الرئيسية المقالات مدارات اليمن وطريق الخلاص
اليمن وطريق الخلاص
الخليج الإماراتية
الخليج الإماراتية

رغم بدء المرحلة الثانية من الحوار الوطني اليمني، فإن عقبات سياسية لاتزال تعيق التوصل إلى صيغة محددة لشكل النظام، كما أن الوضع الأمني لم يستقر بعد من جراء وجود بؤر مسلحة في مناطق عدة تعمل على التخريب، وتمارس الاغتيال لمنع الجهود المبذولة من أجل وضع اليمن على طريق الاستقرار السياسي والأمني .

هناك قوى في الجنوب والشمال ترفض أي شكل من أشكال الوحدة، وتصرّ على الانفصال محمّلة كل الشعب اليمني مسؤولية تجاوزات النظام السابق وخروجه على منطق الدولة الواحدة، بعدما أساء من خلال ممارساته الكيدية والظالمة إلى جنوب اليمن، ما جعل من مفهوم الوحدة الذي كان مطلباً تاريخياً لليمنيين، مفهوماً سلبياً ومنفراً، وكأنه بات عبئاً ثقيلاً وغير مطلوب .

إن سوء الممارسة لا يعني أن الشعار خاطئ، فالوحدة حلم ومرتجى ليس لليمنيين فحسب، إنما لكل العرب، وإذا أخطأ نظام ما في ممارساته وسلوكه، فالمسؤولية تقع على هذا النظام وليس على الشعب، أو على مفهوم الوحدة .

يدرك اليمنيون كما غيرهم أن الوحدة هي الملاذ وخشبة الخلاص شرط وضع أسسها الصحيحة، وتحديد مقوماتها وضوابطها وشكلها، لأن البديل هو التذرّر والانقسام والضعف . ولعل ما يواجهه اليمن كما غيره من الدول العربية هو الافتقار إلى الوحدة والتماسك ما يسهل على الأعداء في الداخل والخارج مهمة تحقيق أهدافهم ومشاريعهم .

 

مؤتمر الحوار اليمني لم يتوقف، وهذا عامل إيجابي جداً، لأن الحوار وحده هو السبيل للتوصل إلى صيغة مقبولة ومعقولة تعيد إلى اليمن وحدته، وتحقق كل الأهداف التي يطمح إليها الشعب اليمني من تنمية وحرية وديمقراطية وعدالة، وتوصد أبواب الفوضى والفتن، وخصوصاً تلك التي تثيرها قوى التطرف والإرهاب التي تعمل على تمزيق وحدة الدول وتشتيت شملها وإثارة المذهبية والطائفية بين أبناء الوطن الواحد .

إقراء أيضا