الرئيسية المقالات مدارات رد لبن عمر الغامض في إحاطته !
رد لبن عمر الغامض في إحاطته !
د. علي مهيوب العسلي
د. علي مهيوب العسلي

إن المتتبع لمجمل إحاطة السيد بن عمر لمجلس الأمن الأخيرة لم يجد ولا عبارة تشير الى الرئيس هادي وحكومته التي تخضع للإقامة الجبرية ، وما يتردد عن تدهور صحته بعد زيارة بن عمر له عقب صدور قرار مجلس الأمن الذي يطلب من الحوثيين اطلاق حريته وحرية حكومته فورا!

والآن سأحاول عمل مقاربة ما لتعابير بن عمر الغامضة في احاطته لمجلس الآمن وعلى النحو الآتي:

في الفقرة الأولى هناك تناقض واضح حيث خاطب مجلس الأمن أنه قد نبهه عن المخاطر المحدقة بالعملية الانتقالية ، ثم يستدرك فيقول : " أخبركم ببالغ الأسف أن هذه العملية ،التي لطالما اعتبرت نموذجا يحتذى -هنا التناقض- قد أصبحت في مهب الريح ((نفي النفي إثبات))..!

وقال أيضاً : لقد عرف اليمن تطورات مأساوية خلال الأسابيع القليلة الماضية ..وقال كذلك أنه قد أحاط المجلس مرتين خلال الأسابيع الثلاثة المنصرمة.. كيف ؟؟ الله أعلم .. ! لكن المؤكد أن التطورات وهي حقيقية ومأساوية هو ما حدث في 21سبتمبر وما قبله وما بعده ،إنها عملية الانقلاب الحوثي الذي لم يسميه ممثل الأمين العام في صنعاء والتطورات المأساوية أيضاً أن الرئيس وحكومته تحت الإقامة الجبرية والتي لم يشير لها لا من قريب أو من بعيد الأستاذ جمال بن عمر في هذه الإحاطة من أجل إيصال المشكلة الحقيقية للمجلس ،كي يعمل على الخروج بقرارات تعالج هذه التطورات ، وهذه الإحاطة ممكن أن تكون سرية ولا يستطيع أحد الاطلاع عليها بدلا من هذا الغموض ،وبالتالي لا داعي للتشفير طالما المطلوب احاطة المجلس بالحقائق حتى يقف أمامها مجلس الأمن كي يعالجها..

وفي ذات السياق يتكلم الأخ بن عمر عن المساعي الحميدة له من خلال تنظيم مفاوضات يومية يشارك فيها اثنا عشر حزبا سياسيا ،بمن فيهم أنصار الله ..وهنا يجب علينا تنبيهه عن هذه المغالطة الواضحة ونقول له أن أنصار الله ليسوا حزبا حتى احاطته لمجلس الأمن ! وحزب الرشاد لم يشارك بالحوار منذ انطلاقه في موفنبيك ،والحقيقة أن المتواجدين في حوار موفنبيك هم المكونات السياسية التي وقعت على وثيقة السلم والشراكة الوطنية باستثناء حزب الرشاد كما أسلفنا ، وليسوا اثنا عشر حزبا كما جاء في احاطته ، حيث مثلا الدكتور قاسم سلام هو في حوار موفنبيك ممثل عن أحزاب يعني مجموعة من الأحزاب أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي ،والدكتور ياسين مكاوي عن الحراك الجنوبي السلمي وهو ليس حزبا ، وهكذا ..!

ويقول بن عمر في نفس الفقرة : أنه استطاع احراز تقدم معقول ..فما هو هذا التقدم المعقول ؟؛ سوى تمكين انصار الله من استلام السلطة.. وهل كان هو مدرك تمام الادراك في الإحاطة انه قد فُقد الثقة به وبحواراته عندما قال : مع ادراك كافة الأطراف للحاجة الماسة الى إيجاد حل سريع يُعيد الثقة لعموم اليمنين "إذن أصبحت الثقة معدومة من قبل اليمنين بسبب ما يرونه من انهيار الدولة وتسليمها لمليشيات طبعا ..!!

