عيسى محمد سيف
حسن العديني
حسن العديني

(1)

حرضتني مقالة في الجمهورية الأربعاء الفائت على العودة إلى شيءٍ من الماضي، وإن كنت أعتقد أن موضوع المقالة ليس ماضياً بالدلالة المطلقة للكلمة وإنما هو في بعض وجوهه ماثل ومرئي الآن.. ذلك أن التاريخ حلقات متصلة لاتنفك عن بعضها وإن تغيرت الألوان والايحاءات من البريق إلى الظلال ومن الأسى إلى العتمة تبعاً لما يتمخض عنه الصراع بين إرادة التقدم وكوابح التخلف، وبمعنى ما فإن الشق الإيجابي في مجمل الأوضاع الراهنة هو طرف باهت الضوء.

من دفق كثيف تجلى في ذلك الزمان. إن الوحدة بوضعها المنهك والديمقراطية بشكلها المهلهل هما حاصل تراكم نضال وتضحيات القوى الوطنية وليس من فعل الهمجية القبلية التي تصدرت المشهد، وبمعنى آخر فإن الحوادث المزلزلة التي هزت البلاد منذ اغتيال إبراهيم الحمدي ومقتل سالم ربيع علي وإعدام قادة حركة 15أكتوبر ما تزال تداعياتها تتتابع حتى ليجوز القول، دون تجنٍ على التاريخ، إن أسوأ الفظائع في اليمن اليوم هي ثمرة طازجة المرارة للبذر الخبيث الذي ألقاه أعداء اليمن على تربتها في تلك الأيام السوداء من عامي 1977 - 1978م. وكذلك فموضوع المقالة راهن وماثل من زاوية اقترابه من مرض مستعصٍ في اليمن وهو ضمور الذاكرة الوطنية بما يعنيه من انقطاع عن التاريخ وقطيعة معه.

المقالة المحرضة كتبها الأستاذ محمد ناجي أحمد عن كتاب وضعه الأستاذ/عبدالله عبدالقادر الأغبري عن«عيسى محمد سيف».

ومحمد ناجي ناقد لديه الكثير من ملكات التفكير وأدوات البحث بما ينبىء بمفكر قادم إذا تابع وثابر على هذا الدرب ونجح في اجتياز المضيق الخانق الذي يصيب ذوي المواهب في اليمن بالشيخوخة والجدب المبكر، وعبدالله عبدالقادر مناضل وسياسي مثقف عركته الأحداث إلى درجة الإعياء وصهرته التجربة الحزبية حتى غيض في رماد المآسي الوطنية.

وأما عيسى محمد سيف، فهو بالحق كله وبالصدق أجمعه قائد ناصري كبير وقائد حركة أكتوبر بحسب عنواني الكتاب الرئيسي والفرعي، لكنه يفوق هذا كله ويتعالى فوق الأوصاف والصفات وبلاغة الكلمات التي تقال في أفذاذ الرجال.

لسوف يتضجر من لم يعرفه مما يظن أنها مبالغة في التقدير والتمجيد، لكن الذين عرفوه سيتأسفون من عجز التعبير عن استيعاب القيمة والقامة، وسوف يقولون إن الكلمات التي لم أقلها والكلمات التي لم يخترعها العقل بعد هي الأروع والأصدق دلالة، ولو استطعت أن أدنو من الإصابة لقلت إنه لو قدر لمشروعه النجاح لحفر مجرى آخر للتاريخ في هذه البلاد وفي محيطها الداني والقاصي.

أنا والكلمات عاجزة، فقد كان من حُسن الصنع أن يكتفي صاحب الكتاب باسم عيسى عنواناً ففيه الحمولات والمعاني كلها.

على أنني لست في مقام صاحب الحق في إطلاق الأحكام حتىأشهد للناقد وأزكي المناضل وأصعب منه أن أسبح في بحر الأضواء المبهرة التي أشعت من تلك العبقرية وليس هدفي الأساسي أن أعلق أو أعقب وإن كان فيما كتب ما يوجب ويستدعي، إلا أنني سأرجىء إلى مابعد الإفضاء باليسير من مخزون الذاكرة، وأزعم أن فيها الكثير، وهذا الكثير على أي حال إنما هو غرفة كف من نهر دافق، فلم يكرمني الحظ مثلما فعل مع آخرين عاشوا معه وعايشوه شهوراً وسنوات، وما ذهبت للدراسة في مصر إلا بعد أن استقر في صنعاء ثم مارجعت صنعاء إلا بعد أن غاص في الشهادة، لكن لقاءات عديدة جمعتنا في تعز وصنعاء والقاهرة تكفلت بتكوين الصورة، إنما ما الحاجة للرفقة الطويلة لكي تعرف امرءاً يأسر من اللحظة الأولى، وبعد ذلك فقد كانت عصارة فكره زادنا الأسبوعي في الاجتماعات التنظيمية.

ولئن لم يكرمني الحظ، فلاشك عندي أن الصديق الأستاذ سمير اليوسفي سوف يتفضل كريماً بإتاحة النشر لما قد يبدو للبعض اهتماماً يخص الناصريين وحدهم وماقد يراه آخرون نوعاً من الذكريات والسيرة الشخصية، بينما أعتقده شديد الارتباط بتاريخ اليمنيين وبهمهم الحالي.

وإن أستعيد وأتذكر فلن أبدأ من معرفتي الأولى به في تعز سنة1971م وكان لم يزل طالباً في مصر وكنت في السنة الثالثة إعدادي، حتى انتهي مع صوته في المحاكمة فارساً من نبلاء القرون الوسطى الذين يجمحون إلى الموت بكبرياء وكرامة. سأبدأ بملامة مريرة قالها الدكتور«عصمت سيف الدولة».

وكان مساء قاهري دافئ صيف 1980م وقصدته مع الصديق «غازي أبوبكر» في مكتبه بمبنى عريق من مباني وسط القاهرة بشارع قصر النيل على ناصية قريبة من ميدان طلعت حرب، إنه مكتب للمحاماة يديره الدكتور عصمت، ولكنا جئنا نطلب المفكر عصمت سيف الدولة لاستضافته في المحاضرة الأسبوعية برابطة طلاب اليمن بالقاهرة. ولتقديم نفسينا بادر غازي وقال يا «أخ عصمت» واستسمحه بأن نخاطبه مجرداً عن الألقاب والصفات، فقد كانت هذه سمة يمنية قبل إعادة إحياء مفردات صاحب المعالي والدولة والفخامة وقبل أن تنهمر الشهادات العليا عندنا حتى كتب على أمثالي أن يصحح لبائع القات ونادل المقهى وعابر السبيل «لا، لست دكتوراً».

لم يوافق الدكتورعصمت«لا يا ابني.. يبقى إيه الفرق بيني وبين السمكري وسائق العربية»

لبثنا وقتاً غير قصير في حديث عن أمور شتى وتكلمنا عن أحوال اليمن والناصريين وحركة اكتوبر وقال عصمت:«عيسى ليه عمل بنفسه كده.. حرام عليه.. ده عيسى خساره على الأمة العربية، إزاي محسبهاش صح، حتى لو نجحت الحركة، ماكنش شايف إن السعودية قدامه في الشمال والماركسيين في الجنوب وكلهم مش حايسبوه».

إن كانت هذه شهادة مفكر عرف عيسى وأصغى له وحدثه، فالحكاية الطريفة الآتية لاتخلو من معنى ، وصاحبها مصري بسيط «العم هارون» الفراش والحارس لمقر رابطة طلاب اليمن في القاهرة.. قدم لي هارون صينية عليها فنجان قهوة وكأس ماء «تفضل القهوة والماء النقي» قالها بنبرة خطابية ورفع قدمه وضرب الأرض. علقت«الدكتورالشهاري» وكان الدكتورمحمد علي الشهاري-رحمه الله- يتردد على الرابطة محدثاً وسامعاً في الندوات الثقافية فإذا تكلم حرك جسده وأطلق الإشارات من يديه وضرب الأرض بقدمه على طريقة زعماء الثورة البلشفية «لينين وتروتسكي تحديداً». وقد وافقني هارون على أنه يقلد الشهاري وتابع «عاد في عيسى.. تعرف عيسى.. ده كان بحر لا يعام لما يتكلم يجبها من الفراعنة والألمان.. هو يعرفهم منين، هو عاش معاهم وإلا إيه».

خسارة على اليمن، خسارة على الأمة العربية، هل أوفاه عبدالله عبدالقادر حقه؟

يكفيه أنه كسر الاهمال، لكن هل تتيح لي الجمهورية وبإذن سمير اليوسفي بأن أواصل.. سأحكي ما أسعفتني الذاكرة.

(2)

عاتبني غازي قال: لكني اعتذرت منه وقلت إننا هكذا في اليمن نخاطب الناس بأسمائهم وأشخاصهم, ولا نولي صفاتهم وألقابهم أهمية، حتى مراكزهم ومواقعهم لا تعنينا إلى درجة أننا نذكر رئيس الجمهورية باسمه مجرّداً، وقال لنا عصمت لو تتذكّر مازال عصمت دون لقبه العلمي، هذا هو الفارق الحضاري، فكلما ارتقت الشعوب في سلّم الحضارة راحت تضع الناس في مكانهم وتقدّر مكانتهم.

أضاف غازي: لقد شتمني بأسلوب غير مباشر وبلغة مهذّبة وبما يوحي، دون أن يفصح، أن للأشخاص حقاً في المكانة والمهابة.

اعتذرنا للدكتور “عصمت سيف الدولة” مأخوذين بترحيبه لنا وإكباره ذاك الذي ظننا أننا جزء منه بعد أن قضى ورحل عن الدنيا “عيسى” فقد أفاض في وصفه وألقى عليه أبلغ الكلمات وأجل المعاني وأعظم، إنه صاحب المكانة الرفيعة والمقام الباذخ، فكراً وإلهاماً وعقلاً متقداً.

اعتذر لنا عصمت عمّا جئنا نطلب، وأوصانا بالقراءة، وإذ ألححنا عليه من أجل تحريض الذين لا يقرأون؛ أحالنا إلى الدكتور “يحيى الجمل” وذهبنا إليه في مكتبه القريب من مكتب “عصمت” وأخبرنا أنه يقضي إجازته خارج البلاد”.

قد يكون مناسباً الإفضاء برأي عصمت سيف الدولة في أسماء كتّاب ممن يرون فيهم أبناء المدرسة القومية وروّاد فكرها ومنظريها، ساطع الحصري وقسطنطين زريق، والتابعي عبدالله عبدالدائم وعبدالله الريماوي وإلياس مرقص ومطاع صفدي لم يزد غير التقدير وإن قال: “ليت مطاع صفدي يكتب لنا ما نفهمه”.

وعصمت يفهم بالتأكيد كله لكنه يتمنّى على مطاع ألا يرهق الشباب المبتدئ، إن عصمت أكثر عمقاً بما لا يقاس ولكنه بلغة بليغة وأسلوب بديع يوصل القارئ إلى ما يريد، وأما مطاع فيحاول أن يتفوّق على المتقعرين، وبينما يختصر الماركسيون العرب مفهوم إضفاء الديمقراطية على العمل السياسي “بدمقرطة” كما يقولون عن فكر وثقافة وتقاليد “القرون الوسطى” بـ“القرووسطية”يزيد مطاع الصفدي فيقول «الدقرطة» وحين يشير إلى الحركة الطلابية يأبى إلا أن يكتبها “الحركة الطالبية” وهو في تقدير دورها يقترب من “هربرت ماركيوز” بين الثورة الشبابية وصاحب تطوير دور البروليتاريا حسب ماركس إلى المهمشين وسكان الصفائح.

ما عليّ الآن.. إنما ترجعني نصيحة عصمت بالقراءة إلى ما كان “عيسى” يحثُّ عليه ويشدد، قبل ذهابنا إلى مصر للدراسة التقانا غازي وأنا في منزل شديد التواضع يستأجره أعضاء في التنظيم بالصافية جوار مقبرة الشهداء المصريين وأراد “عيسى” إرشادنا إلى ما يتوجّب أن نفعله في سنوات الدراسة الأربع، وأجزم أنه كان على علم بالمجال الذي سنتخصّص فيه لكنه سأل، ولما أخبرناه تمنّى لو نلتحق بكلية الإعلام؛ لأن حضورنا فيه ضعيف كما قال، والاستئثار فيه للماركسيين والملكيين، وبهذا التأثير نصحت فيما بعد “محمد شاهر” و“جمال الدبعي” بدراسة الصحافة.. وكان الأول متعثراً في دراسة الطب والثاني أرسل لدراسة الهندسة على غير هوى منه.

سألني “عيسى” عن أسلوبي في الكتابة فلم أتواضع أو أدّعي.

قلت “لا بأس” ونظر إلى غازي: “أسلوبك ممتاز إلا في المقال ـ ذكر عنوانه ـ كان أقل مستوى”، بعد خروجنا أخبرني غازي أن المقال ليس له، وأن كاتبه زميل ثالث أعد ذلك الأسبوع موضوعين لصحيفة «مأرب» ولم يرد أن يتكرّر اسمه فاستعار اسم "غازي" واندهشت لاهتمام “عيسى” بما يكتبه طلاب في الثانوية وقدرته الفائقة على التقييم والتدقيق في الفكرة والأسلوب، وسوف يقول لي مفيد عبده سيف قبل حين قريب، ألا تتذكّر جلستنا مع “عيسى” في منزل “عبدالكريم العديني” وكنا مشدودين إليه مدهوشين.. ولم أتذكّر، قال مفيد كان معنا “محمد علي الربادي، وصهيرك “عبدالله عبدالوهاب الشلفي” استيقظت ذاكرتي واستعدت مجلس محمد الربادي في الزاوية من المكان.. تذكرت أنني في حديث منفرد معه ذلك عرفت أن له صلة ما بحركة 1948 وما كان وجهه وهيئته إلا موحيين بشباب وحيوية لا تعيده إلى ذاك التاريخ السبق لولادتنا بسنين؛ ولكني وأيم الحق لم أتذكر من حديث “عيسى” شيئاً من ذلك الذي “شد وشده” على حد تعبير مفيد.

إنما في جلستنا مع عيسى ـ غازي وأنا ـ قبل السفر إلى مصر أوصانا بما يتعيّن قراءته ووضع لنا مخططاً للتثقيف نلتزم به خلال سنوات أربع، وليس في التفاصيل ما أقوى الآن على استدعائه من الذاكرة فأكثرها انحاز في ظل من زاويتها، إنما أقدر على التأكيد أنه جعل سنة لقراءة التاريخ العربي والإسلامي، وثانية لتاريخ أوروبا، وثالثة للفلسفة ورابعة للفكر السياسي، لا أستحضر الترتيب وما بقي في الذهن أنه أجمل في النهاية بأن هذا سيشكل أرضية معرفية تعينكم على أن تبنوا فوقها بعد عودتكم، وأقر أننا لم نلتزم بالمخطط فقد أخذنا بما كانت تقع عليه أيدينا، وكان غازي أشد فهماً مني وأميل إلى الفكر القومي والدراسات الإسلامية واستهوتني الماركسية وتطور الفكر الاشتراكي والدراسات السوفيتية، ثم إنني كنت مولعاً بالأدب، وكان عيسى يشجعني عليه في كل لقاءاتنا أثناء زياراته المتفرّقة إلى مصر.. وأدعي أنه كان يجلس معي منفرداً على ناصية قهوة “زهرة الميدان” ويتبادل معي أحاديث شتى في شؤون الفكر والثقافة كما لو أنني ند لا قارئ مبتدئ، وجعلني أميل إلى الرواية والشعر والنقد الأدبي، لأن السياسي كما قال لي مرة بحاجة شديدة إلى الأدب والفن. الرواية تحديداً ـ كي يخصب خياله فيمتلك القدرة على التصوّر والتنبؤ، وكانت له جمل قصيرة ودالة سأروي بعضها فيما بقي في الذاكرة من الدراسات الفكرية والتنظيمية والتحليلات والرؤى السياسية. مرة ذكرت أمامه “غادة السمان” فعلّق “ إنها نزار الجنس الآخر”.

لن أحكي تفاصيل عن عنايته بالحياة الشخصية لمن يعرف، وهو سألني ونحن جالسان في المقهى: “أنت ومن ساكن؟” قلت: “مع محمد شاهر” ولم يكن هذا قد انتسب إلى التنظيم، استفسر أخباره بحميمية وأوصاني بمعاملته خير الوصايا، وإذ أضيف فذاك “حسن الحبيشي” دون أن يعاتبني ابنه الصديق “محمد الحبيشي” المخرج في التلفزيون.

كان «حسن الحبيشي» متزوجاً من سيدة مصرية كريمة ساكناً في شارع السبكي بحي الدقي، ولم يكن له مصدر دخل سوى ما يلقاه جزاء مساعدة القادمين من اليمن، طلاباً وسياحاً وطالبي علاج، يأخذ جوازاتهم لتسجيلها في إدارة الجوازات بالمجمع الحكومي في التحرير مقابل جنيه، مصدر يكفل أسرة من عائل متأنق ذي هندام أنيق ومظهر أرستقراطي، ورجع عيسى إلى اليمن وتوثقت صلته بإبراهيم الحمدي، وتذكّر ذلك المكافح النبيل وحصل له على وظيفة في الملحقية الثقافية...

ولو استرسلت فلي منه مودة سيأتي عليها القول ، غير أني أتوقف أمام شيء على غير صلة ، وكنا في مصعد احدى العمارات بحي العجوزة ذاهبين الى اجتماع تنظيمي ، قال عيسى وهو يتأمل وجهه "تجاعيد في سن الثانية والعشرين " وعدت الى لقائنا الأول في مقهى بشارع 26 سبتمبر بتعز قريبا من فندق الوحدة جوار صاحب الحلاوة الشهير (لا اعرف اسمه) .." عندك كم سنة يا حسن ؟ " " 16" رد زي القاحلي ، هو كذالك لديه شعرة نابتة في ذقنه .. وسألته عن القاحلي فقال هو اخوه عبدالله اكمل الاعدادية في مصر .. وعبد الله القاحلي درس الطب في القصر العيني .. ذكيا متفوقا لا يغلبه احد في لعبة الشطرنج .

من فرط اعتداد القاحلي بنفسه لم يلتزم للتنظيم حتى لا يقال انه انتماء بالتبعية ، حتى اذا اعدم اخوه تولاه حزن كظيم فأنكفأ على نفسه واحتبس في شقته المؤجرة بالمنيل .. وقد حاولت ان اخرجه من محبسه النفسي بعد رجوعي الى القاهرة عقب سنة وتزيد من حركة 15 اكتوبر كان رفيقه في السكن الدكتور عمار هاشم طالب . قلت اقنعه انه قد يصبح مثالا آخر من لينين العظيم ، فان قائد الثورة البلشفية شهد مصرع اخيه بأيدي الحكم القيصري سنة 1880 م ولم يبرح "فيلادمير ايليتش" الذي سيسمى لينين فيما بعد العاشرة من عمره وبعد فتوته التحق بحزب العمال الديمقراطي الاجتماعي – حزب اخيه وقاد الثورة العظمى – ولم افلح في المسعى ، ولم ينج عبدالله القاحلي من يد المخابرات اليمنية التي وصلت اليه في مسكنه بالمنيل فاصبح ائر بعد عين .

في الاجتماع اردت ان استفزاز المفكر في عيسى وسألته عن الناصرية ، وأوحيت له له ان لدي قلقا فكريا ، وكان بي هوى ماركسي يعرفه مما يصله عني وما يسمع مني من الشطط .

نحن في اجتماع مستوى قيادي والتحضير جار للمؤتمر الوطني العام الخامس باشراف مندوب القيادة التنفيذية العليا "عيسى محمد سيف " والحاضرون احمد سلام سعيد وسلطان محسن سلام الضابط الكبير في الجيش والفنان التشكيلي الموهوب الدارس في كلية الفنون الجميلة وعبد الباري مقبل شقيق عبد ا لسلام مقبل نائب وزير المالية (الوزير فيما بعد )

وحسين هيثم الطالب في كلية الحقوق الذي سيستقر بعد التخرج في دولة الامارات العربية المتحدة وانا .

اخذني عيسى باجابته الرشيقة الذكية والمكثفة ، فالعقيدة السياسية فيما حكى ذالك المساء هي مذهب ومنهج ونظرية والناصرية في امر المذهب لا تتوقف امام السؤال الفلسفي القديم عن اسبقية المادة والفكر وليست معنية باجابة الفلاسفة المثاليين من قبل افلاطون حتى هيجل ولا هي مع الماديين منذ هيرقلطيس حتى فيور باخ وكارل ماركس الذي مزج بين  مادية فيور باخ وجدلية هيجل مبتدعا المادية الجدلية ولما طبقها على التاريخ فقد اطلق على منهجه المادية التاريخية ثم النظرية الاشتراكية التي توصل الى الشيوعية .

قال عيسى ان السؤال عن الوجود والكون لا يشغلنا لاننا نؤمن ايمانا لا يتزعزع بالله ورسله ورسالاته .. وعن المنهج فان الناصرية تؤمن بان الانسان قائد التطور .. وفي النظرية حوم بي في ادبيات قبل ان يتوقف عند ادارة جمال عبد الناصر للصراع وكعادته كان ينتهي من اللغة الرفيعة غير المتكلفة الى اللهجة القروية فقال " اقرأوا أقرأوا .. تشتوا تتعمروا من مأتين سنة على شان تتثقفوا " .

ذهبنا الى مؤتمر الفرع في منزل محمد الاهنومي وزير الداخلية العتيد في عهد السلال .. وسيكون هناك حديث عن ابراهيم الحمدي وعن علاقته بالتنظيم ، وكنت السائل وعيسى المجيب في لغة ينحتها كمثال عظيم .

في هذا المؤتمر ستحدث سيئة تودي بين اشياء اخرى ، بابراهيم الحمدي انتظروني اقول لكم .

عن صحيفة الجمهورية

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي