الرئيسية المقالات مدارات افتتاحية الخليج
افتتاحية الخليج
الخليج الإماراتية
الخليج الإماراتية

منذ أن دلف اليمن مرحلة التغيير بتسليم الرئيس السابق علي عبدالله صالح مقاليد السلطة إلى الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي قبل أكثر من عامين، والشعب لا يزال يعاني أزمات متعددة، بخاصة ما يتصل بأعمال العنف التي لم تتوقف، في وقت اتسعت فيه مساحة المواجهات المسلحة بين الدولة وتنظيم القاعدة، وبين الحركات الدينية ورجال القبائل والجيش، خاصة في المناطق الشمالية من البلاد، فضلاً عن الوضع المعقّد في الجنوب الذي لا يزال مفتوحاً على الاحتمالات كافة .

لاشك أن الرئيس هادي يواجه تركة ثقيلة خلّفها له سلفه، إضافة إلى التحديات التي برزت خلال الفترة التي تبعت مرحلة تسليم السلطة، ذلك أن النظام السابق لا يزال يقاوم، ولا يزال يؤمن أنه قادر على العودة مرة أخرى إلى الحكم، مستغلاً حالة الرخاوة التي تمتاز بها المرحلة الحالية، وعدم قدرة هادي على فرض وتطبيق الكثير من القرارات لمصلحة التغيير، مراعاة لعدم تفجر الوضع، بخاصة أن كل طرف ما زال ممسكاً بيده على الزناد .

هادي كمن يخوض المعركة وسط مقاومة الجميع، فبعض القوى السياسية تكون في صفه عندما تكون مصالحها معه، لكنها تتخلى عنه عندما تتقاطع هذه المصالح وسياسة هادي، الذي يحاول قدر الإمكان الخروج من هذا التوصيف الذي يجعله في صف هذا الطرف أو ذاك .

صراع الأحزاب والقوى السياسية في البلاد يلقي بظلاله على قدرة هادي على معالجة المخاطر التي تواجه اليمن وأمنه واستقراره، وبعض القوى تعيق عملية الانتقال إلى المرحلة المقبلة تحت مطالب وشعارات مختلفة، باعتقاد أن هادي يسعى إلى تحجيمها، فيما يحاول هو قدر الإمكان إطفاء الحرائق المشتعلة في كل مكان وبأدوات القوى السياسية والقبلية والعسكرية ذاتها التي كانت جزءاً من منظومة الحكم السابق، إضافة إلى القوى الطامحة في لعب دور سياسي قادم .

ليس من الإنصاف إنكار الأدوار التي قام بها الرئيس هادي خلال السنتين اللتين قضاهما في الحكم، قياساً بحجم التحديات التي واجهها، ومن أبرزها إعادة هيكلة الجيش والأمن وتفكيك بعض مراكز القوى التي كانت تعد جزءاً من المشهد السياسي اليمني، إلا أنه مطالب بأن يكون حازماً تجاه القضايا التي تهدد مصير اليمن وأمنه ووحدته .

يدرك هادي صعوبة المهمة، إلا أن الأوضاع التي يعيشها اليمن لا تحتمل التأجيل أو المساومة، فعمليات خطف الأجانب من قبل رجال قبائل، واستمرار تفجير أنابيب النفط، وتخريب أبراج الكهرباء، دليل عجز الدولة عن معالجة القضايا الساخنة، وهي بصمتها حيال معالجة هذه الظواهر تفتح الباب لانفجار كبير .

 

إقراء أيضا