الرئيسية المقالات مدارات وقفة مع العام الجديد
وقفة مع العام الجديد
القاضي يحيى محمد الماوري
القاضي يحيى محمد الماوري

اﻻمة الوحيدة بين شعوب وامم العالم التي تودع العام المنصرم بالدماء والدموع وتستقبل العام الجديد بمشاعر الحزن والياس بعد ان رحل العام المنصرم بكل امالها واحﻻمها وتحطمت فيه اهم مقومات بقائها وتماسك كياناتها .. تﻻشت احﻻم بناء الدولة المدنية وتحقيق المواطنة المتساوية والشراكة الوطنية في الثروة والسلطة !!!

مضى عام 2014 مخلفا صورا مفجعة من الموت والدمار لكل مظاهر الحياة ، . أوطان مدمرة وشعوب ممزقة وفوضى خﻻقة لكل انواع العنف والقتل والكراهية والممارسات الوحشية ، يغادر عام 2014 واﻻمة العربية تعيش أسوأ مراحل تاريخها ، فلم يحدث ان مرت بمثل هذه اﻻوضاع المزرية واﻻنهيار الشامل لكل ثوابتها وضمانات بقائها ، جيوش مفككة وشعوب ممزقة وحكومات منهارة ومليشيات متقاتلة فيما بينها وقاتلة لشعوبها ، وعالم متفرج بسعادة وعدو مطمئن بزوال كل قدرة للعرب على استعادة الحق المغتصب ، الجوع يفتك بثلثي سكان الوطن العربي والامراض الفتاكة تفتك بالثلث المتبقي رغم وفرة اﻻموال ، الجهل واﻻمية تجاوزت الثلثين من السكان رغم فائض اﻻموال المودعة في بنوك الغير ﻻستثمارها في تنمية بلدانهم ، 2014 سلب الكثير من اﻻباء واﻻمهات فلذات اكبادهم ومئات اﻻسر فقدت عائلها الوحيد ...والبعض يحتفل براس السنة ويوزع التهاني ( Happy new year ) طبعا ليس اعتراضا على التقليد ذاته فنحن كمسلمين ليس لدينا مشكلة في احترام معتقدات غير المسلمين بل اننا امرنا باﻻيمان بجميع اﻻنبياء والمرسلين ، ولكنني استغرب تبادل التهاني ونحن في مثل هذه اﻻوضاع المحزنة التي تثير شفقة اﻻخرين وحزنهم ..

 الشاعر العروبي نزار قباني يئس من ادعياء العروبة أمراء النفط ومن عروبتهم، من زيفهم وكذبهم وإرهابهم. فتعرض بعشرات قصائده إلى ممارساتهم وأنّهم هم بلاء العرب. ترى أليس هذا الذي نشهده الآن هو من فعل هؤلاء أمراء النفط والحرب والإرهاب والذي كشف زيفهم الشاعر منذ عشرات السنين!؟ أنا يا صديقة متعبٌ بعروبتي:في مدينة تونس ألقى نزار قباني قصيدته الشهيرة "أنا يا صديقة متعبٌ بعروبتي" تغزل بها بدمشق عاصمة العرب والعروبة وفضح هؤلاء العربان والغربان فقال:

ودمشق تعطي للعروبة شكلها

 وبأرضها تتشكل الأحقاب

من أين يأتي الشعر يا قرطاجة

 سرقوا أصابعنا.. وعطر حروفنا

فبأي شيء يكتب الكُـتـَّاب؟

 فمن الخليج إلى المحيط.. قبائل

بَطِرَت فلا فكر ولا آداب

في عصر زيت الكاز.. يطلب شاعر

 ثوباً وترفل بالحرير قـِحاب !!!

 أنا يا صديقة متعب بعروبتي

فهل العروبة لعنة وعقاب؟

لولا العباءات التي التفوا بها

 ما كنت أحسب أنّهم أعراب..

 يتقاتلون على بقايا تمرة

والعالم العربي يخزن نفطه

في خصيتيه.. وربك الوهاب

والناس قبل النفط أو من بعده

مستنزفون فسادة ودواب

القاضي يحيي محمد الماوري

إقراء أيضا