الرئيسية المقالات مدارات هيكل ونقد الأقزام
هيكل ونقد الأقزام
عمر الضبياني
عمر الضبياني

لا اعتقد ان كاتب ومفكر عربي كبير كالأستاذ محمد حسنين هيكل بحاجة الى من هو مثلي او غيري للتعريف به او الدفاع عنه، فليس هناك من لا يعرف عميد الصحفيين والكتاب العرب وبنك المعلومات والذاكرة السياسية والتاريخية والشخصية العربية والقومية الاصيلة التي ضلت ثابتة على مبادئها وأهدافها مع توالي العقود دون تبديل او تغيير في الموقف كما فعل ويفعل الكثير .

لكن ما دفعني للكتابة عن هيكل هي تلك التصريحات والكتابات الناقدة والشاتمة للرجل الصادرة عن اقزام يضيقون بكل من خالفهم بالرأي حتى وان كان هذا الراي صادر عن رجل بحجم الاستاذ هيكل الذي يشخص الواقع ويقرأه بدراية ومنطق ويثبت على الدوام انه صاحب رؤية ثاقبة، وما حذر منه قبل سنوات صرنا اليه اليوم. ولم يشكك في قدرة الرجل على قراءة الاحداث وتحليلها حتى الد اعداءه .

ولعل من المضحك ان يتطاول بعض من يدعون انفسهم كتاب من اليمنيين ويشنون هجوما لاذعا بعيدا عن اخلاقيات النقد وذلك باستخدام مفردات شاتمة ومهينة، وكأن هؤلاء النفر من الكتاب موظفين للهجوم على كل صوت حر ومقاوم في الامة .

اتذكر هنا ما قاله هيكل قبل ما يزيد عن العام من ان القبيلة والمشائخ هم المسيطرون على ثورة الشباب في اليمن وهو ما تثبته الايام وتؤكده وحينها شن خطباء وعتاولة هجوم كبير على الاستاذ هيكل واتهمه احد الخطباء والقيادات الدينية بالصهيوني، لأنه فقط عبر عن خوفه على ثورة اليمن من ان يسيطر عليها من يصرفها عن المدنية والحداثة. وحين وضح هيكل موقفة لقيادات سياسية من احزاب المشتك زارت القاهرة حينها وعبر لهم عن دعمه الكبير واللامحدود لثورة الشباب في اعتذر بعض شاتمي هيكل على استحياء فيما تكبر البعض الاخر ورفض الاعتذار عن ما تقيئ به بحق عميد الكتاب والصحفيين العرب .

ما يجب التحذير منه هنا ان يحشر بعض المحسوبين على تيار ديني انفسهم فيما يجري في مصر وعليهم الا يحاولوا تقديم انفسهم كنسخة طبق الاصل للإخوان هناك لان ذلك ليس في مصلحتهم على الاطلاق بل عليهم ان يتعضوا من الدرس المصري وان يفهموا رسالته بوضوح ودقة. عليهم ايضا ان يوقفوا تصدير الفتاوي وتوزيع سكوك الغفران مثلما عليهم ان يسيطروا على جوقتهم الاعلامية التي ان لم تضبط فإنها بكل تأكيد ستقدم صورة مشوهة للغاية عن احد شركاء الثورة .

 

إقراء أيضا