الرئيسية المقالات مدارات الانفراد والسيطرة.. خطر الأمة المقبل
الانفراد والسيطرة.. خطر الأمة المقبل
عمر الضبياني
عمر الضبياني

بات من اليقين القول ان التيار الاسلامي المتطرف خطر قادم على الامة العربية.. وذلك ما اثبتته الشهور القليلة الماضية  بعد ان امسك مقاليد الحكم في بعض دول الربيع العربي  وخاصة مصر العروبة وانفراده بالحكم والسيطرة على الدولة بكل تفاصيلها ومؤسساتها حتى انه اصبح لا يمكن ان يتوظف فراش في مكتب دون موافقة الجماعة وكأن الدول اصبحت ملك لأحزابهم وليس لوطن ومواطن فيه كل مكونات المجتمع ومن مختلف التوجهات والديانات.

وبالطبع فان مثل هذه الممارسات لا لعلاقة لها بالإسلام وقيمه النبيلة ومبادئه العظيمة، كون الاسلام يمثل روح التعاون والتكافل في اطار المواطنة المجتمعية ودولة يسودها العدل والمساواة من خلال عدالة الحكم وقابليته للتعايش السلمي من خلال تجسيد روح الاسلام في القيم والعدل وأعمال الخير وعدالة التوزيع وإشراك الشعب في الشورى والحكم، وليس استغلال الشعب ودغدغة عواطفه باسم الدين لجباية امواله حتى مسميات عدة ليس اقلها فلسطين او الجهاد او غيرها من المسميات للمتاجرة حتى بكتاب الله، مستغلين تخلف الشعب العربي وايمانه الصادق وصوروا كل من سبقهم بالكفر والفجور والعمالة لهذه الجهة او تلك والخروج عن كتاب الله وسنة رسوله علية افضل الصلاة والسلام وأنهم ظلموا في سبيل الله ونصرة اخوانهم المسلمين في كل مكان في المعمورة دون التطرق لإخوانهم في فلسطين الاسيرة ولبنان الصامد ! بل انهم طرحوا حتى الجانب الاخلاقي في افكار كنا نشاطرهم فيها وقلنا اننا والتيار الاسلامي اصحاب المشاريع الحضارية المستقلة وان الخلافات الفكرية تعتبر فضيلة لتصحيح اراء اكثر ايجابية ولم ندرك انهم يستخدمون فثاوي خاصة بهم بمصطلحات مختلفة مثل التقية والنية في الصدق بعد الكذب! وهذا يجوز لهم ولا يجوز لغيرهم ! وعندما كان حضورهم في ثورات الربيع العربي متأخر كثير بكونهم اخر من حضر وأول من غنم. علموا ان الشعب العربي عزم على التغيير وان التراجع مستحيل والنصر اكيد فوظفوا اساليبهم التنظيمية والديناميكية بصورة ذكية في حشد طاقتهم مستغلين المساجد ومراكز الدعوة وما كسبوه من سالف الزمان من اموال اليتيم وذهب النساء لحملاتهم الدعائية وساعدهم ايضا خلافات التيارات القومية وعدم واحديه الاداة مع شباب الامة وهذا ساعد في انتصاراتهم في اكثر من قطر اضافة للدعم الغربي والرضى الاسرئيلي عنهم.

وعندما حكموا اكثر من قطر قلنا خيراً وهم قوة سياسية وفازوا بطريقة ديمقراطية ومن حقهم ان يحكموا خاصة وهم يبشرونا بالفردوس والإيمان اكثر من 60 عام بدل جحيم الحكومات الكافرة الدكتاتورية واستبشرنا خيرا بان يخلصونا من الفساد وتحرير الامة والوحدة مع باكستان وكشمير والقوقاز ومع كل اخوة الشهادة اما الوحدة العربية فهي كفر وحرام وينقلونا لمجتمع الفضيلة والتقوى ولم نسمع نصائح اكبر مفكري الامة ان التيار الاسلامي ينظر للقومية العربية انها العدو الرئيسي وليس الكيان الغاصب! ولم تكتمل فرحتنا حتى وجدنا الربا الذي حرموه حلال لضرورات عندهم فقط والمراقص والملاهي مسالة عادية وفلسطين فتحوا المعبر لدخول اعلاميين! ومحاصرة المقاتلين وصندوق النقد مقبول والعدو القومية العربية ورموزها وفلسطين احراج لأمريكا الداعم الرسمي لهم ! والعلاقات مع اسرائيل طوروها بأندية ثقافية ودعوة لتعاون وتبادل التهاني، واقصاء الاخرين واجب لأنهم بعيد عن الجماعة وقراراتهم الاهية لا تناقش وقتل في مظاهرة واحدة اكثر من قتل الدكتاتوريات السابقة في سنوات ووحدة مصر الاجتماعية في خطر والسودان قسموه ! واليمن تقاسموه والبقية تأتي كل هذا بفضل السرطان المتأسلم.

إقراء أيضا