الرئيسية الأخبار عربي ودولي

أمريكا في صدد إرسال مسؤول كبير إلى أوكرانيا… ومصدر يرجح أوستن أو بلينكن

  • الوحدوي نت - وكالات:
  • منذ سنتين - Thursday 14 April 2022
أمريكا في صدد إرسال مسؤول كبير إلى أوكرانيا… ومصدر يرجح أوستن أو بلينكن

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس إن كبار المسؤولين الأمريكيين بصدد اتخاذ قرار لإيفاد مسؤول رفيع إلى كييف في خطوة تستهدف إظهار الدعم لأوكرانيا.

وبين، للصحافيين وهو يستعد للمغادرة في رحلة إلى نورث كارولاينا «نحن نتخذ هذا القرار الآن».

وحسب مصدر مطلع على الأمر فإن وزير الدفاع لويد أوستن أو وزير الخارجية أنتوني بلينكن قد يتوجه إلى هناك. لكن ليس من المرجح أن يذهب بايدن.

ويهاجم بايدن، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بضراوة متزايدة، واصفا إياه مرّة أنه «مجرم حرب» وتارة أنه «جزّار» لا يجب أن «يظل في السلطة» فضلا عن اتهام أخير بارتكاب «إبادة جماعية» في أوكرانيا، لكن تصريحاته التي اعتبرها «حديثا من القلب» كثيرا ما تأخذ إدارته ودولا حليفة على حين غرة.

قبيل ذلك، استعمل الزعيم الأمريكي العبارة بشكل شبه عرضي في سياق خطاب حول التضخم والوقود الحيوي وهو يقف بين جرار وكومة ذُرة.

وقال بايدن: «ميزانية عائلتكم، قدرتكم على التزود بالوقود، لا ينبغي أن يعتمد أي من ذلك على إعلان دكتاتور حربا وارتكابه إبادة جماعية على الجانب الآخر من العالم».

وسرعان ما أعلن البيت الأبيض للصحافيين أنه سيصدر توضيحا، لكن إثر نزوله من الطائرة الرئاسية صرّح بايدن مجددا «نعم، أسميتها إبادة جماعية».

وأكد أن الأمر يعود «للخبراء القانونيين على الصعيد الدولي» ليقرّروا ما إذا كانت الجرائم المرتكبة في أوكرانيا إبادة جماعية أم لا، لكنه أضاف «بالنسبة لي، هي تبدو كذلك».

وسارع السفير الأمريكي لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مايكل كاربنتر إلى القول إن هناك «تحليلا قانونيا جاريا على أساس جمع دقيق للأدلة».

وأضاف في تصريح للصحافيين «سيستغرق الأمر وقتا، لكن في غضون ذلك اتخذ الرئيس موقفا أخلاقيا واضحا للغاية».


«النتيجة نفسها»


أما المسؤولة الثالثة في وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند فقالت عبر شبكة «سي إن إن» الإخبارية «أعتقد أنّه بمجرّد أن نتمكّن من جمع كلّ الأدلة، سنخلص في النهاية إلى النتيجة نفسها التي توصّل إليها الرئيس بايدن، لأنّ ما يحدث على الأرض ليس صدفة».

وأضافت «هذا قرار متعمّد اتّخذته روسيا وقواتها لتدمير أوكرانيا وسكّانها المدنيين».

وبموجب «اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها» المعاهدة التي أقرّتها الأمم المتحدة في 1948، فإنّ الإبادة الجماعية تعني الجرائم المرتكبة «بقصد التدمير الكلّي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه».

ويحاذر الحقوقيون كثيراً بشأن استخدام هذا المصطلح كما ينقسم القادة الغربيون حياله.

المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس بين للصحافيين أن «الرئيس كان يتحدّث عن شعوره وهو يشاهد الصور المروّعة التي رأيناها جميعاً من أماكن مثل ماريوبول، مثل بوتشا، مثل خاركيف ومثل أماكن أخرى».

وأضاف أنّ «المهمّ ليس ماذا نسمّي هذه الأفعال، بل كيف نردّ عليها ونستجيب لها بطريقة حازمة من خلال تزويد شركائنا الأوكرانيين بما يحتاجون إليه للدفاع عن أنفسهم».

وتابع «سواء أكانت جرائم حرب أو فظائع أو إبادة جماعية، فإنّ هذا لا يغيّر شيئاً في استراتيجيتنا، ولا تمنحنا المزيد من القوة».


«بحقّ الله»


كان الرئيس الأمريكي، قد وصف نظيره الروسي في 16 آذار/مارس أنه «مجرم حرب» ثم اعتبر في 26 آذار/مارس أنه «جزّار» وجاء التصريحان خلال محادثتين قصيرتين وعفويتين مع الصحافة.

وسبقت تصريحات جو بايدن رد فعل الغربيين الحانق في مطلع نيسان/أبريل إثر اكتشاف العديد من الجثث في مدينة بوتشا بمحيط كييف بعد أن استعادها الجيش الأوكراني. فقد أدلى الزعيم الأمريكي بتصريح حادّ آخر حول بوتين في 26 آذار/مارس في نهاية خطاب مدروس للغاية في العاصمة البولندية، قال فيه «بحقّ الله، لا يمكن لهذا الرجل أن يبقى في السلطة». وقد فاجأت كلماته تلك في وارسو معاونيه بشكل واضح.

بينما كان موكبه يتجه نحو المطار في العاصمة البولندية، صاغ البيت الأبيض على عجل توضيحات وزّعها على المراسلين للتأكيد على أن واشنطن لم تدع إلى تغيير النظام في روسيا.

بعيد ذلك، برّر بايدن تصريحاته قائلا «كنت أعبّر عن سخطي».

وعند استخدامه مصطلحي «مجرم حرب» و«إبادة جماعية» بين الرئيس إنه يعبّر عن مشاعره المنفصلة نوعا ما عن التوصيفات القانونية والتداعيات الدبلوماسية.

لا يعد ذلك غريبا بالنسبة للديمقراطي البالغ 79 عاما والذي يؤكد أنه «يتحدّث من القلب» في عدد من المواضيع وليس فقط فيما يتعلق بالشؤون الدولية.

أما المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي التي تلقت أسئلة حول آخر تنقل أجراه بايدن بما في ذلك حشره مصطلح «إبادة جماعية» بين طيات تصريح حول تكلفة المعيشة للأسر الأمريكية، فقالت بعبارات دفاعية «إنه رئيس الولايات المتحدة وزعيم العالم الحر، يمكنه التعبير عن آرائه متى شاء».

وتؤثر تصريحات الرئيس الأمريكي على استقرار العلاقات مع الحلفاء، إذ رفض الأربعاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استعمال مصطلح «الإبادة الجماعية» وقد سبق أن انتقد بشدة استخدام عبارة «جزّار» بحجّة أن مثل تلك المفردات تعقد آفاق التفاوض مستقبلا مع فلاديمير بوتين.


ماكرون يبرر


ماكرون عاد أمس الخميس وبرر قراره عدم استخدام عبارة «إبادة جماعية» معتبرا أن «التصعيد الكلامي» لن «يساعد أوكرانيا» وقد يدفع الغربيين إلى التدخل.

وأوضح الرئيس الفرنسي عبر إذاعة «فرنسا بلو» أنه تحدث صباحاً مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي اعتبر الأربعاء أن رفضه التنديد بـ«إبادة جماعية» في بلاده «مؤلم جداً». وقال إنهما سيتحدثان مرة أخرى.

وأعلن ماكرون خلال توجهه إلى لوهافر في شمال غرب فرنسا، في إطار حملته الانتخابية الرئاسية أن «كلمة إبادة جماعية لها معنى» و«يجب أن تصدر عن خبراء في القانون وليس سياسيين».

وأشار إلى أن «الدول التي تعتبر أنها إبادة جماعية يجب أن تتدخل بموجب الاتفاقيات الدولية». وسأل «هل هذا ما يريده الناس؟ لا أعتقد ذلك» لأنه سيكون «انخراطاً» في الصراع. وحذر من أن على «الجميع أن يعرف كيف يحافظ على الصواب، فلن يساعد أوكرانيا الدخول في تصعيد كلامي من دون تحمل كل العواقب».

واختتم حديثه الإذاعي قائلاً «أحافظ على مسار العمل نفسه: أن أبذل قصارى جهدي لوقف الحرب، وأن أكون إلى جانب الأوكرانيين، وأن أستمر في اتخاذ اجراءات التضامن والعمل من أجل السلام وحماية مواطنينا من الحرب».

وإضافة إلى ماكرون، امتنع المستشار الألماني أولاف شولتس والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن استخدام هذا المصطلح.

وقال غوتيريش «الإبادة الجماعية معرّفة بدقة في القانون الدولي. وبالنسبة إلى الأمم المتحدة، نحن نعتمد على القرار القانوني الذي تتوصل إليه الهيئات القضائية المختصة».

أما شولتس، فقال «أريد أن أحاول قدر الإمكان الاستمرار في العمل على وقف هذه الحرب وإعادة إرساء السلام، لذلك لست متأكدا من أن التصعيد الكلامي يخدم القضية».

وبتصريحاته التي تثير حتما سخط موسكو وغالبا امتنان كييف، يسعى الرئيس الأمريكي أيضا إلى «الرد» على «ضغوط» الكونغرس الذي يحضّه على زيادة دعمه لأوكرانيا وتشديد نبرته تجاه الرئيس الروسي، وفق ما يعتقد دبلوماسي أوروبي. ونظرا لاستبعاد جو بايدن إرسال قوات إلى أوكرانيا، فإن ما يملكه هو شحنات أسلحة ضخمة إلى كييف، والكلمات.