الرئيسية المقالات مدارات اسطوانة اليمن مقبرة الغزاة
اسطوانة اليمن مقبرة الغزاة
ميساء شجاع الدين
ميساء شجاع الدين

من بشروا بتحرير نجران وجيزان والهزيمة المؤكدة للتحالف لو قاتل براً، هم ذاتهم من يتحدثون عن استحالة نصر قوات التحالف في معركتها البرية المحتملة بالشمال، ساعة بالحديث باستخفاف عن هذه الدول وساعة أخرى بالحديث عن أمجاد اليمن التاريخية والمقولة الاثيرة والمبتذلة "اليمن مقبرة الغزاة ".

ما أريد قوله هنا عدة أمور، الجزء الأكبر من القوات الموجود في مأرب هم يمنيين أصلا وهذا يعني ماذا؟ يعني أن أصل المشكلة هو انقسام اليمنيين الذي كان الحوثي وصالح سبب رئيسي فيه .

الأهم من هذا أن البلد الذي يتقاتل أبناءه فيما بينهم هو بلد لا يحقق نصر على طرف خارجي ولن ينهزم لأنه ببساطة مهزوم اصلا، ومن هزمه هم أبناءه. الحوثي وصالح هزموا اليمن عندما لم نستطع منع فرحتنا بدخول قوات التحالف لعدن لأنها ستوقف الاقتتال ومعاناة الناس هناك .

أما الاسطوانة التاريخية الممجوجة التي يعشقها أبناء الدول المنحطة أخلاقيا وعلميا مثلنا، ففي الواقع هذه الاسطوانة لانها تقال من باب تعويض إحساس بالنقص والتهرب من مسؤوليات واقع معاصر مرير، تكون عادة اسطوانة مبتذلة وفيها قدر واضح من التحقير للآخرين والنرجسية وليس هدفها اعتزاز طبيعي بالذات .

هذه الاسطوانة وأحاديث النصر المحتمل ليست أكثر من مخدر لناس لا يستفيقون من الصدمة حتى يعودوا سريعا لذات التعاطي مع هذه المخدرات لأنها أكثر رواجا في زمن الاحباط وكذلك اسهل من معرفة واقع مؤلم نعيشه .

في الواقع، اليمن ليس سوى بلد منكسر حزين ومنكوب، لكن لاني أؤمن أن اليمنيين يمتلكون الكثير من القيم والامكانيات التي يمكن أن يقدموها للعالم ولمحيطهم الاقليمي، ولانهم يستطيعون أن يكونوا قيمة مضافة للإنسانية، وليس مجرد إعداد جديدة لقائمة الجوعى أو الإرهابيين في هذا العالم، وليس مجرد بلد نكره يعرفها العالم من كوارث الحروب التي يشنها القتلة. لأني أؤمن بهذا لا تعاطى أي مخدرات تاريخية وأؤمن أن الكفاح لهذا طريقه طويل وصعب ويبدأ بقراءة واقع مرير نعيشه أولها أننا لن ننتصر بل نحن انهزمنا بالفعل .

إقراء أيضا