في الفقرة الثالثة قال بن عمر : بموازاة المفاوضات الجارية ، نظم أنصار الله ،وعلى مدى ثلاث أيام تجمعا كبيرا في صنعاء اختتم في الأول من فبراير .وانتهى هذا التجمع بإمهال المفاوضات التي تُيسرها الأمم المتحدة ثلاثة أيام للتوصل الى حل، تحت طائلة اتخاذ اللجان الشعبية لإجراءات " - وهنا لابد من التوقف قليلا فإشارته في هذه الجملة عن الموازاة بغرض الضغط للحل أو للابتزاز أو انه لا يأبه بالحوار.. كان لابد من إعطاء تقييم !؛ ولماذا لم يعترض هو على انصار الله عندما اتخذوا هذه الخطوة والمتمثل بإقامتهم مثل هذا التجمع أو التجمهر والمكونات تتفاوض ! ؛ وعلى الرغم من أن السيد عبد الملك قد دعا الشعب اليمني أن يجتمع ،حيث تقريبا نوقش في ذلك التجمع بعض الفقرات التي يُدار الحوار عليها في موفنبيك ، ثمّ لماذا هذه الفسحة لم يستثمرها بن عمر والمتفاوضين في موفنبيك طالما تقديره انها فرصة ؟؛ ولماذا فرطوا فيها ولم يخرجوا بحل ؟؛ وعليه فإن بن عمر يتحمل الجزء الأكبر من هذا التفريط والخروج بحل للمأزق..!

ثم أردف قائلاً : " وفي الرابع من فبراير ،انتهت المهلة دون حوادث تذكر – هل كان يتوقع حوادث ربما - ،ومضت المفاوضات قدماً" - كيف مضت قدما؟؛ أكيد لإنتاج الإعلان الدستوري أيها الدبلوماسي المخضرم !

في الفقرة الرابعة يقول بن عمر : " في وقت متأخر من مساء الخامس من فبراير ،رفعت جلسة المفاوضات وسط تفاهم واسع بين الأطراف بشأن الخطوط العريضة لاتفاق محتمل " كيف تفاهم واسع ؟؛ وكيف خطوط عريضة بشأن اتفاق محتمل ؟؛ وما هو هذا المولود الجديد الذي يبشر به مبعوث الأمم المتحدة؟؛ دعونا نتابع .. قال : " وتم تحديد اليوم التالي ،السادس من فبراير ، لحل بعض القضايا العالقة من خلال مشاورات ثنائية ،ومنح فسحة زمنية للأمم المتحدة لصياغة توافقية ،طيب أنت يا سعادة السفير قُبيل الإعلان بساعات طرت إلى الرياض ،لم تذكر ذلك في إحاطتك ،وبعد الإعلان مباشرة قطعت زيارتك للرياض وعدت !؛ما الحكاية؟؟. قال بن عمر: " وكان من المفترض أن نجتمع مجددا يوم السابع من فبراير بنية إبرام اتفاق" في السطر الأول تفاهم وخطوط عريضة لاتفاق محتمل ، والآن تمّ تحديد السادس من فبراير لحل بعض القضايا وبشكل ثنائي ولم يحدد بين مَن ؟؛ ومَن ؟؛القضايا العالقة وماهي تلك القضايا العالقة ؟؛ هل بقاء الرئيس من عدمه ؟؛ أم مجلس رئاسة ؟ ؛ أم ماذا؟؛وما هو النص التوافقي الممكن لحل الاشكال؟ ؛ ومن الذي فوض ممثل الأمين العام هل كل المكونات المتحاورة أم فقط الثنائيين والذين لم يحددهم سعادة السفير ؟؛ ثمّ ما الداعي لمثل هكذا غموض في غموض؟؛ وكيف أعضاء مجلس الامن يفهمون مثل هكذا صياغات ؟؛ وكيف تتشكل لهم رؤى عن المعيقين والمعرقلين ،والمنفذين الجادين ؟؛ وسعادة السفير لم يوضح أي شيء من هذا مع كل أسف..

