ودعت الجماهير اليمنية في العاصمة صنعاء ظهر يوم الثلاثاء الموافق 24 /1/2023 زوجة القائد المناضل علي قناف زهرة، قائد اللواء السابع مدرع، المختطف والمخفي قسرا منذ 11 أكتوبر عام 1977 -نفس يوم ارتكابها جريمة اغتيال رفيقه الشهيد إبراهيم محمد الحمدي، وأخيه عبد الله- ومازال مصيره مجهولا حتى اليوم.
لقد ضربت الراحلة (أم عصام) أروع الأمثلة في الصمود الأسطوري والصبر على مصابها المستمر الذي يعد أشد وأنكى من مصاب الموت، خصوصا عندما يكون الإخفاء القسري مفاجئا، لأن حزن الموت يمكن أن يخبو ويتلاشى مع الزمن، بينما ألم الانتظار يتنامى مع تراكم السنين التي تخبئ وراءها الحقيقة المرة.
لم تنحن القديسة (أم عصام) أمام المحن التي واجهتها وهي تتحدى مخالب الفساد الذي نذر زوجها القائد علي قناف زهرة نفسه وحياته لحاربته مع رفاقه إبراهيم الحمدي وكل قيادة التنظيم الناصري، من خلال اللجنة العليا للتصحيح المالي والإداري.. بل استمرت القديسة (أم عصام) في تنشئة أولادها، زارعة في قلوبهم الأمل في عودة أبيهم، وراسمة في مخيالهم أروع صورة له، مبرهنة على ذلك بالمسيرة النضالية التي سار فيها الأب المناضل من أجل بناء الدولة اليمنية الحديثة.
لقد رحلت القديسة (أم عصام) عن دنيانا قبل أن تعرف مصير زوجها القائد العظيم الذي كان سيشكل خطرا على مرتكبي جريمة اغتيال الوطن باغتيال قائد التصحيح، لذلك فضل المجرمون أن يبعدوا عنهم هذا الخطر المتمثل بعلي قناف زهرة ورفيقه عبد الله الشمسي، لينفذوا بأريحية مخططهم الإجرامي ذي الأبعاد الدولية والإقليمية والمحلية.
رحلت القديسة (أم عصام) وهي بلا شك تعي حجم المؤامرة التي تعرضت لها قيادة حركة الثالث عشر من يونيو التصحيحية، من قبل تحالف القوى الاستعمارية والرجعية، وعملائهم في الداخل، ولا نعتقد أنها -رحمها الله- قد دب فيها أمل ممن خلفوا سلطة (علي عبد الله صالح) الذي ارتكبت جريمة الإخفاء القسري لزوجها، لأن كثيرا من الانتهازيين الذين تقافزوا من مركب سلطة (صالح) سرعان ما التفوا على الثورة الشبابية الشعبية، وعملوا على إجهاضها، حتى لا تكشف الثورة مشاركاتهم في كل الجرائم منذ 11 أكتوبر 1977 حتى اليوم، لاسيما أن الثورة سرعان ما أعدت ملفا متكاملا عن جرائم الإخفاء القسري، وسلمت نسخة منه إلى المؤتمر الوطني العام الذي ذهبت مخرجاته بما في ذلك ملف المخفيين أدراج الرياح.
إن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وهو ينعي رحيل المجاهدة زوجة القائد علي قناف زهرة إلى كوادره وأنصاره فإنه يتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة لأولادها (عصام وسلوى وسميرة وبلقيس) علي قناف زهرة، الذين يجب أن يعيشوا رافعي الهامات فخرا واعتزارا بتأريخ والدهم وبصمود وصبر والدتهم وأن يسيروا على نفس النهج.
أخيرا يضرع التنظيم إلى الله العلي القدير أن يتغمد روح الفقيدة يواسع رحمته ويسكنها الفردوس الأعلى إلى جانب قديسات الأمة العربية والإسلامية، وأن يلهم من خلفتهم الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
صادر عن الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري 25/1/2023