الرئيسية المقالات مدارات الناصرية وحركات التقدم العربي
الناصرية وحركات التقدم العربي
د.سعيد مسالمة
د.سعيد مسالمة

استطاعت الناصرية أن تقود حركة النضال العربي خلال المرحلة ما بين عام 1952 – 1970م - المرحلة الناصرية . 
وقد ترجمت مشروع الأمة إلى واقع عملي وفعلي على الساحة العربية , فكانت الناصرية تعبر عن طموحات وآمال الشعب العربي من المحيط إلى الخليج بانتقال المجتمع من حالة التخلف إلى التنمية المستقلَّة, ببناء قاعدة اقتصاديَّة بعيدة عن الوصاية والتبعية وأسقطت جميع الأحلاف التي حاولت احتواء الوطن العربي لوضعه تحت المظلة الأجنبية بعد الهزيمة النكراء للاستعمار الفرنسي والانكليزي بإسقاط الإستراتيجية الأمريكية والسوفييتية بعد الحرب العالمية الثانية لكونها البديل لاستعمار المنطقة فأسقطت جميع أحلافها وعملائها ,داخلياً وخارجياً إلا أن الشرق والغرب تآمر على الناصرية وحاصرها وكان له أخيراً بحرب سنة 1967, ما أراد بالسيطرة على الوطن العربي بفصل ومساعدة القوى الداخلية لإنهاء مشروع الأمة المستقبلي المعبر عن طموحات الإنسان العربي بالقضاء على التخلف والتبعية والاستغلال .
وترجمت الناصرية شعاراتها إلى واقع عملي وفعلي على خلاف ما رفعته الأحزاب والقوى السياسية الأخرى المتخفية وراء شعارات جوفاء مكرِّسة الإقليميَّة والطائفية والعشائرية ,فحققت الناصرية فاعلية الوجود القومي وأدخلت العرب إلى عالم العصر عندما كانت المتحدثة باسم الأمة العربية. فالناصرية كانت استجابة للمرحلة التي وجدت فيها نتيجة الظواهر السائدة في تلك الفترة ,وبالنظر إلى ما كانت إليه أحوال الأمة العربية نجد :
1- الاستعمار بجميع أشكاله يسيطر على الوطن العربي .
2- الصهيونية واستلابها لفلسطين والسيطرة عليها .
3- الإقليمية والطائفية والعشائرية والحزبية .
4- التخلف وما يعانيه الشعب العربي من جهل وفقر وعدم تنمية .
5- الديمقراطية وشرعنتها حسب مفهوم كل فئة ومجموعة .
6- الوحدة العربية شعار يختفي تحته النظام العربي الرسمي والأحزاب العميلة .
7- تخلف بنية الاقتصاد في الوطن العربي في ظل الأنظمة الرسمية .
8- انقسام العالم إلى معسكرين شيوعي امبريالي ورأسمالي .
9- ظهور حركة التحرر العالمية بعد الحرب العالميَّة الثانية .
10- بنية الاقتصاد المتخلف والتبعية للغير .
إن الناصرية كانت تجسيداً واقعياً واستجابة حقيقية لنفل تلك الظواهر إلى حيث الواقع والتطبيق العملي وعبرت عن ذلك من خلال مرحلة النضال والفعل والعمل على امتداد الساحة العربية والدولية .
ولذلك تكون هذه الظواهر ما يدعونا الآن إلى أن نجسد مشروعنا القومي إلى الواقع العملي شكلاً ومضموناً لاستكمال الطريق الذي بدأه جمال عبد الناصر .
تهدف الوثيقة الفكرية الناصرية إلى أن تكون مساهمة فكرية للناصريين ليتمكنوا من السير لمتابعة نضالهم نحو مشروعهم المستقبلي "مشروع النهضة العربية القومي" الذي بدأه جمال عبد الناصر ,وإنَّ هذا العمل يأتي بعدما آلت آلية أحوال الأمة العربية من اليأس والرِّدة التي أعقبت رحيل جمال عبد الناصر والذي كان لأعداء الأمة استلام مقدراتها وترتيب أوضاعها بما يخدم الأهداف الامبريالية والصهيونية العالمية وأمام تلك الظروف التي تمر بها الأمة العربية من الاستسلام والهزيمة تبين أن المشروع الناصري هو مشروع التحدي والتصدي الذي تتبناه جماهير أمتنا من المحيط إلى الخليج فالناصريون لم يكن باستطاعتهم المبادرة والبدء بالعمل لنقل المشروع إلى ساحة العمل الفعال لأن النخبة المسؤولة عن العمل لم تتمكن من تحمل مسؤوليتها وأدائها بالصورة الكاملة أمام حالة الانقسام والتشرذم الذي أصاب ذلك التيار من التمسك بآفاق حزبية إقليمية ضيقة وأفق محدود على المستوى القطري والقومي .
على الرغم من أن الناصرية هي مشروع الأمة المستقبلي لمواجهة المشاكل و التغلب عليها ولكن الناصريون يعيشون التشرذم والتمزق أمام حالة التحدي التي تعيشها الأمة العربية فنعم لوحدة العمل القومي ووحدة التيار الناصري .
وإن الرؤيا الفكرية للوثيقة الفكرية الناصرية تتناول جذور تاريخ النضال العربي منذ قيام الدولة العربية الإسلامية إلى ثورة يوليو مشتملة على وجود الأمة العربية ونضالها المستمر ضد الغزو الخارجي ودور النضال الجماهيري في التصدي للغزو وإجهاض حركته على الساحة العربية مؤكدة وحدة القوى السياسية العربية بمواجهة العدو ومشاريعه في الوطن العربي انتهاءً في فلسطين وما أدت إليه النكبة عام 1948 في إظهار الاتجاهات الثورية والتصدي لأعداء الأمة وما آلت إليه ثورة يوليو 1952 .
بتبنيها لمشروع الأمة الحضاري بقيادة جمال عبد الناصر وإن الوثيقة الفكرية اشتملت في دراستها الأحداث بصدق وموضوعية للوقوف على الحقيقة الكاملة والمنهجية بالدراسة والتحليل.
1- دراسة وتحليل تاريخ النضال العربي .
2- دراسة وتحليل التجربة الناصرية من عام 1952 – 1970 .
3- النكسة والتآمر على الناصرية باستلام أنور السادات الحكم بانقلاب مايو وتصفية الناصرية بمصر وفي الوطن العربي, وموقف الناصريين من تلك المؤامرة والردة .
4- المشروع النهضوي الناصري بجوانبه السياسية والاقتصادية والنظر للوحدة العربية والحركة العربية الواحدة والصراع مع المشروع الامبريالي الصهيوني وفلسطين .
5- آليات الفعل والعمل والتأثير لبناء الناصرية لتغيير الواقع الحالي للأمة العربية .
إن المشروع القومي الناصري بمضامينه وأهدافه هو الأكثر شمولاً وتأييداً من أي مشرع سياسي آخر لكونه الأداة السياسية للفرز السياسي بين القوى السياسية على الساحة العربية ما بين السياسيين التقليديين والتقدميين واليساريين لأنه يعبر عن المضمون الحقيقي لما تعانيه الأمة العربية من مشاكل وذلك :
1- بإعادة توزيع الثروة في المجتمع بما يحقق الكفاية والعدل والمساواة .
2- إعادة توزيع القوى السياسية والاجتماعية المتحكمة بالقرار السياسي لخدمة المشروع الاجتماعي والسياسي .
فالنظام الدولي يشهد الظاهرة الأمريكية الصهيونية بالسيطرة على على المؤسسات الدولية ,والإقليمية وهذا ما يخلق مناطق ساخنة لصراع سياسي وعسكري دولي لفترة قد تطول لسنوات عدة ما دام الخلل قائم في السياسة الدولية ولعدم وجود مشروع مناهض لذلك المشروع لإحباطه بل إلغائه . فالناصرية هي مشروع الأمة المستقبلي لكونه يحارب الإمبريالية والصهيونية ويعمل من أجل السلام الدولي ويقيم علاقات دولية لتحقيق التقدم والاستقلال بإتباعه لسياسة عدم الانحياز والحياد الإيجابي .
فالناصرية ترى صور المستقبل العربي انطلاقاً من معطيات اقتصادية وسياسية وديمقراطية وعلمية وتقنية وعالمية متنوعة .
فالناصرية بفلسفتها وإستراتيجيتها تواجه المخاطرة الكبيرة التي تواجه الأمة العربية وتتصدى لها بمفهوم فلسفي وسياسي وإستراتيجية علمية قادرة على التحدي والإبداع والتجاوز والاستقلال من أجل الحفاظ على الوطن العربي بما يمتلك من حضارة وفكر وتاريخ لأن الناصرية ثورة ديمقراطية قومية اجتماعية تعمل على:
1. التنمية وتحقيق الاكتفاء الذاتي .
2. بناء الاقتصاد وإلغاء التبعية للغير .
3. التوزيع العادل للثروة بين أفراد المجتمع .
4. استثمار الموارد الاقتصادية بالوجه الأكمل .
5. الاستعداد للتحدي الصهيوني الإمبريالي ومحاربته .
6. تصحيح المسار الاقتصادي العالمي وتطويره بما يخدم مصلحة المجتمع العالمي .
فاهتمام الناصرية بالمستقبل ليست للمزايدة والترف الفكري كالقوى السياسية الأخرى المرهونة خارجياً بل ضرورة سياسية بالتركيز على عناصر الحركة العامة بعالمنا المعاصر والتي تفرض علينا عدم الانفصال عن مبدأ التاريخ فعالمنا الحالي سريع التغيير بمعطياته المادية والمعنوية وإن ما يطرح من مشاريع وتنظير تحت شعارات مختلفة ما هو إلا شكل من العودة مرة أخرى إلى إلغاء الناصرية .
فللناصريين مؤتمرهم العام الذي يعتبر المرجع الأساسي والرئيسي لوضع الرؤى المستقبلية على اختلاف الأوجه .
تحية للمؤتمر الناصري العام لكونه الأداة الأساسية لوحدة الناصريين في الوطن العربي وللمشروع القومي الناصري الحضاري .
ولكل من يساهم بوحدة التيار الناصري لإلغاء الانقسام والتشرذم والشللية لتحقيق وحدة العمل القومي الناصري وليكن ذكرى ثورة يوليو 23/7/1952 يوم العمل الوحدوي القومي لوحدة التيار الناصري .

  

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي