الرئيسية المقالات مدارات الجنان يشتي عقل!
الجنان يشتي عقل!
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش

صهيرتي تعمل في أحد مرافق العمل بعدن, اتصلت بي بالأمس قائلة أنها تركت العمل في تلك اللحظة وعادت إلى البيت, وأن الموظفين الآخرين خرجوا أيضا, وبالسؤال قالت: قالوا أن اليوم – أمس – يوم اخراج الدحابشة! من عدن أو الجنوب لا فرق!, وصهيرتي من مواليد عدن! وعليها طبقا لذلك أن تترك عدن وتلحق بالدحابشة, طيب بالبلدي: هل علينا في صنعاء أو تعز أو صعدة أن نخرج من البيوت كل من هو (دحباشي جنوبي), ونقسم الناس إلى دحابشة جنوبيين ودحابشة شماليين؟!.

الآن .. إذا كان أخطأ أصحاب الوحدة وباعوا الناس جميعهم , فما ذنب نفس الناس في أن يطردوا بعضهم بعضا , إذا كان أي من رموز الدعوة إلى اخراج الدحباشيين من عدن وغيرها قد أخطأ في حق الناس , فكيف يساوى الابرياء وجموع الذين خرجوا يرحبون بالوحدة بالمخطئين؟ .

إن يوم 7-7 لا علاقة للناس وهم مجموع المواطنين من صعدة إلى أقصى نقطة في المهرة, لا علاقة لهم بيوم مشؤوم كهذا اليوم, إذ أن الحرب حرب 94م ليست حرب الناس بل حرب النخب التي حاربت من أجل مصالحها ولم تحارب حرب الوطن, هكذا يجب أن يفهم الأمر أو نفهمه, فلماذا نفس النخب تدفعنا إلى الوقوف بوجه بعضنا , وطرد الدحابشة من ( الجنوب ), فماذا لو خرج الشمال البريء وفي لحظة انفعال وردة فعل وطردهم , ففي عدن تحديدا من سرق الأرض والسماء فقد تخلص مما سرقه وباع لطرف آخر والآخر باع لطرف ثالث , فضاعت معالم الحقوق , هل على الإنسان البريء الآن أن يتحمل الوزر؟, أعتقد هنا أن علينا القول أن الجنان أيضا يشتي له عقل!.

يجب ألا يتحمل المواطن المطحون وزر أخطاء النخب شمالا وجنوبا أيام النشوة (بوحدة النفق), فبكل الصدق أقول أن الشمال العادي الذي لم يسرق أحدا ولم تمتد يده إلى جيوب الناس سيضطر إلى أن يقول (خلاص تعبنا من الحكاية) فليس معقولا أن نظل نتحمل وزر من أخطأ حين دخل النفق, ولا نتحمل وزر الحرب , فيفترض أن يتحمل الوزر كاملا من أخطأ وحمل الناس مصيبته .

إن نتائج 7-7 لم يأت بها (الدحابشة) أصحاب الدكاكين والعربيات , بل أتى بها من سرق رؤوس الجبال وأعماق البحر, من سرق الحلم كله, فلا تحملوا صاحب الصندقة, ومن يظل طوال النهار يبحث عن فرصة عمل فلا يجدها ليجد من يقول له

وقد هد حيله (قم روح يا دحباشي), فلو تحدثنا عن أصول وفروع فكل مكون عدن شمالي, ولا نريد أن نصل إلى هذه النقطة, ولا نريد أيضا أن نصل إلى درجة أن نقول كل واحد يذهب في حاله, نحن مع حقوق اخواننا في الجنوب وقد ظلم الشمال قبل الجنوب نتيجة لـ 7-7 ... ونريد أن تعاد الحقوق للمظلوم والمنهوب من تهامة إلى شواطئ حضرموت .. لكن أن نظل تحت وطأة التهديد والوعيد فقد تخرب المائدة كلها في لحظة حنق على النفس .. وأحذر غضب الحليم .

الثورة

إقراء أيضا