الرئيسية المقالات مدارات أين موقف النخبة اليمنية ؟
أين موقف النخبة اليمنية ؟
عمر الضبياني
عمر الضبياني

على مر التاريخ الحديث والشعوب المقهورة تتطلع دائما بعين الأمل وهى تبتهل لله الواحد القهار نصرتها من الله عز وجل ومعلقة آمالها على المعارضة الوطنية لأي مجتمع تواق إلى الحرية ويبحت عن حياة كريمة ومستقبل واعد بعيداً عن الظلم والذل والتسلط الذي قد يمارسه في حقه نظام شمولي متسلط أو سلطة ظالمة أو حاكم جبار بعينه. وإن ما يجري اليوم في اليمن من أزمات متتالية وانهيارات في هيبة سلطة الدولة والقانون جعل البلد تمرعبر نفق مظلم سائرة في طريق الموت الجاهز بسبب الإخفاقات المتتالية نخص منها على سبيل الذكر لا الحصر تفشي الفساد، وتكميم الأفواه، والتفرد في القرارات الوطنية المصيرية واختطاف الصحفيين والسياسيين وكل ذلك يجري من قبل نظام ما انفك يوما يتغنى بالعدالة والديمقراطية حيث أثبتت التجارب والأحداث أنه لا توجد مؤسسات دولة تحكم البلد وأن ما نراه غير فوضى لا أخلاقية ليست سوى هذه الفوضى التي سببتها المناطقية والتي تعتمد في حكمها على العنجهية وقوة النفوذ كون القانون عملياً أصبح معلق أما شكليا فنراه يوماً كالمنتج المستهلك تخصص له الإعلانات التلفزيونية وتكتب شعاراته على صفحات الصحف الصفراء التابعه للنظام وأعوانه .

غير أنه لا يطبق منه إلا الشئ اليسير الذي يتوافق مع المصالح الخاصة لشريحة معينة دون المجتمع بأكمله، ونظراً لاستشراء الفساد بصورة لا تصدق تمكنت مراكز القوى هذه من الإستمرار في غيّها وفجورها حتى صارت هى القائمة على سسنّ وتشريع القوانين مستأثرة به دون مشاركة أو مشاورة الآخرين حيث تقوم هذه القوى في تمرير القوانين والتعديلات في الدستور حسب احتياجات الحاكم أو حزب الحاكم قابلة للتغيير مع أي استحقاقات قادمة بحيث تضمن لكليهما الاستحواذ على كل شئ وبإسم القانون المبرمج ضمنيا حسب التكتيكات المعدة سلفا الآنية منها والمرحلية .

 ولم تكن بعض المفردات المعدّلة في بعض فقرات القانون هى سبب ما يعانيه الشعب فحسب بل وصل الأمر الى الأسوأ من ذالك بكثيروهو التفريط بحرمة وسيادة الوطن واستقلاله بحيث صرنا نرى ونسمع المواطن اليمني يذلُّ وتمتهن كرامته ويضرب بالرصاص المسكوب على رأسه وهو في عقر داره وعلى تراب وطنه من قبل قوى خارجية تأتي عبر الحدود وبتعاون ومباركة من النظام الحاكم الذي ما انفكت أبواقه الإعلامية تصرخ صبح ومساء لتعلن النفير وتدق طبول الحرب داعية إلى الوقوف إلى جانبه وإلى إعادة اللحمة الوطنية بعد أن أثبتت نتائج الأحداث في حرب صعدة مدى ضعف المؤسسة العسكرية في حسم المعركة بعد أن أصبحت مخترقة من قبل بعض القوى شأنها شأن أي مؤسسة أخرى من مؤسسات الدولة والتي كان يعول عليها الكثيرولكن نتيجة لأخطاء سياسية سابقة وأخطاء أخرى تكررت أثناء الصراع لم يجد النظام سوى المواطن يستغيث به بعد أن رأى نفسه في أوحال الغرق حيث يصدق فيه المثل العربي القائل ،،، يداك أوكتا وفوك نفخ ،،، وحفاظا أيضا لما تبقى له من ماء الوجه حاول الإستعانة بقوى خارجية بعد أن أصبح مرتهن لديها، فقرار الحرب والسلم بيدها لا بيده وإن هذا التفريط المجحف بحق الوطن والمواطن لهو جريمة عظمى يندى لها جبين الغظامة سنترك الحكم فيها للتاريخ الذي لا يجامل ولا يحابي في قضائه، نعم إنه التاريخ الذي سيقول يوما كلمته للأجيال القادمة عن حاكم يقتل شعبه ولكن قبل أن يأتي ذلك اليوم يجب علينا جميعا أن نقوم بدورنا ومسؤولياتنا تجاه ما يجري من الأحداث.