في الفقرة الخامسة يقول بن عمر: "بيد أنه ، وفي حركة مفاجئة – كلعبة السرك- ، أقدم أنصار الله في السادس من فبراير على اتخاذ إجراء من طرف واحد " فكيف تم ذلك يا سعادة السفير ؟؛ وانت لتوك انتهيت من الفقرة السابقة وأنت تقول أنهم تجمعوا وامهلوا المفاوضات ثلاثة أيام تحت طائلة إجراءات اللجنة الشعبية أو الثورية ،يعني أن الأمر لم يكن مفاجئا ابدا فعلى من تضحك ؟؛ تابعوا معي ما قاله الأستاذ بن عمر : " ونظموا تجمعا لأنصارهم في القصر الرئاسي – ليس الرئاسي معالي السفير بل الجمهوري- معلنين من هناك ما أسموه "الإعلان الدستوري" ويستمر القول للأخ ممثل الأمين العام فيقول : ونص هذا الإعلان ،على حل مجلس النواب ،وتشكيل مجلس رئاسي من خمسة أعضاء ،إضافة الى استلام لجنة ثورية عليا مقاليد إدارة البلاد مؤقتاً " فمن هم أنصارهم أيها السفير؟؛ هل أنصارهم الوزراء المحتجزين حيث كان من بين الحضور وزير الدفاع في حكومة الكفاءات ووزير الداخلية في حكومة الكفاءات ورئيس جهاز الأمن السياسي المعين من قبل الرئيس هادي ،ومحافظ محافظة ذمار ورئيس ونائب رئيس هيئة الأركان ولفيف من الضباط ، وواحد فقط من خارج الحدود إنه اسماعيلي من جيزان في المملكة العربية السعودية ،هل كان دبلوماسي؟؛ أم ماذا ؟ وكذلك نائف القانص بعثيا ويحي الحوثي وأبو علي الحاكم بينما اختفى كليا من يوصفون بأعضاء المكتب السياسي لانصار الله ولم يحضر أحدا منهم كل ذلك غاب عنك أم لأنك لا تريد ايضاحه؟؛ ثمّ هل تلك النقاط المذكورة من قبلك هي الخطوط العريضة المتفق عليها مع القوى السياسية ؟؛ وماهي النقاط المضافة والتي لا تروق لك؟؛ هل اللجنة الثورية العليا والتي لم تتشكل إلا بعد احاطتك ؟؛ وكأنك قمت بتوجيههم لعمل ذلك أيها السفير!؛ حيث لم يذكر في ذلك الجمع سوى رئيس اللجنة الثورية والاعلان الدستوري لم يقل بالمؤقتة ،والاعلان الدستوري تحدث عن الدستور وتحدث عن مجلس وطني انت تعمدت عدم الإشارة لذلك لماذا؟

