الرئيسية المقالات مدارات الله اگبر.. أبين دخلت الاسلام..أبين خرجت من الوحدة
الله اگبر.. أبين دخلت الاسلام..أبين خرجت من الوحدة
فكري قاسم
فكري قاسم

قبل حرب صيف 1994 كانت سينما جعار في أبين بوابة مفتوحة للحب وللجمال. وكان لي صديق حميم اسمه "لويس".هذا الاخير صار اسمه الآن "محمد" والسينما اصبحت "مسجد حمزة" والمرقص الذي كان في ساحة الشهداء صار"بهدية من الرئيس " مقراً لحزب التجمع اليمني للاصلاح .. ولايمكن لك ان تجد الآن استيريو يبيع كاسيتات اغاني حتى ولو كانت تغني " مالنا الا علي " أو " عبدربه منصور". الله أكبر ، انه الفتح العظيم لقوات الشرعية .

كان لأبين دلتا بهي وآمن ومدن مأهولة بالخضرة وبالحياة، لكنها اصبحت الآن شوارع مسكونة بالرعب وبأعيرة البنادق وبمكبرات صوت تدعو الناس للرجوع الى الله واخرى تدعوهم الرجوع الى ماقبل الوحدة !

أبين المدينة المصدرة للعيبة كورة القدم يوجد فيها ملعب واحد فقط وثكنة من الجهاديين والعسكر. أبين ، حيث يوجد ثاني احتياطي من الماء ، الماء فيها يأتي كل ثلاثة ايام، بالتأكيد ابين الاخضر ، مرتع الفن والقطن ومسقط رأس رؤساء الجنوب "سالمين وعلي ناصر" لم يعد الحال كذلك إذ لايوجد فيها الآن اي ملمح يشير الى انها مدينة غير قصر طارق الفضلي وقصر المجمع الحكومي وفندق واحد مكون من 16 غرفة وكشك واحد ومحل انترنت واحد معزز بـ7 اجهزة كمبيوتر فقط وفرقة موسيقي يتيمة تتبع مكتب الثقافة ولاتوجد فيها حتى امرأة واحدة ! الله اكبر، أبين دخلت الاسلام وخرجت من الوحدة.

لابد ان سلطة 7يوليو تجني ثمار اعمالها الطائشة الآن ،لكن ماذنب الناس هناك وماذنب الوحدة.

· وفوق كل ذلك الخراب فإن الذهنية الحاكمة في البلد عموما لم تزل تسير على نفس منوالها الرتيب والمدمر مقتنعة –كماهي عادتها البليدة- أن رجلاً واحداً في الجيب يمكن له اسكات مدينة .انها عقلية الشيخ او عقلية عاقل الحارة.

وسلطة الدولة في أبين الآن قائمة على ان نائب الرئيس " قد هو من ابين ماعد يشتوا؟" .

على اية حال، يكفي ان يعرف الواحد منا بأن عبدربه منصور وارباب عبد ربه لم يقدموا لهذه المحافظة شيئاً غير ثلاث مآذن يتنازعها السلفيون والجهاديون في حين ان المحافظة بأكملها لم تزل حتى اللحظة تتنفس برئة علمية واحدة هي كلية التربية وعادها تابعة لجامعة عدن .

لابأس، رجل واحد في الجيب خير من مدينة مقطوعة من شجرة .فذاك عبدربه منصورهادي جداًجداً ، وهذا طارق الفضلي مشاغب جداً جداً ويتقلب من الجيب اليمين الى الجيب اليسار، فهوالسلطان اللاجىء في السعودية بعد الاستقلال وهوالمجاهد في افغانستان والسجين بعد الوحدة حتى قيام حرب 94 ليصبح من بعدها مجاهداً مع قوات الشرعية في حرب الصيف الملعونة ورئيسا لمصلحة شئون القبائل وعضومجلس الشورى وعضو اللجنة العامة للحزب الحاكم وصهر علي محسن الاحمر ليصبح الرجل الاول في أبين . وفي 27/4/2009 اقتلب المرقد على السلطة وصار طارق الفضلي بحسب رسائل sms وزعتها الخدمة الاخبارية لوكالة سبأ للانباء "النهاب الاول لأراضي الدولة بطرق غير مشروعة ووثائق مزورة" ومن يومها والشيخ السلطان يقود حراك الجنوب الحزين ويهتف ثورة ثورة ياجنوب وفي الاسبوع الفائت عاد الشيخ طارق الى الجيب او ربما عاد الى رشده وشدد على أهمية الحفاظ على الوحدة، لكن رسالة sms لم تصل حتى الآن لتخبرنا ان الشيخ طارق الفضلي ليس النهاب الاول لاراضي الدولة .

 

[email protected]


إقراء أيضا