الرئيسية المقالات مدارات في ذكرى النكبة
في ذكرى النكبة
الخليج الإماراتية
الخليج الإماراتية

في ذكرى النكبة نقلّب المواجع على امتداد خمسة وستين عاماً، نفتح الدفاتر وصفحاته السود المملوءة بالدم والمجازر والخراب والشتات الممتد على مساحة العالم .

نفتح الكتاب صفحة صفحة، فتتراءى أمامنا أهوال ما حل بشعبنا الفلسطيني على يد شذّاذ الآفاق الذين جاؤوا محمولين على ظهر مؤامرة حيكت بعناية، وطرّزها الغرب الاستعماري على مدى سنوات بدم الفلسطيني والعربي لإقامة كيان عنصري غريب يعتنق الحقد والكراهية مبدأ، مستنداً إلى أساطير شيطانية تسلب حق الإنسان وأرضه وتستبيح كرامته .

كلام كثير يقال في الذكرى، عن أهل القضية والمؤتمنين عليها، عن الأقربين والأبعدين، عما يجري على أرض فلسطين، وعما يجري خارجها، وما يحاك لها وحولها من أفخاخ وكمائن ومن تآمر على حقوق أهلها، ودماء آلاف الشهداء الذين سقطوا على أرضها، وفي ديار العرب الأخرى .

من آخر صفحات دفتر النكبة، نستّل منها صفحات ما يجري الآن على أرض فلسطين وخارجها، حيث يتصارع “الأخوة” على السلطة والمصالح فيما تضيع الأرض من تحت أقدامهم، ويتغول التهويد ويتسع مداه، وتتحول القضية إلى مجرد سلعة يمكن مقايضتها بسلعة أخرى، أو عرضها في البورصة السياسية للمزايدة والمناقصة، ولم تعد قضية وجود وحق تاريخي ثابت لا يقبل المساومة أو التفريط .

وفي صفحة أخرى، يبدو الموقف العربي من القضية، وكأنها تحولت إلى عبء ثقيل حان وقت الخلاص منه، وصار التعامل معها كقضية إنسانية يمكن معالجتها بما تيسر من دعم مالي، وليس بما تستحقه من جهد على مختلف المستويات، وكقضية قومية تستحق وضع كل الإمكانات المتاحة للتعامل معها، باعتبار أن الاحتلال الصهيوني هو خطر يتهدد الأمة في وجودها ومستقبلها .

سنوات النكبة تتجدد، وكتابها يتضخم، وصفحاته تزداد سواداً، والقضية تضيع بين صراع “الإخوة الأعداء” وعقوق الأشقاء، وهمجية الاحتلال وعنصريته، وتآمر من زرع الكيان ويمده بكل أسباب القوة والبقاء .

إقراء أيضا