لبنى القدسي

المشاورات اليمنية-اليمنية التي عقدت برعاية مجلس التعاون الخليجي بالرياض بين جميع المكونات والقيادات اليمنية المختلفة واجهها تحدي واحد ، هو عدم استجابة الطرف الثاني(انصار الله ) للمشاركة فيها بحجة عدم حيادية المكان ..وصارت مشاورات احادية الجانب وهذا من وجهة نظري ليس بالامر السلبي كما يرى الكثير ...

لقد كتب البعض عن فشل هذه المشاورات قبل ان تبدأ..وشعر الكثير بالاحباطوانها لا فائدة منها ..

والبعض اعتبر آلية اختيار المشاركين والاجندة ايضاً اضافة الى المكان كان غير موفق الى حد كبير ..وهناك ضبابية تغطي المشهد كون هذه المشاورات دعي لعقدها بوقت قصير وسريع ..بينما كانت هناك مشاورات يمنية يقوم بها المبعوث الاممي مع المكونات اليمنية المختلفة.

 ومع كل ما قيل عن هذه المشاورات فإنني شخصياً ، ارى انها خطوة ايجابية من اجل البدء بتحقيق السلام والامن في بلدنا، حيث تعتبر هذه المشاورات فرصة للمراجعة والتقارب بين المكونات الداعمة للشرعية وتوحيد صفوفها ولم شملها،  من اجل تجاوز كل  الاختلافات و التباينات التي كانت بينها خاصة وقد لمسنا كثير من كتابات بعض  المشاركين تتحدث عن اذابة الجليد بين الحضور.. 

 كما نعتبر هذه المشاورات خطوة لمعرفة الاخطاء وتصحيح مسار الشرعية وايجاد الحلول والمعالجات لها.

حيث وقد تعددت المكونات والاطراف داخل اطار الشرعية وانقسمت الدولة ومؤسساتها بين ذلك وهو ما جعلها هشة ينخر فيها الفساد المالي والاداري ولم تلبي تطلعات المواطنين ولم تقدم لهم الخدمات الاساسية كما ينبغي.

 ولذا نأمل من هذه المشاورات ان يتم الخروج برؤية موحدة من شأنها تصحيح المسار و رسم ملامح خارطة طريق السلام  واعادة بناء الدولة ونقل بلدنا من مرحلة الحرب والصراعات والدمار الى مرحلة السلام واعادة الاعمار.

في المقابل  لابد ان يعي الجميع انه لا يمكن الغاء الاخر فنحن امام سلطتين في واقع الامر ويتحتم على الجميع النظر الى حالة المواطن الذي يعيش تحت حكم هذه السلطات ..

ولهذا لابد من ان تكن الخطوة القادمة هي انخراط جميع الأطراف في اي حوارات او تشاورات من شأنها مناقشة كل القضايا  بكل شفافية ومصداقية وصولاً الى توافق يحقق السلام الدائم للجميع.

 وفي مكان محايد حتى نتفادى اي تحديات قد تعيق ذلك .

ولابد ان يعمل الجميع  بجدية من اجل رفع المعاناة عن كاهل الشعب وتقديم مصلحة اليمن واليمنيين  . 

ولتكن المبادرة التي تقدم بها المبعوث الاممي ووافق عليها الطرفين نقطة البداية لانهاء الحرب وتحقيق السلام وعودة الحياة الطبيعية .

إن فتح الطرقات والمعابر والمطارات وتسهيل حركة و تنقلات الناس لامر ضروري يجب ان يحاط بإهتمام الجميع، كما ان دفع رواتب الموظفين واطلاق سراح المعتقلين والمخفين قسراً لدى كل الاطراف تعتبر من الاولويات المهمة لنجاح اي مبادرات او مشاورات او مفاوضات قادمة اضافة الى وقف التحريض الاعلامي ضد بعض وتبني خطاب ينبذ العنف والكراهية ويبث روح التسامح والتعايش بين الجميع ويغرس في النفوس كل ما من شأنه حب الوطن.