العربي‮ ‬عبدالقوي‮.. ‬قامة بحجم الأمة

  • الوحدوي نت
  • منذ 17 سنة - Tuesday 24 April 2007
العربي‮ ‬عبدالقوي‮.. ‬قامة بحجم الأمة

نادراً‮ ‬ما‮ ‬يتجسد الشموخ والعزة وحب الأمة في‮ ‬رجل‮. ‬المناضل عبدالقوي‮ ‬ناجي‮ ‬العربي‮ ‬واحد من أولئك الرجال‮. ‬عاش طول حياته‮ ‬يحمل هم أمته بشرف وأمانة،‮ ‬جسده فكراً‮ ‬عندما اختار الناصرية طريقاً‮ ‬ومنهج حياة،‮ ‬وجسده عملياً‮ ‬بتواجده المستمر مدافعاً‮ ‬عما آمن به من خلال تنظيمه الذي‮ ‬انتمى إليه في‮ ‬بداية حياته،‮ ‬واستمر متنقلاً‮ ‬في‮ ‬كل مستوياته حتى وصوله الى اللجنة المركزية التي‮ ‬استمر عضواً‮ ‬فيها حتى المؤتمر العاشر للتنظيم‮.‬
العربي‮ ‬عبدالقوي‮ ‬علمنا منذ أن عرفناه،‮ ‬كيف تصنع المواقف،‮ ‬وكيف‮ ‬يكون الرجل والمناضل صاحب موقف‮. ‬من صموده وشموخه،‮ ‬كنا نستمد روح مقاومة اليأس والتردد والتراجع‮.‬
كان‮ -‬يرحمه الله‮- ‬لايعرف أنصاف المواقف،‮ ‬يتطابق قوله مع سلوكه المؤطر تنظيماً‮.‬
آمن بأن الوحدة اليمنية طريق للوحدة العربية الشاملة،‮ ‬لذلك لايعرف في‮ ‬النضال الشمال والجنوب‮. ‬كان حتى آخر نفس،‮ ‬يؤمن بأن اليمن وجد موحداً،‮ ‬وأن المصالح والاستعمار وأتباعه هم الذين قسموه‮. ‬ووفقاً‮ ‬لهذا الإيمان،‮ ‬عرفته جبال تعز وإب وصعدة،‮ ‬كما عرفته جبال ردفان والضالع وأبين،‮ ‬جندياً‮ ‬يقاوم الإمامة والاستعمار‮.‬
بعد انتصار ثورة ‮٦٢‬سبتمبر،‮ ‬عاد جندياً‮ ‬يقدم كل ما‮ ‬يستطيع من جهد وعرق،‮ ‬من أجل إخراج الاستعمار‮. ‬وبعد خروجه تحول بصورة تجبرك على احترامه،‮ ‬الى مواطن عادي،‮ ‬رفض الاقتتال،‮ ‬وقاوم دعاته وأعوانه‮.‬
اعتبر أكبر مكاسبه إعادة تحقيق الوحدة اليمنية،‮ ‬وكان‮ ‬يردد بأنها أول الخطوات لتحقيق وحدة الأمة‮.‬
عندما ألم به المرض الذي‮ ‬أقعده على السرير،‮ ‬كنت اذا زرته تجده كالأسد الجريح،‮ ‬يتألم لأنه أصبح عاجزاً‮ ‬عن المشاركة مع إخوانه ورفاق دربه،‮ ‬رغم متابعته لكل ما‮ ‬يدور داخل التنظيم وخارجه‮. ‬يقابلك بحماس،‮ ‬ويحملك مسؤولية التنظيم والحفاظ عليه،‮ ‬ويحذرك من الدروب الفرعية‮.‬
والدي‮ ‬عبدالقوي‮ ‬ناجي‮ ‬العربي‮:‬
أكتب عنك بدم القلب،‮ ‬لذا أجد نفسي‮ ‬عاجزاً‮ ‬عن التعبير عما‮ ‬يدور في‮ ‬نفسي‮ ‬وقلبي‮ ‬ومشاعري‮ ‬نحوك‮. ‬لكن نعاهدك بأن ما آمنت به،‮ ‬ونضالت من أجله طول حياتك،‮ ‬أصبح مجسداً‮ ‬فكراً‮ ‬وعملاً‮ ‬في‮ ‬تنظيمك‮: ‬التنظيم الوحدوي‮ ‬الشعبي‮ ‬الناصري‮. ‬وإن الناصرية ومبادئها وأفكارها التي‮ ‬زرعتها فينا،‮ ‬أثمرت قيماً‮ ‬وسلوكاً،‮ ‬وأضحت مكوناً‮ ‬من مكونات كريات الدم المبقية لحياتنا‮.‬
نعاهدك بأن تبقى رايتك مرفوعة،‮ ‬وقيمك مجسدة في‮ ‬كل الناصريين‮.‬
الرحمة والغفران‮ ‬يغشانك،‮ ‬والجنة مثواك مع الشهداء والصديقين‮.‬

ابنك‮/ ‬عبدالرقيب سيف فتح