الرئيسية المقالات مدارات نحو استعادة مصر دورها الريادي
نحو استعادة مصر دورها الريادي
القدس العربي
القدس العربي

قرعت منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة (الفاو) ناقوس الخطر في مصر، معربة عن مخاوفها الكبيرة حيال الامن الغذائي، وترافق ذلك مع كشف وزير التموين المصري السابق باسم عودة ان مخزون القمح المستورد بلغ 500 الف طن ويكفي البلاد لعدة اسابيع فقط، في حين كانت مصر بالماضي تحتفظ بمخزونات من القمح المستورد والمحلي تكفي احتياجاتها لستة اشهر على الاقل.

والقمح اهم مادة غذائية في مصر التي تعتبر اكبر مستورد له في العالم، وتحتاج مصر لتجديد مخزوناتها فورا وبكميات كبيرة، خاصة ان هذا التجديد يستغرق فترة قد تصل لثلاثة اشهر بين اعلان مناقصة الشراء وتوزيع القمح.

وكانت الحكومة المصرية توقفت عن استيراد القمح بسبب نقص السيولة المالية والازمة الاقتصادية نتيجة ثلاثين شهرا من الاضطرابات السياسية، وما رافقها من انسحاب للمستثمرين وغياب السياح. يضاف الى ذلك تلويح الادارة الامريكية بوقف المساعدات والتي تصل قيمتها الى 1.5 مليار دولار عبارة عن 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية و250 مليون دولار مساعدات اقتصادية، والبقية تصرف على برامج للتنمية.

وكان اعضاء كونغرس وجماعات ضغط وصحف امريكية على رأسها ‘الواشنطن بوست’ طالبوا بوقف المعونات، كما امر الرئيس باراك اوباما بمراجعتها.

الادارة الامريكية تستخدم هذه المعونة الهزيلة التي لا تتجاوز 1′ من اجمالي الدخل في مصر وسيلة ضغط، رغم ان مصر دفعت ثمن هذه المعونة مسبقا اثر اتفاقية كامب ديفيد، ومن مصلحة الولايات المتحدة مواصلة معوناتها للحفاظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي في اهم دول المنطقة.

يشار الى ان استطلاعا للرأي اجرته مؤسسة غلوب اوضح ان 26 بالمئة من المصريين فقط يؤيدون الحصول على المعونات الامريكية بينما يعارضها 71′.

كما يوضح الاستطلاع ان 50′ يؤيدون المساعدات من صندوق النقد الدولي والمعارضون 42′، الا ان نسبة عالية جدا 68 بالمئة من المصريين يؤيدون المساعدات من الدول العربية.

وقد اعلنت الكويت امس تعهدها بتقديم مساعدات عاجلة لمصر بقيمة اربعة مليارات دولار، وكانت الامارات اعلنت عزمها تقديم مساعدة بثلاثة مليارات دولار والسعودية بخمسة مليارات دولار، فيما كانت قطر تبرعت قبل اشهر بسبعة مليارات دولار، المساعدات العربية تتراوح بين منح لا ترد او قروض او ودائع في البنك المركزي.

نتائج المساعدات والوعود الخليجية ظهرت فورا، حيث ارتفع سوق الاسهم واحدا بالمئة. وحجم المساعدات الكبير هذا يعطي مصر وقتا كافيا لترتيب امورها المالية والتركيز على استعادة الاستقرار السياسي، والحفاظ على وحدة صفوف الشعب المصري.

هذا التحرك العربي يجب ان يحفز مصر على ايجاد حكومة تمثل كافة شرائح الشعب، وتحظى باحترام ومصداقية المجتمع الدولي، ولديها وضوح بخططها حتى تستطيع الحصول على مزيد من الدعم لتأمين الاستقرار للبلاد، واستعادة الدور الريادي في المنطقة.

القدس العربي

إقراء أيضا