جمال يوليو..
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش

برغم كل الرياح والعواصف في هذا الوطن العربي المضطرب بكل ما تنوء بحملة الجبال وبرغم كل السنوات، فلا تزال ثورة 23 يوليو تقف بين كل الثورات شامخة عالية الرأس، ولا يزال عبدالناصر العظيم صوت يدوي في الأعماق والقلوب على أنه ناصر العرب مهما اختلف الناس حوله وهم في كل الأحوال قليل، وكلما ساءت الأحوال في الوطن الكبير، وكلما تمدد الفساد بكل أشكاله وأنواعه، عاد عبدالناصر كبيراً من جديد إلى القلوب والعقول . وانظر فلان الحمدي كان قدوة فقد عادت صوره بعد كل أعوام تغييبه !! ولم أكن أتخيل في كل الأحوال إن الأجيال الجديدة تعرف عبدالناصر، وكلما صغر صغار القوم كبر جمال عبدالناصر في العيون !! وهل تدرون أين يكمن السر الأولي ؟؟ في القدوة، فمهما نظرنا واختلفنا وقلنا في عبدالناصر ويوليو فلا تملك في لحظة الذروة إلا أن تنحني للرجل فقد كان في سلوكه قدوة، تهدى إليه الملايين فيبني بها معلم القاهرة برجها، وحين يبني بيته فمن ماله الخاص، وما أضافته الدولة مصعد صغير في بيت منشية البكري حين بدأ القلب ينوء بحمل هموم العرب العاربة !! وبعد أن ماتت .أم المصريين تحيه. قام خالد وعبدالحكيم وعبدالحميد وهدى جمال عبدالناصر بتسليم مفاتيح البيت للدولة برغم أنها ملكية خاصة لعبدالناصر، لكنها القدوة إذ أنهم نظروا للأمر على أن بيت الرجل العظيم أصبح بيت الشعب، وفي النزاهة حين نسي عثمان أحمد عثمان نفسه وتخيل أن عبدالناصر انحنى له كان صوت السادات عاليا (إلا ذمة عبدالناصر) وعلى فكرة فالسادات مات نزيها وانظروا إلى أولاده، وبعد كل هذه السنوات هل بالإمكان أن يوجه إلى القوى الناصرية على مستوى الوطن العربي السؤال الأهم : هل لا يزال الميثاق وفلسفة الثورة صالحان لهذا الزمن ؟؟ أم أن الحاجة تبرر إعادة قراءة الواقع العربي وقراءة ما يصلح لهذه اللحظة , فالحزب الشيوعي السوفيتي لو كان جدد القراءة للفكرة على كثرة الشكوك حولها لما كان تحول الحزب إلى آلة صماء وانهار البناء العظيم , والشاطر يدرك المغزى , اذ ليس من المعقول أن تظل شعارات الستينيات صالحة للألفية الثانية حتى تستمر الحكايه، إذ لو ظل المرء في نفس حتى موقف السيارات على الأقل سيرى بمرور الوقت أن التغيير قد وصل إلى لباس جندي المرور، وعليه فالذين سيظلون واقفين عند النقطة الأولى أو السطر الأول فسيظلون أعمارهم هناك !! والعاقل من يتعظ , على أن ثمة مؤشراً هاماً في مصر اللحظة إذ جاء خطاب الرئيس المؤقت مناسبا لها ولضرورة استعادة مصر للدائرتين العربية والأفريقية و زيارة مسؤولة كبيرة في الخارجية المصريه لأديس أبابا تنبىء بتوجه جديد إذ أن مصر حين يتناسى من يحكمها تلكم الدائرتين فتضيع مصر ونضيع وتذهب افريقيا إلى أحضان أخرى ورحمك الله يا جمال (إنه ناصر كباقي الوشم في اليد ) كما قالها صديقي عدنان السقاف.

الثورة

إقراء أيضا