الرئيسية الأخبار عربي ودولي

لهيب الدولار يُشعل لبنان.. والمواطنون باتوا “يتحسّرون على البصل”

  • الوحدوي نت - وكالات :
  • منذ سنة - Wednesday 15 February 2023
لهيب الدولار يُشعل لبنان.. والمواطنون باتوا “يتحسّرون على البصل”


بلغ انهيار الليرة اللبنانية حداً غير مسبوق قياساً للدولار الذي يواصل ارتفاعه الجنوني في السوق السوداء من دون أي ضوابط مسجلاً سعر صرف 76 ألف ليرة. وقد أدى هذا الارتفاع المخيف إلى حالة غضب في عدد من المناطق اللبنانية خصوصاً في طرابلس حيث تمّ قطع للطرقات وإطلاق الرصاص، وامتدت الاحتجاجات الشعبية إلى حلبا في عكار وإلى مستديرة الكولا في بيروت وإلى امام وزارة الداخلية حيث قطع سائقون عموميون الطريق احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية.

وكان ارتفاع الدولار انعكس على أسعار المحروقات حيث لامس سعر صفيحة البنزين 1400000 ليرة وسعر صفيحة المازوت 1369000 والغاز 903000 ليرة، فيما تخطى سعر كيلو البصل الـ 80000 ليرة ما جعل بعض المواطنين يتحسّرون على البصل ويتندّرون على المثل الشعبي الذي يقول “كُل بصل وانس اللي حصل”.

وإزاء التدهور الحاصل في وضع الليرة وما ينذر به من انفجار اجتماعي، برزت المواقف الداعية إلى إيجاد حل سريع للأزمة السياسية والشغور في رئاسة الجمهورية من أجل انتظام عمل المؤسسات والبدء بالإصلاحات الاقتصادية والمالية اللازمة، وهذا ما شدّد عليه سفراء الدول الخمس، الذين عقدوا اجتماعا في باريس قبل أيام لبحث الملف اللبناني، لدى زيارتهم وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب. وضمّ الوفد: سفيرة فرنسا آن غريو، سفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا، سفير مصر ياسر علوي، سفير قطر إبراهيم عبد العزيز السهلاوي، والقائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية فارس حسن عمودي. وأطلع السفراء بوحبيب على خلاصة الاجتماع الخماسي وشدّدوا على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية. كما أكّدوا على ضرورة البدء بإجراء الإصلاحات الاقتصادية والمالية اللازمة، علما أن الدول الخمس ستبقي اجتماعاتها مفتوحة لمتابعة التطورات.

وفيما يستمر اعتصام النائبين التغييريين ملحم خلف ونجاة صليبا في قاعة الجلسات العامة للمطالبة بعقد جلسات متتالية لانتخاب الرئيس، رأى نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم “أن المجلس النيابي اليوم متنوع جداً وفيه كتل متعددة تختلف في آرائها ومواقفها، ولم نعد إلى المجلس النيابي السابق الذي كان الانقسام فيه عامودياً إلى تكتلين كبيرين يجمع عدة كتل”، وقال “الآن لدينا بين 6 و7 ‏تكتلات ومع هذه التكتلات أفراد يدورون حولها، وهذا التنوع ‏يصعِّب انتخاب رئيس الجمهورية إذا أصر كل طرف على من يريده. لذا لا بدّ من الحوار بين الكتل ‏المختلفة من أجل تقريب وجهات النظر، لأنه لا قدرة لاجتماع عدد من الكتل على موقف موحد من دون الحوار الذي يفتح هذا الباب”. ورأى “أن اقتراحات التحدي فشلت لأن السائرين على نهج الاستفزاز من ‏الكتل والنواب لا يمثلون الأكثرية في البلد، ولو كانوا يمثلون الأكثرية لخاضوا تجربة الاستفزاز إلى نهايتها ولكنهم عاجزون”.

وإذا كان نواب حزب الله يغادرون مع نواب “حركة أمل” و”تيار المردة” لتعطيل نصاب الجلسة، فإن الشيخ قاسم، ورداً على تصريحات رئيس القوات سمير جعجع ورئيس الكتائب سامي الجميل بتعطيل الجلسات لمنع وصول مرشح حزب الله، اعتبر “أن ‏إعلان التهديد بالتعطيل من قبل بعض الأحزاب اللبنانية، لأنهم يريدون الرئيس على مقاسهم دليل أنهم ‏يائسون، وأنهم يرفضون الخيار الشعبي باختيار النواب، وهذا دليل أنهم أهل المناكفة وليسوا ‏أهل المشاركة مع المواطنين اللبنانيين الآخرين الذين يعيشون على أرض واحدة”. وأضاف “الخارج لم يتدخل حتى الآن، والاجتماع الخماسي تحدث بالعموميات، وسبب عدم تدخل الخارج أنهم قاموا بإجراء استطلاع أولي كل بحسب بلده، فوجدوا أن لا إمكانية لتجميع عدد من الكتل على مقاسهم ليختاروا رئيساً، لذلك بدل أن يتورطوا ويفشلوا قالوا إنهم ينتظرون اللبنانيين ليختاروا”. وختم بالقول إن “من يراهن على الخارج يضيِّع الوقت ويمدد الفراغ، والأفضل ألا يتدخل الخارج لأنه إذا تدخل سيكون منحازاً وسيخرِّب أكثر من هذا الخراب في بلدنا”.

وكانت قيادات 14 آذار/مارس سابقاً اغتنمت الذكرى الـ 18 لاغتيال الرئيس رفيق الحريري لكسر الجليد بينها وبين نجله سعد الحريري، الذي استطاع ولو بصمته إيصال رسالة سياسية أنه لا يزال الأقوى في طائفته، وأنه الوحيد القادر سنياً على إعادة فرض توازن وطني في البلد. وفي اليوم الرابع لوجوده في بيروت، زار الحريري عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي استبقاه على الغداء. وأبرز زوار الحريري في بيت الوسط هم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ووفد نيابي من القوات اللبنانية برئاسة نائب رئيس الحزب جورج عدوان، الذي نقل تحيات رئيس القوات سمير جعجع، بعدما كان رئيس الكتائب النائب سامي الجميل زار بدوره الحريري الذي تلقى اتصالاً لافتاً من الرئيس السابق ميشال عون تمنى عليه العودة إلى لبنان.​