 نعم علينا مسؤولية كقوى وطنية مستقلة ومعارضة وهو القيام بدورنا الوطني والتاريخي تجاه الوطن والمواطن فلا يجب أن نقف مكتوفي الأيدي أو ندفن رؤوسنا في الرمال . وإنه لمن المعيب والمهين أن نرى دورالمعارضة سلبي إلى هذا الحد حتى تلك القوى التي لها دور ريادي وتاريخي سيظل سكوتها خنوعا ومحاباتها للسلطة الحاكمة وصمة عار على جبينها ، مع احترامي وتقديري للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري صاحب المواقف الوطنية الناصعة كونه الوحيد الذي سجل موقف إيجابي حظي باحترام شعبي وسياسي واسع وهذا ليس غريب على تنظيم قدم قوافل الشهداء في سبيل نصرة الحق وإرساء مفاهيم العدل والمساواة والحفاظ على الثوابت الوطنية.إن موقف المعارضة بشكل عام لم يكن عند المستوى المأمول حيث أنها لا تأخذ في اعتبارها حتى الحد الأدنى من أجل الحفاظ على الثوابت الوطنية ولكن كل ما نراه غير البيانات الصحفية بين الحين والآخرلا تخلوا سطورها من المحافظة على بقاء شعرة معاوية التي التي تربط مصالحها بالسلطة منها على سبيل المثال: الحسابات السياسية المستقبلية على قاعدة المصالح الحزبية الضيقة وليس الوطنية ومع هذا كله لا زال هناك أمل كبير في مؤسسات المجتمع المدني والتي تمثل النخبة اليمنية.. أن تضطلع بدورها الطبيعي والوطني في مواجهة الأخطار المحدقة بالوطن والمواطن على حد سواء فهناك حرب في شمال الشمال وتدخل خارجي سافر انتهك حرمة واستقلال البلد . 

وهناك حراك واحتقان سياسي في المحافظات الجنوبية تغلغلت في أوساطها قوى سلبية تعمل بأجندة تشطيرية مخيفة تهدد أمن ووجود وحدتنا وتحاول إعادتنا الى المربع الأول ...وصوملة اليمن، وهذه مشكلة يجب الوقوف عندها والتعاطي معها بحكمة.والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو أين موقف النخبة اليمنية بكل توجهاتها المهنية والسياسية ؟؟ كونها هى الوحيدة القادرة على وحدة الصف ورص الصفوف من خلال تعبئة وتوعية الشارع وتحريكة بكونه قد فقد بوصلة الأمل في قوى المعارضة التي تنهار مع انهيار الدوله وكأن بقأئها مرتبط ببقاء النظام !! وهذا سر أخر !! ولكن كوننا لا زال يحدونا الأمل بأن المشترك لن يخون جماهيره فإن المطلوب اليوم هو العمل على تحريك النخب لأنها هى القادرة على تغيير الموازين السياسية كون الشارع يبحث عن قيادات أسطورية قادرة على الحركة والفعل الأيجابي، غير هذا أحسب أن الحكمة ضاعت في بلد الإيمان والحكمة وأن الوطن ينزلق إلى الهاوية ويسير في طريق الموت الجاهز وبمساهمة الحاكم والمعارض، كما أكرر وأخاطب النخبة علناً الى القيام وتحمل مسؤوليتها الإخلاقية تجاه الوطن وتجاه الأجيال القادمة وأن تدعوا السلطة إلى فتح حوار بيننا وبينها ولنتقابل جميعنا في مواجه’ شريفة ننزع فيها عن عقولها وملامحها لثام الإختباء وراء الرصاص الرخيص، نعم لنتحاور في النور لا في القصور المغلقة لأننا ما دمنا نتنفس فنحن نتعلم في كل يوم شئ جديد، وفي وطني اليمن من الرجال الشرفاء والوطنيين المخلصين ألأحرار ومن النخبة اليمنية ما يجعل من وطننا مشرق بلون بهاء الشمس لأن الحياة ابتهاج خلاب بين طياتها تتولد رسالة عظيمة يجب أن نعمل سويا على إكمالها طالما يجري في شرايينا دم حر لم يلوّث بزوابع الكراهية، ولنبدأ جميعا إلى مباغتة الموت الجاهز وغسل الطرقات من نثيث الدم ولنرسم بضوئنا حلم الأطفال بوطن يسيرون في طرقاتة بفرح غامر من غير جثث مزروعة على جوانب الطرقات، ولندعوا الله حتى ينبلج يوم يعود فية المواطن إلى بيته بخبز نقي وتبتهج الأمهات بنزع فتيل الخوف من الغد، ولنرفع روؤسنا عاليا بشموخ ولتنحنوا أنتم أيها المفسدون خجلاً مما أقترفت عقولكم وأياديكم 

دام الحلم للوطن ودمتم بســوء.؟؟ 

رئيس ادارة موقع البديل نت

[email protected]


 

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي