الرئيسية المقالات مدارات ماذا يقصف الحوثيون والمؤتمريون (الصالحيون) في تعز؟
ماذا يقصف الحوثيون والمؤتمريون (الصالحيون) في تعز؟
سامي غالب
سامي غالب

ماذا يقصف الحوثيون والمؤتمريون (الصالحيون) في تعز؟

يقصفون المدينة في اليمن .

يقصفون "اليمن" في المدينة .

يقصفون احلام اليمنيين في الحالمة .

يقصفون الحالمة للإجهاز على احلام اليمنيين .

يقصفون في "تعز" عدن وصنعاء الحديدة وإب وأبين وشبوه وصعده والجوف والمحويت وحجة وحضرموت والمهرة ومأرب وسقطرى، وكل بقعة يمنية رواها أبناء وبنات تعز، المدينة والمحافظة، عرقا وحبرا ودما .

يقصفون في تعز الوحدة والحزبية والسياسة و"الوطنية" و"الحداثة" و"التشكيل" بالألوان وبالحروف وبالأزهار وبالأصوات .

يقصفون في تعز كل قيمة تنتمي إلى اليمن والعصر: المواطنة والوطنية والجمهورية والانتخابات والعلم والعمل .

يقصفون في تعز عبدالله السلال وعبدالرحمن الإرياني وقحطان الشعبي والأستاذ النعمان والشيخ محمد علي عثمان وفيصل عبداللطيف وعبدالفتاح اسماعيل وابراهيم الحمدي وجمال عبدالناصر والفضول وأيوب طارش وعلي الآنسي والمرشدي وهاشم علي .

***

يقصفون تعز بوحشية لكأن كل من يقطنها عدو مبين، غير مميزين بين سكانها ودورها وحاراتها وتبابها وشوراعها وأرصفتها .

يقصفون تعز لكأنهم بلا أنصار فيها، لا أنصار للحوثيين ولا أنصار لصالح .

***

يقصفون تعز، الثورة والبراءة والحب والحلم والمستقبل .

يقصفون بضراوة فتسري ارتجافة في أوصال "اليمن" المعذب من أقصاه إلى أقصاه .

يقصفون بالكاتيوشا أزقة المدينة "الوعد" لكأنهم يملكون "اليمن" أبدا .

يقصفون بالكاتيوشا لكأنهم ينخلعون من "اليمن" غدا .

 

************

 

تحية من القلب للزميل العزيز محمد العزيزي الذي اختطفه الحوثيون بسبب ما ينشره في حائطه في الفسبوك من آراء .

تحية أخرى إليه حيثما كان، بعد أن رفض الخضوع لاستجواب من شخص ينتحل صفة قضائية .

تحية ثالثة لأنه كصحفي تمسك بحقه في حضور ممثل عن نقابة الصحفيين قبل أية اجراءات من الجهة التي اختطفته او الجهة التي تسلمته من الجهة التي اختطفته .

تحية أخيرة لأنه يرفض تحرير تعهد يتنازل بموجبه عن حقه في التعبير .

***

جماعة الحوثيين انحدرت عميقا، عميقا، في سلوكها المافيوي والفاشستي حيال حرية الصحافة والحق في التعبير .

هذه الجماعة بلا ذاكرة .

وهي الآن بلا بوصلة .

والأخطر أنها بلا حس بالواقع وبالزمن .

***

ما تفعله الآن هو ما كان بعض عناصرها أو بعض الكتاب والصحفيين المحسوبين عليها، يتعرض له قبل سنوات من قبل أجهزة الأمن القومي والأمن السياسي والاستخبارات التابعة للجيش او لمراكز النفوذ .

محزن وفاجع هذا التردي في سلوك جماعة عانى مؤيدوها والكتاب والصحفيون المتعاطفون معها من القمع والإرهاب للأسباب نفسها، لكنهم الآن يبلعون السنتهم بوازع من عصبية أو تعصب جهول .

إقراء أيضا