتخلي عن سلاحها والانخراط في العملية السياسية السلمية وتحويل جهودها الحربية ذات المخاطر الواسعة على الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي إلى انشطة مدنية وسلمية تكرسها وتسند بها مطالب الشعب في بناء دولة الشراكة الوطنية ودولة القانون والمواطنة المتساوية التي اكدت على تفاصيلها قرارات ومخرجات الحوار..
أيها الاخوة: لا أريد الاطالة في القضايا العامة حيث ان التقرير السياسي للفترة بين الدورتين سيتناول كثير من القضايا تفصيلاً والموقف منها وجهود قيادة التنظيم نحوها وما تقترحه للمستقبل.
وكلمة اخيرة في ما يخص الشأن التنظيمي انا على يقين ان تنظيمنا ودورتكم هذه التي ستقف على استحقاق داخلي اضافي وهو تنظيمي وحزبي وسياسي ووطني هام يخص استعراض الترتيبات والتحضيرات والوثائق النهائية لانعقاد المؤتمر الوطني العام الحادي عشر هذا العام بإذن الله.. اتمنى ان تقفوا عليها بمسؤولية عالية.
وفقكم الله..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته