إعلام الفتنة
د. عبدالعزيز المقالح
د. عبدالعزيز المقالح
 

عنوان هذا الحديث مستمد من أحدث الشعارات السائدة والمرفوعة في أكثر من مكان من الوطن العربي، لمواجهة المستوى الإعلامي الهابط والمنطلق خارج كل الضوابط الوطنية والأخلاقية والقومية، وخارج القواعد والمعايير المتفق عليها في دنيا الإعلام الشريف والمسؤول .

وهو إعلام - كما يقول عنه منتقدوه- مأجور ومدفوع الثمن، ومهمته تمزيق آخر الخيوط في التجانس الاجتماعي والفكري الذي كان ولايزال يجمع العرب من المحيط إلى الخليج . وهو لا يألو جهداً في الانقضاض على المقومات الأساسية للمعاني الكبرى التي تقوم عليها الأمم مع إصرار على تدمير الحاضر والماضي، والرقص على جثث الخلافات الثانوية من أجل حفنة من المال المشبوه والاستضافة المؤقتة أو الدائمة في أفخم الفنادق وأعلاها أسعاراً .

ومن حسن الحظ حظ الإنسان العربي وأمته أن هذا النوع من الإعلام المشبوه مكشوف وكلماته تنزلق بعيداً من العقل والوجدان، ولا تترك أي أثر يذكر في وعي الناس حتى أولئك البسطاء الذين يتعاملون مع الكلمة بثقة مطلقة من حيث إنها مكتوبة ومطبوعة وتصدر في صحف يومية أو أسبوعية، لا تفتأ تتعرّى وتفضح نفسها وتمكن القارئ من إدراك هويتها من خلال سطور قليلة .

ولا يختلف الحال فيما تنشره بعض الوسائل الأخرى كالقنوات الفضائية والإذاعات ومواقع الإنترنت التي جعلت الملايين تحجب ثقتها بهذه الوسائل أيضاً وترى فيها عدواً لدوداً لقيم التعايش والتسامح في المجتمعات العربية، بما أشعلته من نيران الخلافات وابتكرته من وقائع وأحداث من شأن الاطلاع عليها أن يهدم الجسور ويزرع النفور ويقود إلى ما هو أسوأ من الواقع الراهن بانكساراته وتمزقاته .

عن الخليج

 

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي