الرئيسية الأخبار عربي ودولي

"يوم سعادة وحزن"... مشاعر فرح سكان غزة باتفاق وقف إطلاق النار تمتزج بألم الفراق

  • الوحدوي نت - فرنس24
  • منذ شهر - Thursday 16 January 2025
"يوم سعادة وحزن"... مشاعر فرح سكان غزة باتفاق وقف إطلاق النار تمتزج بألم الفراق


"إن هذا يوم سعادة وحزن وصدمة وفرح"، هكذا عبر سكان قطاع غزة عن مشاعر متناقضة تنازعتهم عقب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل الأربعاء. ورغم أجواء الفرح العارم، شكلت اللحظة الفارقة مناسبة لاستحضار كثيرين ذكرى أهاليهم وأحبائهم الذين فقدوهم خلال الحرب المدمرة التي استمرت أكثر من 15 شهرا.


احتفل آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة الأربعاء بإعلان التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمعتقلين بين إسرائيل وحماس، يدخل حيز التنفيذ الأحد ويفترض أن يضع حدا للحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 15 شهرا.


في شوارع غزة، التي تعصف بها أزمة إنسانية طاحنة وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والوقود، امتزجت مشاعر الفرح بدموع الحزن والألم.


وفي خان يونس، تجمعت حشود في الشوارع وسط أصوات أبواق السيارات وهم يهتفون ويلوحون بالأعلام الفلسطينية ويرقصون.


رغم ذلك، وعبر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، حث بعض سكان غزة الفلسطينيين على توخي المزيد من الحذر، معربين عن اعتقادهم بأن إسرائيل قد تصعد هجماتها في الأيام القليلة المقبلة لتحقيق أقصى قدر من المكاسب قبل بدء وقف إطلاق النار.


سعادة منقوصة


تقول غادة، وهي أم نازحة ولديها خمسة أطفال "إنني سعيدة، نعم، أبكي، ولكن هذه دموع الفرح".


وقالت عبر تطبيق للدردشة من ملجأ في بلدة دير البلح بوسط غزة "إحنا بننولد من جديد"، مضيفة أن إسرائيل "تنفذ مجزرة جديدة في كل ساعة" من الصراع وعبرت عن رغبتها في انتهاء كل هذا.


أحمد دهمان ذو 25 عاما، قال إن أول ما سيفعله بعد تنفيذ الاتفاق هو استعادة جثة والده الذي قتل في ضربة جوية على منزل العائلة العام الماضي ودفنها بشكل لائق.


قال دهمان الذي نزح مثل غادة من مدينة غزة ويعيش في دير البلح إنه سعيد لأن الاتفاق سيوقف نزيف الدماء لكنه يشعر بالقلق أيضا مما ينتظرهم في المستقبل نظرا لما يراه من خراب وأنقاض في الشوارع.


وقالت والدته بشرى إن وقف إطلاق النار لن يعيد زوجها، لكنه على الأقل قد ينقذ أرواحا أخرى.


وأضافت الأم وهي تبكي أن الحرب الضروس لم تسمح لهم حتى بالبكاء، وبعد توقفها أصبح بوسعها الآن التنفيس عن نفسها بالبكاء.

من جانبها، ما زالت إيمان القوقا التي تعيش مع عائلتها في خيمة قريبة، لا تصدق ما حدث. قالت إن هذا يوم سعادة وحزن وصدمة وفرح، ويوم البكاء بشدة على من فقدوهم. وقالت إن إسرائيل أعادتهم إلى مراحل سابقة من التاريخ بسبب الحرب.


وأضافت أنه حان وقت عودة العالم إلى غزة حتى يُعاد إعمار القطاع.


وأعلنت الولايات المتحدة وقطر أن المفاوضين تمكنوا الأربعاء من التوصل إلى اتفاق سيتم تنفيذه على مراحل من أجل إنهاء الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بعد 15 شهرا سقط خلالها عشرات الآلاف من القتلى الفلسطينيين.



ويتضمن الاتفاق الدقيق جدولا لما ستشهده فترة أولى تستمر ستة أسابيع من وقف إطلاق النار. ومن المقرر أن تشهد هذه الفترة انسحابا تدريجيا للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة وإطلاق سراح رهائن تحتجزهم حماس مقابل الإفراج عن فلسطينيين من سجون إسرائيل.