تتفتح الورود القانية وتبتسم الأرض العربية، ومن جديد يشدو الجميع بالأنشودة الناصرية: بلاد العرب أوطاني... من الشام لبغدادي، وتنتصب العروبة واقفة لتقدم التحية الخالصة لمن جسد العروبة قولا وفعلا.. تنتصب الهامات وتزغرد العصافير وتنشد البراعم العربية: الأرض بتتكلم عربي، وتندمل جراح الأمة. وتتساءل الأجيال العربية: ناصر يا حبيب الملايين أنت فين؟ يا نبي القومية العربية أين أنت اية الهادي المنتظر لقد بحت حناجرنا وتحطمت أمانينا وتكالبت علينا الأمم واليوم بذكرى ميلادك يعود الأمل. كيف لا يكون ذلك ومنك نرتشف العزة والكرامة وشموخ التحدي ونتذكر شعارك الخالد: ارفع راسك أخي العربي.
بعد أربعة عقود من الذل والهوان والتمزق والتفريط المجحف في حق الشعب العربي تعود ذكراك العطرة هذه السنة بنكهة ناصرية بفضل الربيع العربي ويقظة الشعب العربي الذي راهنت عليه واثبت بالفعل انه شعب أصيل لا يستسلم ولا يساوم على حقوقه.. هذا العام امتشق الشعب العربي سيف الناصرية بعنفوانه وحطم صنميه الحكام ويحطم الأغلال وينتصب القامة يمشي ويستعيد المبادرة. ورغم عوامل الإحباط وسرقة الانتصارات تظل الذاكرة العربية تستمد منك شموخها ومن سيرتك منهج ومن تاريخك نظرية الخلاص والانعتاق.
تتذكر امتنا أن الناصرية هي خلاص الأمة من الاستعمار وأعوانه من أذناب الرجعية وجرذان الناتو.. نعم تتذكر الأجيال العربية انتصاراتك في معارك العزة والاستقلال في فلسطين وفي كل قطر من أقطارنا الممزقة في طرد الاستعمار بكل انواعه وتحطيم الأحلاف الإجرامية أمثال حلف بغداد وانتصارك على العدوان الثلاثي من خلال تماهيك في الشعب ومعه والتحام الجماهير بك.
أليس أنت من حرر الأمة العربية وساند حركات التحرر العالمية في إفريقيا واسيا وأمريكا اللاتينية من منطلق أنساني سامي مع المظلومين والمقهورين من شعوب الأرض لتجسد رسائل السماء في العدل ونصرة المظلوم وأسست عدم الانحياز الايجابي بعد تأسيس المؤتمر الإسلامي وكسرت احتكار السلاح وأعلنت قيام أول وحدة عربية رغم التأمر عليها من قوى الشر والعدوان أعداء الحرية والوحدة، ورغم الانفصال الذي حدث ظلت ولازالت الوحدة مرددة الأناشيد متخذة رؤيتك الوحدوية برنامج ومنهج كل القوى العربية الحية وفي طليعتها القوى الناصرية التقدمية.
نعم أبا خالد يا رمز الشموخ ومصباح الحرية ونبراس الثورة ستظل ذكراك العاطرة ملهمة الحالمين بغد عربي مستقل من التبعية والتخلف فلم ولن تنسى الأجيال تجسيدك لأحلامنا وأمانينا فلازال السد العالي والتصنيع الحربي والنهضة الاقتصادية التي عاشتها مصر ناصر خير شاهد ولازال العمال والفلاحين يقدسون تاريخك المحفور في الذاكرة.
إن الإصلاح الزراعي ومجانية التعليم والصحة والمشاريع المختلفة لم تمح من الذاكرة ورغم المؤامرات الكبرى والمطامع المختلفة يظل تاريخك النضالي خير حافز لهذه الأمة لثقتها أنها سوف تنتصر كما علمتنا أن النصر آت لا ريب فيه وان الأمة العربية حية لا تموت رغم كبوتها يظل الإيمان بالانتصار مسالة وقت ليس ببعيد لتنجب الأمة كما قال البرد وني ناصراً أخر وانتصارات بلا آخر.