في الفقرة السادسة من احاطة السيد جمال بن عمر والذي اعتبر ما قام به الحوثيون خطوة أحادية الجانب وقال "تسببت في ردود فعل قوية على الصعيدين الداخلي والدولي فقد رفضت الأحزاب السياسية الرئيسة هذا الإعلان " – بس لم تجمل ولا موقف من مواقف الأحزاب حيث أجمعت تقريبا على رفض الإعلان باعتباره انقلابا ،فلماذا لم توصف ذلك بالانقلاب سعادة السفير ؟؛لأنه يتعارض مع مبادئ الأمم المتحدة التي أنت ذكرتها وتعمل وفق مبادئها..!؛ أليس هذا صحيحا ؟- ثم تابع بن عمر بقوله: " ودفعت ضبابية الموقف وتفاقم الأوضاع الأمنية بعدد من البعثات الدبلوماسية الرئيسة إلى اغلاق سفاراتها ومغادرة البلاد مؤقتاً" ماذا تعني بضبابية الموقف ؟؛ هل تعني بالضبابية عندك ؟؛ أم عند سفراء كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والسعودية ؟؛أم ماذا ؟،ثم تحدثت عن تفاقم الأوضاع الأمنية ؛ بالرغم من أن الأوضاع الأمنية مستقرة ولا تشكل تهديدا جديا للسفارات ،ثم قلت ان السفارات أغلقت مؤقتا رغم علمنا بما قامت به السفارة الامريكية من تدمير واتلاف عدد كبير من الالكترونيات والعتاد العسكري قدر بــ400 مليون دولار ،وكذلك قيل حصل ذلك في بعض السفارات الأخرى!؛ فمن أين أتيت بالإغلاق المؤقت؟

في الفقرة السابعة هناك محاولة بدها الدبلوماسي الخبير أن يبرر لنفسه فقال بن عمر : " لقد أوضحت بما لا يدع مجالا للشك –طبعا فيه- موقفي – موقفه وليس موقف الأمم المتحدة - وعبر عن الأسف الشديد للتحرك أحادي الجانب الذي أقدم عليه أنصار الله –عبر عن الأسف وليس الإدانة أو الرفض- ،خاصة وأن المفاوضات كانت تحرز تقدما جيدا - يعني لو ما كانت المفاوضات تحرز تقدما كان مبررا للحوثين أن يقدموا على هكذا خطوة -، ثم ّ أنتقل بن عمر للحديث عن الأمم المتحدة وبصفته مبعوثا للأمم المتحدة فقال : وبصفتي ممثلا للأمين العام ،أوضحت لكافة الأطراف ،بمن فيهم أنصار الله ،بأنه لا يمكن الخروج من المأزق السياسي الحالي إلا من خلال حوار سلمي ، ومفاوضات قائمة على أساس الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية ،ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة ..وهنا لي بعض الملاحظات التي أعتقد أنها مهمة للغاية ..لقد اعتراف بن عمر بأن الأزمة في اليمن هي أزمة مأزق سياسي ،ولكن هذا المأزق لم يقول لنا سعادة السفير من الذي وضع اليمن أو الحوثين أو القوى السياسية أو هادي وحكومته في هذا المأزق ، فإذا كان من وضع اليمن في مأزق هم الحوثيون ؛فلماذا لم يقول بن عمر لانصار الله هذا الكلام ،ويحدثهم ويحدث مجلس الأمن كذلك عن أن الحوثين قد استخدموا القوة ولم يقول لهم أن ذلك الاستخدام مخالف لوثيقة مخرجات الحوار الوطني والتي هي احد اهداف حركتهم ..ثم تحدث بن عمر عن مرجعيات الحوار حيث قال : مفاوضات قائمة على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وليس على المبادرة الخليجية ذاتها ..فهل هناك اختلال بين الآلية والمبادرة ؟؛أم ماذا؟ ؛ ولماذا لا يوردها كمرجعية ؟؛ثم ذكر مخرجات الحوار الوطني وهذا شيء طيب ،وذكر اتفاقية السلم والشراكة ولم يُكمل .. والملحق العسكري والأمني وهو جزء لا يتجزأ من الوثيقة وقد صرح بذلك هو نفسه أكثر من مرة فلماذا ينسى ذلك ؟؛ وهي ربما جوهر الصراع وجوهر المشكلات التي حصلت عقب توقيع المذكرة ، كذلك لم يذكر قرارات مجلس الأمن ذات الصلة باعتبارها مرجعية لأي حوار ..

ثم في الفقرة الثامنة قال بن عمر : لقد أجريتُ مشاورات مع جميع الأحزاب السياسية – وبالطبع تنظيمنا واحد ممن تشاور معهم ممثل الأمين العام ،عندما اقنع بن عمر الأمين العام بضرورة العودة حيث سيتم حل تفاوضي توافقي برعايته - ،ثم متباهيا بن عمر قال: " كما كان لي اتصال مباشر بالسيد عبد الملك الحوثي الذي أكد لي أنه يرحب بحل تفاوضي توافقي ترعاه الأمم المتحدة " – وهذا يوحي بالثقة المتبادلة والعلاقة المميزة بين الشخصيتين كون الاتصال المباشر يعني عدم الخوف من حدث ما ،ولا يستدعي ضرورة أمنية لتأمين سلامة الشخصيتين ،ويعني كذلك فيما يعني أنه يتولى اقناع بقية الأطراف في التفاوض بتفاصيل الإعلان فلا مانع عند السيد عبد الملك من ذلك ،بل لقد عبر هو نفسه عن ذلك في خطبه . ثم يقول بن عمر : " وأنا سعيد لكون الجميع وافقوا على استئناف المفاوضات" فلماذا السعادة ؟؛لأنه مدرك أن ما قام به الحوثيون هو انقلاب ومتوقع أن الأحزاب السياسية مع هذا الوضع لن تقبل بالعودة الى المفاوضات ، وعودة المتفاوضين تعني بكل أسف استسلام لما يريده الحوثيون ،ورفع الحرج عن بن عمر ،ولذلك نجد أن الأحادية هنا تبخرت والأسف ذهب ادراج الرياح ، بل اليمن ذهبت الى مهب الريح كما وصفها هو في هذه الإحاطة..

ونتيجة لرفع العتب فقد زادت شهية بن عمر في خدمة الحوثين ،وإنجاز شيء مهم في المفاوضات فقال : " منذ مطلع هذا الأسبوع جرت اجتماعات بشكل يومي ،وتم إحراز تقدم ،ولازلنا في خضم مفاوضات دقيقة وحساسة ،حيث تتم مناقشة مواضيع معقدة "–طبعا خارج المرجعيات التي أقر بها في الفقرة السابقة- هنا بدأ يتحدث عن خارطة طريق جديدة لا علاقة لها بالماضي ومرجعياته حيث قال "تتعلق بترتيبات الحكم خلال الفترة الانتقالية "– ترتيبات الحكم - يعني مع السلامة للرئيس هادي ولحكومته ،خلال ماذا ؟ فترة انتقالية أي جديدة – خلال الفترة الانتقالية وهنا انتقل الى السلطات فقال " بما في ذلك السلطتان التنفيذية والتشريعية" – هنا يُقر بمبدأ تغيير الحكومة وفق الترتيب الجديد وإلغاء مجلس النواب وهو ما جاء بذلك الإعلان الدستوري ،وهو مخالف لمخرجات الحوار والمبادرة الخليجية واتفاقية السلم والشركة الوطنية وملحقها العسكري والأمني – ويستمر بن عمر بشرح خطوطه العريضة فيقول : " وتدرس الأطراف ترتيبات تقاسم السلطة أو الشراكة في حكومة وحدة وطنية جديدة ،فضلا عن سبل وإجراءات تفعيل دور المؤسسات الأمنية للدولة من اجل الاضطلاع مجددا بمسؤولياتها " – وهذا أيضا يعني استيعاب المليشيات وتغيير اللجنة الأمنية العليا والتي تمت بالفعل بعد ذلك من طرف واحد- ويستمر بالتحدث نيابة عن الأطراف فيقول : " بالإضافة الى ذلك تناقش الأطراف السبل الكفيلة بمنع انفجار الوضع في محافظة مأرب " – الذي هو لب المشكلة والسبب الرئيس لاستقالة الرئيس وحكومته ،طبعا يعرض هذه الأفكار ويقيني انها لنم تناقش بهذه الكيفية مع القوى السياسية ،ولكن ربما نوقشت مع انصار الله وتم الاتفاق عليها معهم ،لان ذلك ما رأينا واقعا في جزء كبير منه على الأرض ، وأكده الصماد فيما بعد من أنهم اتخذوا كل خطواتهم بالتنسيق وبعلم ممثل الأمين العام الذي نفى ذلك دون إعطاء المزيد من المعلومات – ثم أنتقل بالحديث بن عمر عن الحقوق والحريات فقال : " والضمانات الضرورية لحماية الحقوق والحريات " – والتي جاءت بفقرة من فقرات الإعلان الدستوري المعلن من طرف واحد ،ولم يشير السيد بن عمر في احاطته إلى الانتهاكات التي مارسها الحوثيون في مسألة الحقوق والحريات مطلقا - يشرح تلك الحقوق والحريات بمزيد من الايضاح في احاطته فيقول : "من قبيل الحق في التجمع سلميا وحرية التعبير وغيرها " – هذا ربما كان اتفاقا معه للسماح بامتصاص ردود الفعل لكن الحوثين انتهكوا هذا الاتفاق معه ، ومارسوا الخطف والتعذيب والقتل بعد ذلك - ..

الفقرة من 9 الى 12 تكلمت عن مأرب والقاعدة والجنوب والتفكير مجدد في الانفصال والضغوط على العملة وبالتالي الفقر ،وهذا شيء ربما يكون إلى حد ما صحيحا أو فيه قدر كبير من الصحة .

الفقرة الثالثة عشر عاد الى المغالطات من جديد واعتمد على أسلوبه المميز في تركيب الجمل المتناقضة على سبيل المثال : لقد واجهت العملية الانتقالية عوائق خطيرة في الماضي ،ومع ذلك استطاع اليمانيون دائما السير قدما – كل ذلك تضليل فلا سرنا قدما ولا يحزنون بل اتى لنا بأصحاب الكهوف ليحكمونا - ،ثم حملّ جميع المكونات السياسية مسؤولية ما آلت إليه الأمور ،وعلى عاتقهم جميعا تقع مسؤولية اخراج البلاد من الهاوية – طبعا كان جبانا في أن يسمي الأمور بمسمياتها ، وأن يحدد أطرافا بعينها فالتعميم يخرجه من العتب ،والا كيف يضلل الأمم المتحدة وهو ونحن نعرف أن المعرقلين والذين لم ينفذوا مخرجات الحوار الوطني هم معروفين له ،ومنهم من يتعامل معهم على اعتبار انهم سيخرجون البلاد الى بر الأمان وهم وحدهم من احتلوا المد ن والمعسكرات ومع ذلك الاتهام السهل هو تحميل الكل وكأنه يشجع المخالفين الاستمرار في أفعالهم باللجوء الى العنف واستخدام القوة مع كل اسف..

الفقرة الرابعة عشر والخامسة عشر تتعلق بالتمديد له ولا اعتراض لنا على ذلك فقط بشروط : الموضوعية والحيادية ،وليس على حساب الدم اليمني ، مالم يمضي بن عمر في ذلك ،فإنه سيوصل البلاد الى الهاوية هو وليس احد غيره وعلى اليمانيين أن لا يتعاملوا بالسذاجة المعهودة عنهم ، بل يفتحون عيونهم ويدركون محيطهم ويفحصون من يتعاملون معهم ثم يمضون الى بناء هذا الوطن الغالي على الجميع ،فالحفاظ على سفينة الوطن مسؤولية الجميع ،فليرتفع الجميع عن الصغائر والثارات والانتقام والمشاريع الصغيرة ويفتشوا عن نقاط الالتقاء وهي كثيرة في سبيل المشروع الكبير اليمن الموحد ، والدولة المدنية الحديثة وسيجدون السبيل الى ذلك لو الجميع تجردوا عن ذواتهم وفضلوا الوطن..

  [email protected]  

 

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي