الرئيسية المقالات مدارات في الذكرى ال37 لحركتهم التصحيحية.. افرجوا عن جثامين شهدائنا الابطال
في الذكرى ال37 لحركتهم التصحيحية.. افرجوا عن جثامين شهدائنا الابطال
محمود شرف الدين
محمود شرف الدين

ستظل قضية جثامين قادة حركة 15 اكتوبر 78 تؤرق  كل ذي بال يحمل ذرات من قيم الانسانية  باستثناء مرتكبي جريمة القتل بحق هؤلاء الابطال الذين كان لهم شرف السبق في الانتفاضة  السلمية  ضد النظام الفردي  الرجعي المتخلف  الذي  ظل يعبث بأرواح شعب  وبوطن وبخيراته طوال 33 سنة ها هو اليوم يتساقط وتتهاوى اركانه بفعل رغبة فرعونه الذي يحمل حقدا وضغينة للوطن ولكل وطني  وحر وشجاع ، ان حقده لم يتوقف على الكوكبة  الذين صفاهم  بطريقة مخالفة للقيم والاعراف الانسانية رغم سلميتهم  والذي لازال يخفي مكان جثامينهم حتى اليوم وسط صمت من المجتمع والعالم ،بل انه اليوم اصبح يشفي غليله من الوطن بأكمله  فيعلن دون  حياء  دمروا كل شئ جميل فيها الوطن  ارضاء لحقده  ونقمته وحنقه اللامحدود على مغادرته السلطة مجبرا بفعل الثورة الشبابية .

وبالرغم من تفكك حلفه البغيض المنتفع وال همجي الا انه وحتى الان ما احد تجرأ من شركائه واركان حكمه ان يستجيب لاستغاثات ابناء واسر شهداء الحركة الافصاح عن مكان جثامينهم الطاهرة .

أي بشر هؤلاء الذين ازهقوا الارواح واصروا على اختطاف اجسادها ثلاثة عقود ونيف اين الانسانية من هؤلاء المتوحشين ، اين من شهدوا هذه الجريمة النكراء ومن عاشوا ايامها في دولة صالح ونظامه العفن طيلة 33 سنه اليست الفترة كافية لان تصحو ضمائرهم، الا يعتبرون من ما حدث لزملائهم من تصفيات خططها فرعونهم لكي يخفي معالم جرائمه التي بدأت تتكشف من يوم لآخر ، الا يدرك هؤلاء ان ابرز شاهد في قضية اغتيال الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي وهو عبد العزيز عبدالغني تم التخلص منه بسرية تامة رغم جروحه البسيطة في حادثة النهدين ؟ ليتساءل الجميع كيف ينتهي من في الصف الثاني ويبقى الاول الذي هو في صدارة الخطر. ؟

شيء يبعث القشعريرة ان تجد اناس بهذا الحقد وبهذه الضمائر الميته التي لا تحمل ذرة من القيم الانسانية ولا اقول الاسلامية لانهم قد تجردوا من الآدمية ؟وهم يديرون ظهورهم لتوسلات حمدان ومريم وزياد وكل الشعب اليمني الكشف عن مكان جثامين ابائهم وابطالهم ؟

ثمة فرصة لمن كانوا يخافون جور وبطش صالح ان ينطقوا قبل ان يهلكوا كسابقيهم ، قولوها كي يسعد اطفالكم قولوها كي يسلموا من نقمة الله عليكم في مستقبلهم ها انتم تتخلون اليوم عن فرعونكم لكنكم يوم القيامة شركاء له في جرائمه كلها ، ايها الصامتون وايها الخائفون قولوها من اجل الانسانية من اجل ذكرى جميلة يتذكرها لكم الاجيال .

ها هو البردوني رمز يمني وعربي تفاخر به الاجيال بكلمات من ذهب تفاخر بهم ورثاهم شعرا ونثرا فماذا حدث له لقد بنى له عرشا في قلب كل حر في هذا العالم ، فالاستشهاد بكلامه في أي قضية او حادثة يخرس الالسن ويقتنع كل مصر وجاحد للحقيقة اومن غرر عليه فتاه عنها فلماذا لا تتاسوا بشجاعة هذا الرجل وتقتفوا اثره ، لقد بذل محترف الجريمة (صالح ) كل غال ونفيس من اجل ان يحظى ببيت من الشعر  من فم هذا الرائد العربي يشيد به تزلفا ونفاقا لكنه فشل ، فماذا حدث للبردوني الرجل الصلب الذي اصبح يمثل اليمن في كل محفل فكري وادبي بحياته وبعد مماته.

لقد رثا شاعرنا العظيم البردوني ابطال حركة اكتوبر 78 بقصيدة رائعة قال في مطلعها :

لأنهم من دمهم أبحروا كالصبح، من توريدهم أسفروا

 تكسروا ذات خريف هنا والآن من أشلائهم، أزهروا

 وقبل إعلان الشذى، حدقوا وعن سداد الرؤية استبصروا

 تجمروا في ذكريات الحصى ومن حنين التربة اخضوضروا

.....الخ القصيدة

كلمات وشهادة سجلها التاريخ بأحرف من نور في ازهى صفحاته بحق من ارادوا ان يعيدوا بالوطن الى مسار ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ، للذين ادركوا ما ينتظر الوطن في ظل حكم هذا الارعن الجاهل المتخلف وحكمه المستبد ،وحاولوا تجنيب الوطن ما عاناه طوال 33 عاما واربعة اعوام تلتها من قتل وتدمير وخراب وتمزيق على يد ما تبقى من فاقدي الضمائر مع فرعون اليمن ، ان خطا هؤلاء الابطال قادة حركة اكتوبر 78 هو انتهاجهم السلمية ولو كانوا يريدون قتل صالح وزبانيته لكتب لثورتهم النجاح لكنهم ابو ان يلطخوا ايديهم الطاهرة بدم ولو كان دم  صالح الذي يواصل اجرامه بحق الوطن والاجيال الى يومنا هذا.

ان على القوى الحية والحرة في هذا الوطن وفي خارجه مطالبة ان تنتصر للإنسانية  ان تنتصر لأسر الشهداء في هذه الحركة البيضاء بالضغط للكشف عن مصير جثامين هؤلاء الرجال الشجعان فانه ليس واجب اطفالهم ولا تنظيمهم فحسب بل انه واجب كل حر في هذا العالم فمن حق اسرهم ان تعرف اماكن جثامينهم وتفاصيل ما تعرضوا له من قبل الظالم المستبد وهي مناشدة اطلقها للقوى السياسية والمنظمات الحقوقية والجماهيرية وللشخصيات الوطنية قفوا الى جانب ابناء هؤلاء الشهداء ولا نامت اعين الجبناء.

إقراء أيضا