الرئيسية المقالات مدارات أنا والوحدوي.. !؟
أنا والوحدوي.. !؟
محمد صادق العديني
محمد صادق العديني

تعود علاقتي بصحيفة "الوحدوي" الجريدة الأسبوعية الناطقة بلسان "التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري " , إلى العام 1993 , البدايات الأولى لعملي الصحفي حينها , حينها أتذكر أني نشرت مقالة صغيرة عن العدين وما تعانيه من جور وإنتهاكات – ما تزال حتى الآن متواصلة – على أيدي طاغية العدين وناهبها "صادق الباشا" ..

بعدها أنشغلت بمهام عملي في أكثر من صحيفة , وبرغم ذلك الإنشغال كنت ألوذ ملتجئا إلى "الوحدوي" بين فترة وأخرى لإنشر للناس مقالاتي وأرائي التي أعرف أنها من خلال "الوحدوي" ستصل إلى أكبر قدر من القراء والمهتمين والمتابعين .

"الوحدوي" ليست مجرد مطبوعة صحفية حزبية , هي بحق مدرسة مهنية عظيمة التأثير , ومنها تخرج أبرز وألمع الصحافيين الذين تعلم معظمهم أبجديات النجاح الإعلامي والإلتزام المهني فأتقنها ليكونوا أرقاما مهمة في الساحة الصحافية , حيث غادروا "الوحدوي" لينطلقوا بمشاريعهم الإعلامية الناجحة .. وفي مقدمتهم على الإطلاق الزميل المتميز نائف حسان ناشر ورئيس تحرير مؤسسة الشارع للصحافة , وبالطبع لن ننسى أستاذنا الكبير حسن العديني , ناشر ورئيس تحرير صحيفة "الإسبوع" , وحكيم مهنتنا الزميل سامي غالب , ناشر ورئيس تحرير "النداء"الأسبوعية, وكذلك هناك الزميل الجهبذ جمال عامر , ناشر ورئيس تحرير صحيفة"الوسط", وأيضا الرائع فكري قاسم , ناشر ورئيس تحرير "حديث المدينة", أما حمدي البكاري , مراسل قناة "الجزيرة", ومحمد الغباري , مراسل وكالة "رويترز" الاخبارية الشهيرة , فهذان حكاية من التميز والتفرد المهني , مضاف إليهما الأستاذ الكبير علي السقاف , ومعه الزميل أحمد سعيد , صاحب التأريخ الطويل المرافق لمختلف مراحل "الوحدوي" منذ عودتها للإصدار .. وهناك كتيبة كبيرة من الإعلاميين الذين تخرجوا من مدرسة / كلية "الوحدوي" ..

لقد مرت صحيفة "الوحدوي" , وتأثرت , كالعديد من الصحف اليمنية ( حزبية ومستقلة ) , بما شهدته وتشهده الساحة الديمقراطية والعمل الإعلامي في بلد ديمقراطيته ناشئة وتعقيداته راسخة ومأسيه لا حد لها ..

كانت "الوحدوي" في مسيرة النجاح والتراجع المهني بين مد وجزر , تارة تكون أكثر الصحف الحزبية تميزا , وتارة تكون مجرد مطبوعة عادية .. لكنها في كلا الحالتين ظلت ذات قيمة عظيمة سواء" بالنسبة لي شخصيا أو بالنسبة لعديد من الإعلاميين والناشطين وقبل الجميع الكثير من القراء المداومين على اقتناءها ,و شراء نسخة منها ولو من باب الإلتزام الأخلاقي ..

"الوحدوي" ليست مجرد صحيفة تصدر عن واحد من أعظم الحركات السياسية الناطقة بلسان أسمى المبادئ الوطنية العربية القومية النبيلة , والتي تسير على نهج الزعيم الخالد جمال عبدالناصر , وتذكرنا بقائدنا الشهيد الرمز إبراهيم الحمدي ومخطط ثورة الخلاص الأولى الشهيد علي عبدالمغني , وجسدت تلك القيم بإعظم عمل بطولي أقدمت عليه مجموعة من الفدائيين بقيادة الزعيم عيسى محمد سيف , كان لو كتب لذلك العمل الاستبسالي النجاح لكنا – اليمن أرضا وإنسانا - رأينا النور وشهدنا الحياة الحقيقية التي أختطفت منا في 1978, لمدة تجاوزت ألــ 33 خريفا من العمر المثخن بالمواجع والكرامة المهدرة والآدمية المداسه, وسنظل نعاني من نتائجها لأجيال قادمة ..

ختاما أقول لــ "الوحدوي" الصحيفة والمدرسة والصوت المعبر عن أحلام أجيال |الزمن الجميل" , أقول لها وقد أحتفت مؤخرا ببلوغها ألــ 1000 عدد , أقول مهنئا نفسي ,أولا لإني أحد قراؤها , وأهنئكم أيها الزملاء الأعزاء في هيئة تحريرها ( محمود وأشرف وعادل وعبدالعزيز و زكريا وبقية الجنود المجهولين ) , أهنئكم لإنكم تتشرفون بالعمل فيها .. وأختم آملا أن تواصلون السعي بجد وإلتزام لتكون "الوحدوي" تلك المدرسة التي كانت , حتى تواصل رسالتها المهنية تعليما لإجيال يجب أن لا يكون فرسانها سوى أرقاما مهنية لامعة .. وحتى لا ننسى بعض محطاتنا المشرفة ورموزها الأوائل ..

ــــــــــــــــــــــــــــ

* رئيس المنتدى الإقليمي للإعلام / أمين عام جائزة الصحافة والإعلام اليمني

[email protected]

 

إقراء أيضا