بعد انقطاع طويل عقدت اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري دورتها الاعتيادية يومي الاربعاء والخميس الماضيين في ظروف استثنائية يمر بهاء اليمن والوطن العربي
وفي ظل الربيع العربي ودوامة الصراع الذي خلفته الانظمة المخلوعة تكتسب دورة اللجنة المركزية للتنظيم الناصري في اليمن اهمية استثنائية انطلاقا من الحضور المحلي والعربي للتنظيم الناصري كأحد التيارات القومية العريقة التي كانت السباقة في اشعال شرارة الثورات ضد الانظمة الرجعية منذ ازل بعيد .
وما لا يمكن انكاره ان التنظيم الناصري في اليمن يتمتع بالوسطية والاعتدال فضلا عن الالتزام النضالي من اجل وفي سبيل الوطن اولا وثانيا وثالثا دون تحول في المواقف او تبديل للمبادئ والقيم الوطنية التي انتهجها ولا يزال. ولقد كان التنظيم الناصري السباق في رفض النظام البائد وكانت له ثورته الاولى ضد صالح ونظامه البائد من خلال ثورة 1979م والتي قدم الناصريون في اليمن كوكبة من خيرة رجالات البلد آنذاك. وبين الاخفاء القسري والاعدامات الجماعية والنفي والحصار تعرض الناصريون لمحاولة تصفية جماعية من قبل صالح ونظامه البائد الذي لم يدخر جهدا في تفتيت التنظيم الناصري بشتى الطرق والوسائل وفرض حصار جماعي على اعضاءه وقياداته بالتهميش والاقصاء والتفريخ .
واليوم وبعد ان رحل صالح ونظامه الى غير رجعة على الناصريين الذين قدموا ابلغ الدروس والعبر في الصلابة وثبات المواقف والمبادئ ان يعيدوا ترتيب بيتهم الناصري وان يلتفتوا للقضايا العديدة المؤجلة والمرحلة منذ عقود كقضية المختفيين قسريا والكشف عن جثامين شهداء حركة اكتوبر 78م. وكذا ترتيب العودة للقيادي الناصري عبدالله عبدالعالم – نائب رئيس الجمهورية السابق- الذي لا يزال يعيش في المنفى منذ نهاية عقد سبعينات القرن الماضي، وكذا المناضل الناصري الكبير عبدالله سلام الحكيمي واخرين غيرهم ممن يحفل رصيدهم النضالي بالمواقف الوطنية الثابتة .
ان الكشف عن جثامين شهداء اكتوبر 78 من اولويات العمل التنظيمي ويجب ان تكون على راس اولويات التنظيم وممثليه في مؤتمر الحوار الوطني، كما هو الحال بقضية البحث عن المخفيين قسريا، وتعويض اسر الشهداء والمخفيين التعويض العادل معنويا وماديا وقبل ذلك جنائيا .
ومن اجل استمرار مسيرة التنظيم الناصري لا بد من ابتكار اليات تنظيمية تتواكب مع التحول الثوري والتفاعل الخلاق مع الربيع العربي، واستيعاب الشباب الناصري في قيادة التنظيم لرفده بدماء جديدة قادرة على العطاء والابداع .
قد اختلف مع البعض في الدعوة لتأجيل المؤتمر العام الحادي عشر للتنظيم للظروف التي تعيشها البلد والانشغال بمؤتمر الحوار كاهم استحقاق وطنيـ لكن ذلك لا يعني التوقف عن التحضر والتعديل في اللوائح الداخلية للتنظيم لما من شانه استيعاب التغيرات والمتغيرات الجارية في عالم اليوم. وما اجزم به هو ان قيادة التنظيم وكافة كوادره واعضاءه قادرون على العمل الجماعي الايجابي وتجسيد روح الديمقراطي وتبادل المواقع القيادية التي ينفرد بها الناصريون في اليمن بين مختلف الاحزاب والقوى السياسية في البلد .
كاتب يمني مقيم في امريكا