عن المسني..
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش

ليس بالضرورة أن يكون الرجال الكبار وزراء أو رؤساء أوأوأو ...!! , هنا وبين ظهرانينا رجال عاديون , لكنهم أبطال كبار بمواقفهم ونظرتهم إلى الحياة كما هو المكان معظم الوقت يحوز البطولة منفردا , ثقافة المكان غائبة عن أذهاننا كما هم الأشخاص الذين مروا وتركوا أثرا لا نتتبعه ونرصده ومن ثم نسجله لأجيال لاحقة !! , وأولا وقبل كل شيء هم حرثوا الأرض بحثا عن الرزق , وربوا اولادهم تربية وطنية حقيقية وأثروا فيما حولهم , وبالنتيجة النهائية لا بد أن يوصفوا بالرجال الكبار , تراهم إذا امعنت النظر, في الدكاكين , سائقين , بعد حميرهم , بعد عربياتهم , عمال في المصانع والورش , جنود مرور.

وبالمناسبة عندما أتذكر العم ابراهيم رجل المرور الأشهر أمام الباب الكبير أيام العز في تعز , فإنني أقف إجلالا لذلك الرجل المهيب يؤدي واجبه , ويربي أولاده تربية وطنية حقيقية, ويخدم الوطن , كم من الكفاءات التي نراها مرت على المطاعم والمخابز تعمل وتدرس , وأصحابها يشترون لهم الدفاتر والأقلام , حتى إذا نجحوا , فرح أولئك الكبار الذين ربوهم , خذ فارع العزعزي ومن مقهايته تخرج العشرات في عدن والحديدة , خذ مقهاية الإبي في تعز ومن مر منها ومن قعد على كراسيها يشرب شاي عبدالله الإبي.

 خذ لاهب صاحب السلتة في صنعاء وكم من طالب طفران وجندي بيده كدمة أكل عنده مجانا , خذ عبدالله عبداللطيف القدسي , خذ محمد طارش مستودع الوحدة العربية , خذ سيف القدسي , خذ محمد عبدالرب القدسي صاحب الذاكرة الحديدية , ومن هؤلاء البسطاء الكبار من تركنا قبل أيام وحزنت عليه مرتين الأولى أنني ظللت أمني نفسي أن أزوره , وفي تعز تراني أنسى الأعزاء , حتى إذا عدت إلى صنعاء تذكًرتهم !! , محمد عبدالملك المسني أحد الذين رفعوا جمال عبدالناصر في شارع 26 سبتمبر بتعز إلى قمة القاهرة , كنت كلما خرجت من الباب الكبير ذاهبا إلى مدرسة الثورة الابتدائية أمر أراه هناك بدكانته بجانب مخبز التيسير حق غالب راوح وأحمد غرسان , أقترب منه ومن أحمد قاسم صاحب الدكان المقابل , وأمين قاسم وجدي عم أبي محمد عبدالله نعمان أسمعهم يتبادلون الأخبار حق الليلة الماضية من ((لندن)) و((صوت العرب)): (( جمال قال ...السلال فعل )) , كان يومها شارع 26 لهبة تشتعل ثورة قتلت فيما بعد يردد الهتاف (( عاش السلال يا عروبه )) وبابور احمد الغنامي البدفورد يوزع الأعلام على الإعلام , عبدالرحيم المسني نجله .... أحد الناصريين الحقيقيين من مدرسة شارع 26 سبتمبر , أحمد هنا , الآخرين لا أعرفهم إلا أسماء من خلال التعازي في وسائل التواصل , أنا حزين على انني لم أزر والدهم الكبير البسيط في دكانه يبشر بزمن عبدالناصر الذي قتله الأعراب , مثل هؤلاء على الأحزاب أن تكتب سيرهم الذاتية , وما قدموا , يجب أن نوسع القاعدة فلا يظل في الصورة السياسيين وحدهم , هناك رجال من الذهب تحت التراب , ومنهم من لا يزال يواصل دوره في الحياة محترما نفسه , لا يمن على أحد بأنه فعل , رجال لا تدري يسراهم ما فعلت يمناهم .......رحم الله العم محمد عبدالملك المسني ...

الثورة..

إقراء أيضا