الرئيسية المقالات مدارات كيف ننتصر عليهم؟ أمانٍ كامنة في الاستبطان!
كيف ننتصر عليهم؟ أمانٍ كامنة في الاستبطان!
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش

ببساطة، ننتشي، نردّد: "سننتصر عليهم".

يجلس أمامك ذلك الشاب وبيده الآلي: "يا أستاذ عبده، قد انتصرنا على أمريكا، باقي الصين"!

طيب، أنا لا أكره أن أنتصر على الكون، وبطريقة صاحب الفيديو (أبو بحشامتين) والذي ظلّ يردّد: "ونحرر الكون ما نخلّي بلد، ونحرر، ونحرر، و...، حتى توقف نهائيًّا إلّا من تساؤل بريء: "أين قد أنا؟". كان القات يملأ ضفتَي الوجه، ومن يجلس بجانبه قد غطى وجهه من الضحك!

أعود، فأقول: هل هو الشعور بحاجتنا إلى أي انتصار، يجعلنا نبالغ في أحلام يقظتنا؟

وانظر، يتابع الناس أقدام لاعبي المنتخب أو أي نادي في أي مسابقة، يتمنّون أن ينتصروا بها إنفاذًا لرغبة العقل الباطن وهزائم العقل الحالي، ولا تزال الصورة في الذهن لفوز منتخب الناشئين اليمني ببطولة غرب آسيا عام 2019، وردة فعل الناس غير العادية، وركوب النخب على ظهر انتصارهم وفرحة الناس القصوى، والذهاب بالنتيجة، مكاسبَ إلى جيوب من تعوّدوا الاستيلاء حتى على أحلام الناس!

أفهم كل ما تقدم، لكنني لا أفهم مفردات الخطاب اليمنيّ والعربيّ أيضًا، التي تعبر عنه مقولة: إنّنا منتصرون عليهم، فقط المسألة مسألة وقت!

عندما تدخل معركة أو بالأحرى حرب وجود مع الآخرين، عليك أن تمتلك الأدوات التي تساعدك وتأخذك إلى النصر، هذا هو المنطق.

لكن الصورة عندنا متعلقة بالتمنّي الكامن في العقل الباطن.

الآن، نحن أمامَ معركتين شرستين؛ الأولى ميدانها التطور الذي لا حدود له، فقد وصلوا إلى الـ"جيمس ويب"، والذي كلف 10 مليارات دولار، واستغرق العمل فيه 10 سنوات.

الآن تلسكوب جيمس ويب، أرسل صورًا من أعماق الفضاء الذي لا نهاية له، وأروع صورة "أعمدة الخلق"!

وعلى صعيد الميدان الكبير "الذكاء الاصطناعي"، ها هي السيارة بدون سائق تُسابق السيارات في شوارع الصين، ويبشر ملياردير الكون إيلون ماسك، صاحب تويتر والذي خسر العام الفائت فقط مبلغ 200 مليار دولار! بأنّ شريحة تزرع في رؤوس البشر قريبًا ستقلب كل المعادلات، ويبشرون بروبوتات تحارب بدلًا عن البشر، وتلعب كرة بدلًا عنهم، وتقوم بالخدمة في المتاجر الكبيرة، مقابل هذا الشيء البسيط، يكون السؤال:

ماذا لديك؟

العالم الجاهل والمتخلف خسر معركة الإعلام، وترك الفضاء والأرض والبحر لهم!

أين رسالتك الإعلامية المعاكسة؟ وهل أنت قادر بالأساس؟ وهل تجيد استخدام المال؟

نأتي إلى ما هو أسوأ، وهو أسوأ ما في الغرب تحديدًا ويرسلون هذه الكارثة إلينا، ولا أدري كيف سنواجه؟

هل بالدعاء فقط؟ بإعادة المناهج إلى قرون خلت؟! وفي الجانب الآخر، لا يزال الأزهر -وكنّا نعتقد أنّه الوجهة الحضارية للدين- يدرس في مناهجه كيفية ضرب النساء! وهل يدخل الإنسان إلى الحمام باليمنى أو باليسرى.

"المثلية" الشر المستطير، يروّجون لزواج الرجل بالرجل بكلِّ ما يستطيعون من سيطرة على الـ"سوشيال ميديا"، كيف سنواجه العاصفة المرعبة؟ هنا قد تكون بداية النهاية للغرب، لكن، هل سنكون البديل؟ أشك بل أجزم: لا؛ لأنّنا بعيدون، بعيدون جدًّا. وكل يوم نعود أكثر وتحت شعارات دينية لا علاقة لها بالدين ولا بالعصر.

الخلاصة:

هم مسيطرون على:

أسماعنا

أعيننا

أيدينا

أرجلنا

نركب سياراتهم

نتصل بتليفوناتهم

نتواصل بالواتس والفيسبوك والتويتر

نسافر بطائراتهم

نقاتل بأسلحتهم

نلعب بأحذيتهم

ننام بأسرتهم

نلبس من أقمشتهم

ننظف أفواهنا بمعجون هم يصنعونه، وفرشاة هم يصدّرونها إلينا.

نستخرج ثرواتنا بآلاتهم.

نركب البحر ببواخرهم.

في النهاية، هم مسيطرون على كلّ حواسنا، ونحن ندعي عليهم ابن علوان!

كيف السبيل إلى الخروج من المأزق الذي نعيشه؟

كيف لنا أن نجد عقلًا يذهب بنا إلى مصافّ العالم؟

كيف لنا؟ ومن يؤسّس لمشروع عظيم ينقلنا إلى الأفق؟

إقراء أيضا