في ظل تطورات ومنعطفات كبرى يمر بها الوطن العربي في العديد من أقطاره وفي ظل اشتداد الهجوم الاستعماري الصهيوني لإعادة رسم خرائط المنطقة تحت مسميات الشرق الأوسط الكبير والجديد تواجه القضية الفلسطينية تحديات ومخاطر شديدة تستهدف تصفية الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، خاصة في ظل انشغال العديد من البلدان العربية في مشاكلها وهمومها الداخلية.
إن الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي وانطلاقا من إيمانها بأن قضية فلسطين كانت ولا زالت وستبقى القضية المركزية للأمة العربية.
فإنها تؤكد على ما يلي:
أولا: تحذر وترفض العودة للمفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية الناجمة عن الضغوط التي مارسها وزير الخارجية الأميركية خاصة بعد أن اتضح خلال العقود الماضية فشل ما سمي بخيار "السلام" المزعوم والتسوية السياسية مع الكيان الصهيوني الذي مارس عمليات الاستيطان وتهويد الأرض وخاصة مدينة القدس مما يؤكد أن الصراع مع هذا العدو هو صراع وجود لا صراع حدود يتطلب حشد طاقات الأمة لتحرير الأرض واستعادة الحقوق.
إن العودة للمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية تحمل مخاطر كبيرة على قضية فلسطين ولا تحقق أي مصلحة فلسطينية أو عربية لأن الهدف الحقيقي للولايات المتحدة الأميركية وكيان العدو هو تحقيق ما يلي:
- محاولات منع الانفجار الشعبي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد وصول ما سمي بالعملية السياسية والمفاوضات إلى الطريق المسدود.
- قطع الطريق على محاولات استكمال الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة ومؤسساتها.
- تكريس الانقسام ووضع العراقيل لمنع استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية.
إن العدو الصهيوني يمارس سياسة تصعيد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ويمارس أقصى سياسات التهويد في مدينة القدس ويهدد وجود المسجد الأقصى المبارك، ويمارس كل ذلك تحت ستار ويافطة استمرار المفاوضات.
إن الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي تدعو للخروج من مسار المفاوضات والعمل الجاد لشق طريق جديد ورسم استراتيجية عمل فلسطينية- عربية جديدة تقوم على قاعدة التمسك بخيار المقاومة بجميع أشكالها كخيار استراتيجي لتحرير فلسطين وتدعو إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني- الفلسطيني الذي طال أمده واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ورص صفوف الشعب الفلسطيني بجميع قواه وتياراته، كما تدعو القوى الشعبية العربية على امتداد الوطن العربي لتقديم كل أشكال الدعم والاسناد للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
