الرئيسية المقالات مدارات قرأت في عدد من الصحف
قرأت في عدد من الصحف
محمد مسعد الرداعي
محمد مسعد الرداعي

فيما مضى حملت الصحف الرسمية على الاستاذ محمد سالم باسندوة بسبب دوره الوطني والمعارض ورئاسته للجنة التحضيرية للحوار والمجلس الوطني، وكان في هذا الهجوم والتناول البعيد عن الموضوعية وشرف المهنة وأدائها ناهيك عن الخروج على ضوابط الديمقراطية والتعددية خاصة وأن هذه الصحف رسمية ومملوكة للشعب اليمني وممولة من المال العام، بل ان هذه الصحف تجاهلت أن من تهاجمه هو من القيادات الوطنية وممن كان لهم الدور الوطني في بناء الإعلام الرسمي حيث تولى وزارة الإعلام في 76/77-79 في أوج العطاء الوطني وبناء أسس الدولة اليمنية الحديثة، وكان له شرف المساهمة في مرحلة إنشاء البث التلفزيون الرسمي والمراكز الثقافية خلال فترة حركة 13 يونيو بقيادة المناضل ابراهيم محمد الحمدي وقد جاء خروجه من الحكومة في 1979 بعد المواجهات التي تمت بين الشطرين على إثر انتفاضة 15 أكتوبر 1978 بين جبهة 13 يونيو للقوى الشعبية والجبهة الوطنية من طرف والسلطة في صنعاء من طرف آخر، في إطار تغيير حكومي جزئي استهدف منه الترتيب للقاء الكويت بين الشطرين لوقف القتال. هذا اللقاء الذي وقعت فيه اتفاقية الوحدة في الكويت وغيبت عنه جبهة 13 يونيو للقوى الشعبية من دعوة اللقاء وحضوره وفرض عليها قرارات هذا الاتفاق بوقف التقدم لإسقاط نظام صنعاء الذي كان قاب قوسين أو أدنى. وكان هدف التغيير الجزئي في وزارتي الإعلام والخارجية والتي كان يتولى الإعلام الأستاذ محمد سالم باسندوة والخارجية الأستاذ عبدالله الأصنج، أحد المطالب المهيئة للقاء والتي اعتبرها الأستاذ مكسباً شخصياً له ومرحلة جديدة في حياته ومحطة جديدة ومرحلة للمراجعة لاستعادة النفَس ومواصلة الدور الوطني والقومي وبناء الديمقراطية والنظام البرلماني والعدالة الاجتماعية.

وقد جاءت في رسالة رد وشكر لمن واسوه ولمن هنأوه بهذا الخروج نشرت في صحيفة "الثورة" ومجلة "اليمن الجديد" بتاريخ 27/3/1979م حيث بدأ أعمال الكتابة في الفكر الوطني والثقافة الوطنية وكانت له الاسهامات الكبيرة التي نشرت في مجلة "اليمن الجديد".

وها نحن اليوم نقرأ صحفاً تتحدث عن قراراته كرئيس وزراء وعن التعليقات عليه بدءاً من تلفونه النوكيا الذي لم يستبدل وكذا سيارته وصولاً إلى قرارات بمنع توزيع سيارات للوزراء كما يحدث عقب كل تشكيل وزاري وكذلك منع اصطحاب المرافقين للوزراء وكذلك اتخاذ قرارات تعيينيه جديدة، والقرارات التقشفية التي تضمنها برنامج الحكومة.

هذا الشيء ليس مستغرباً عليه لمن يعرف باسندوة وحياته السياسية النضالية والمواقع والمناصب التي تولاها في الحكومات والفترات منذ الستينيات فكان ممن عاشوا فترة يونيو وتولى وزارة الإعلام وكان مستشاراً سياسياً للشهيد ابراهيم الحمدي فكيف لا تكون هذه القرارات والتوجيهات التي يتم اتخاذها، خاصة وانها من صنعت أوج المرحلة والنهوض الوطني والتنموي في السبعينيات وكانت تلك المرحلة هي مرحلة بناء أسس الدولة المدنية الحديثة والتصحيح المالي والإداري وسيادة سلطة القانون والمشاركة الشعبية. ولذلك ليس غريباً ولا مستغرباً هذه القرارات والممارسات والسلوك للأستاذ محمد سالم باسندوة المناضل والوطني والذي لم تؤثر عليه حملات واسقاطات وتهجمات الهبوط للإعلام الرسمي في ما مضى وتحديداً منذ حراك التغييرللنظام وانتخابات 2006 وتحديداً موقفه في مواجهة النظام الأسري العائلي.

مؤكداً بأن الوطن فوق الأشخاص وفوق المصالح وفوق الضغوط وفوق الاغراءات في انحياز واضح لما طالب به الشعب والقوى الوطنية وترجمها بتنفيذ قرارات وإصلاحات في عام 1972 وهي التي اتخذت خاصة بعد ثورة عام 1974، ولا زالت أهميتها الآن والحاجة إليها فهي تصب في بناء أسس الدولة اليمنية الحديثة والشراكة الوطنية وسيادة القانون.

لكن ما يستغرب له الآن هو أن هناك بعض من عاشوا تلك المرحلة وأسهموا في منجزاتها لكنهم تنازلوا عن شرف هذا الاسهام بالاسهام في ضرب هذه المنجزات وتصفيتها كجزء من المنظومة التي قادت للانقلاب على أسس بناء الدولة اليمنية وفرض عليهم هذا سبيل الوقوع والرضوخ للسير في هذا المشوار بأساليبه المتنوعة واللأخلاقية والتي لا يمارسها إلا من سقطوا أخلاقياً وقيمياً وإنسانياً وفرض عليهم التبعية والولاء والقبول بهذا السقوط. وهو ما كشفته الثورة الشبابية الشعبية السلمية للسقوط الأخلاقي والقيمي والإجرامي تجاه الشعب من قبل القلة المتنفذة الاستبدادية الأسرية وسقط القناع والتضليل الذي مارسه الإعلام الرسمي بتجميل الصورة للفساد والمفسدين وقلب الحقائق وأصبح الوضع أمامهم ممكناً ولم يعد هناك ما يمكن أن يقال عليهم أو يهددوا من كشف للملفات سيئة الصيت ما لم تكن ملفات فساد وإفساد فالمحاكم والقضاء العادل طريقها في دولتنا القادمة، وعليهم أن ينتصروا لما قدموه وليقدموا لأبنائهم ما يمكن أن يرفع رؤوسهم.

أما باسندوة فقد عرف الطريق منذ البداية، ومنذ أن قدم رسالته، وما قيل عنه من هجوم لم يهزه بل زاده قوة وما يقال عنه لا ينتظره لأن هدفه وواجبه أكبر مما يقال ويكتب فهو صاحب تجربة ويعرف أين الطريق إلى بناء اليمن ونهوضه وتقدمه وازدهاره.

• الأمين العام المساعد للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري.

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي