الرئيسية المقالات مدارات بين مئزر ومشده .. هناك فرق!!
بين مئزر ومشده .. هناك فرق!!
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش

كتبت على الفيسبوك تحت بند: ماذا يخطر في بالك؟ - هناك فرق بين مئزر ومئزر بمن يلبس .. وبين كوفية وأخرى بما تحتها , تعليقا على صورة أهدانيها سوراج الهندي لزعيم الهند نهرو ووالدها ومحررها العظيم غاندي, 71 صديقا أعجبوا, واثنين علقا, الأول سعيد الشرعبي زميلنا قال : هذا الزعيم غاندي الذي دوخ الانجليز, كان هذا لبسه, ولكن ترك الهنديات يلبسن الحرير, وصديق العمر أحمد محمد علي عثمان أثنى على ( تجليات ابن الشيخ قاسم بجاش).

لا أدري لم استحضرت في هذه اللحظة صورة المهاتما بمئزره ومعزته , ونهرو بكوفيته المائلة, وكليهما تعيش الهند العظيمة بروحهما العظيمة وعظمتهما وما أنتجته بذرة غاندي ورعاية نهرو لها حتى تركها سنبلة بحباتها , وإذا كان لي أن أنصح فليبادر كل شاب - أما السياسيين إذا جاز التعبير والحزبيين فمغرورين - إلى الحصول على فيلم غاندي وليشاهده ويري صاحب العنزة المحامي المغمور في جنوب أفريقيا ما الذي حقق للهند وكيف قادها , وإذا أراد فليتبع ذلك بالقراءة عن نهرو العظيم .

الهند العظيمة اليوم بمسلميها , وهندوسها , وعبدة الأبقار , ومن يسجدون لنهري السند, والجنج, ومن يسجدون لبوذا والشجر, رئيسها هندوسي , ورئيس وزرائها قد يكون مسلما , من انديرا إلى عبد الكلام , وعدد الـ 600 مليون تأتلف الهند العظيمة تحت تجربة تعايش لم يستطع محمد علي جناح أن يؤسس لها دولة في باكستان , و(الفدرة) التي ذهبت منها بنغلاديش بقيادة مجيب الرحمان!, وأنظر فصاحب يكروسوفت يستثمر في الهند , وفي الباكستان يستثمر التطرف والتعصب!.

أن استحضر أو غيري المهاتما غاندي هذه اللحظة فلحاجة الوطن العربي وبلادنا أوله إلى زعيم يحمل لواء التغيير مشروعا يخرج هذا الوطن وهذه البلاد من عثرتهما !! . أقسم بكل القيم أنني أضع يدي على قلبي منذ أن سمعت خطاب نصر الله وجواب شيخ السلفيين في لبنان , وكبر أمامي السؤال: ما القادم وما شكله ولونه إذا ارتصينا تحت لواء المذهبية أو الطائفية سنة أو شيعة, زيدية أو شافعية , مالكية أو حنبلية؟ لا أدري لم رددت في أعماقي نداء عظيم : لست شيعيا ولا سنيا ولا زيديا ولا شافعيا , أنا إنسان.

في نهاية الملحمة العظيمة لغاندي ظل أيامآ يحاول إقناع محمد علي جناح: لا تقسم الهند تعال أحكم أنت المسلم فرفض جناح وانتصر الاستعمار في باكستان!, هذا الوطن الكبير وهذا البلد الصغير بحاجة ماسة لغاندي عربي أو نهرو يصرخ في وجه الجميع : توحدوا تحت لواء الوطن سنتكم وشيعتكم, طوائفكم وفئاتكم .. كونوا فقط خير أمة أخرجت للناس وبمفهوم عصري ... فالقادم حسب مؤشرات ما يجري في سوريا ويمتد إلى لبنان والجوار مرعب مرعب .. ما لم يستحضر اللحظة زعيم كغاندي أو مشروع بحجمه ونهرو .. هل نحلم ???

عن الثورة

إقراء أيضا