برحيل المضرحي .. اليمن تخسر قائدا وحدويا جسورا
محمد مسعد الرداعي
مع مساء يوم الخميس الموافق 2010/4/15م تلقيت نبأ وفاة المناضل الوحدوي والقائد الوطني اللواء الركن ناجي مسعد محمد المضرحي، الذي كان لقائي الأخير به في مثل هذه الأيام وهو طريح الفراش في المستشفى الطبي العالمي بالاسماعيلية بجمهورية مصر العربية جراء النوبات القلبية التي توالت عليه منذ عام 2008م، ورغم كبر قلبه فإن الهموم والمعاناة التي يمر بها الوطن كانت الأكبر على مناضلٍ وقائدٍ وطني وحدوي، ولم يكن غريباً عليه فهو الامتداد لثورة سبتمبر الخالدة والمشرق لأهدافها التي تغيب عنه حتى وهو طريح الفراش، والكلمات تعجز عن ذكر مناقبه، وبطولاته ونضالاته وتضحياته في الدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة.
لقد كان قائداً عسكرياً شجاعاً جمع بين الحزم والقوة والتقدم للصفوف في المعارك وبين التواضع والبساطة في وقت السلم، كان ناكراً لذاته وفياً لوطنه ومبادئ ثورته، لا يقبل بالتراجع أو التنازل أو الضعف في التصدي لمن يستهدف المساس بها، فقد كان من الكوكبة التي حملت استعادة وهج الثورة وإعادة مسارها في الثالث عشر من يوينو 74م، وأسهم في تحقيق منجزاتها التي جعلت من مرحتها أخصب مراحل الازدهار في حياة الوطن والمواطن اليمني.
فكان قائداً نقابياً وعضواً في لجنة التصحيح بمحافظة إب، وكان محققاً للأمن والاستقرار في المناطق الوسطى مع رفيق نضاله الشهيد مانع التام.
عرفته نهاية عام 1979م نائباِ لقائد لواء إب وقائد محور قعطبة، فكان مثالاً للمناضل الوحدوي الناصري الذي لم يضعف أو تهزه الانتكاسات، لقد ظل وفياً للمبادئ ولم يتوقف نضاله وعطاؤه عسكرياً وتعاونياً وشعبياً، بل كان مواكباً ومتابعاً للتحصيل العلمي وبناء الذات ليصل الى ما وصل اليه من مستوى أكاديمي عسكري. لقد مثل مدرسة من القوة والمثل والشجاعة والتضحية أعطى للوطن ولم يأخذ، رفض المساومة بالمبادئ مقابل المصالح الخاصة فكان الوطن همه والتضحية بكل شيء في سبيله، لا يخشى في قول الحق لومة لائم. كان على فراش المرض والمعاناة في المستشفى الطبي وهو يعيش هم موطنه ومستجدات أوضاعه، ويتذكر الماضي وحاضر المعاناة مع مرافقه الوفي العقيد صالح ناجي النجيف الذي قال إنه ترجم المثل «ما محبة إلا بعد عداوة» فهو الآن يقف الى جواره.
المضرحي قدم لوطنه الكثير ولم يأخذ منه ليضع برحيله فقدان وخسارة لهذا الوطن والذي هو بحاجة له ولأمثاله.
فله الرحمة والغفران ولأبنائه وأسرته ومحبيه الصبر والسلوان.
والى جنة الخلد مع الشهداء والصديقين.